فرنسا تدين قصف حلب وتحذر من حرب شاملة تؤدي إلى «تقسيم» سورية

نظام الأسد يرفض مقترحـاً أممياً بمنح شرق حلب إدارة ذاتية

سوري يبحث بين الأنقاض عن أقارب له بعد قصف للنظام على إدلب. رويترز

رفضت دمشق، أمس، خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا بإقامة «إدارة ذاتية» لمقاتلي المعارضة في الأحياء الشرقية التي يسيطرون عليها في حلب، فيما دانت فرنسا الضربات التي تشنها قوات النظام السوري المدعوم من موسكو ضد المدينة، محذرة من أن «الحرب الشاملة» في سورية قد تؤدي إلى «تقسيم» البلاد.

وتفصيلاً، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي عقده بُعيد لقائه مع دي ميستورا الذي يزور دمشق للتباحث حول خطته الهادفة إلى وقف أعمال العنف في مدينة حلب، «هو تحدث عن إدارة ذاتية في شرق حلب، وقلنا له إن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً».

وأضاف: «هل يعقل أن تأتي الأمم المتحدة لتكافئ المعارضين؟».

وكان دي ميستورا اقترح في مقابلة أجراها بداية الأسبوع الماضي مع صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أن تعترف الحكومة السورية بالإدارة التي يقوم بها مقاتلو المعارضة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرتهم منذ صيف 2012،وفي المقابل، سيغادر المقاتلون التابعون لتنظيم «جبهة الشام» (جبهة النصرة سابقاً) المنطقة التي يقطنها نحو 250 ألف مدني في ظل حصار خانق منذ أربعه أشهر وتتعرض لقصف مكثف.

وأوضح المعلم: «قلنا له نحن متفقون على خروج المقاتلين من شرق حلب، لكن لا يعقل أن يبقى 275 ألف نسمة من مواطنينا رهائن لخمسة آلاف، ستة آلاف، سبعة آلاف مسلح».

وأشار إلى أنه «لا يوجد حكومة في العالم تسمح بذلك».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/11/100190_EY_21-11-2016_p22-p23-1.jpg

وأضاف: «قدمنا ثلاث فرص لهدنة متتالية لإخراج الأهالي من أحياء حلب الشرقية ولم يسمح المقاتلون لهم بالخروج عبر المعابر الآمنة التي حددتها الدولة».

وقال المعلم: «عرضنا على دي ميستورا مشروعاً آخر بالنسبة للمسلحين في شرق حلب، فمن يرغب في البقاء يمكنه تسوية وضعه ومن يود الخروج فالطريق ممهد له».

وتابع: «كلما عجلوا بمغادرة شرق حلب - ونحن نضمن لهم أن يختاروا الوجهة التي يريدون أن يذهبوا إليها - قصّروا من معاناة أهلنا»، لافتاً إلى أنه «لا بد من عودة مؤسسات الدولة إلى شرق حلب».

وقال المعلم إن من السابق لأوانه الحكم على السياسة التي سيتبعها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشأن الحرب الأهلية في سورية، وعبّر عن أمل دمشق في أن يضع ترامب نهاية لدعم الجماعات المسلحة، ويكبح القوى الإقليمية التي تساندها.

وأشار وزير الخارجية السوري إلى أن المبعوث الدولي لم يطرح خلال اللقاء موعداً لاستئناف الحوار السوري - السوري.

من جهته، قال دي ميستورا إنه سيجري مزيداً من المشاورات في دمشق. وأكد في تصريح صحافي مقتضب بعد الاجتماع مع وليد المعلم «عقدت اجتماعاً مع وزير الخارجية السوري لكني لم أنته من استشاراتي بعد»، لافتاً إلى أن لديه المزيد من اللقاءات.

وحذر دي ميستورا من أن الوقت «ينفد» بالنسبة للوضع في شرق حلب، معبراً عن الاستنكار الدولي لحملة القصف المكثف التي يقوم بها النظام السوري على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة.

وأكد دي ميستورا ان النظام رفض اقتراحه بإقامة «إدارة ذاتية» لمقاتلي المعارضة في الأحياء الشرقية التي يسيطرون عليها في حلب.

وقال المتحدث الإعلامي باسم الأمم المتحدة في دمشق خالد المصري، إن دي ميستورا سيغادر دمشق اليوم.

وجرت خلال هذا العام ثلاث جولات للحوار السوري السوري بإشراف الأمم المتحدة من اجل وضع حد للنزاع الذي أودى بحياة أكثر من 300 ألف شخص في سورية.

وأعربت الأمم المتحدة السبت عن «شديد الحزن والصدمة من التصعيد الأخير في الأعمال القتالية التي تجرى في مناطق عدة من سورية»، داعية «جميع الأطراف إلى وقف كامل للهجمات العشوائية على المدنيين والبنى التحتية المدنية».

في الأثناء، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت عن إدانة بلاده للضربات التي تشنها قوات النظام السوري المدعوم من موسكو ضد مدينة حلب، محذراً من أن «الحرب الشاملة» في سورية قد تؤدي إلى «تقسيم» البلاد.

وقال أيرولت «أدين مجدداً بأشد العبارات الهجمات والقصف (الجوي) والقصف المدفعي على حلب، حيث يقيم زهاء 300 ألف شخص، محرومين من المواد الغذائية، والأدوية، والعناية» الطبية، وذلك في تصريحات لوكالة «فرانس برس» على هامش زيارة إلى قطر.

وأعرب الوزير الذي التقى منسق الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية رياض حجاب في الدوحة، عن استيائه من تكثيف نظام الرئيس بشار الأسد عمليات القصف على مناطق سيطرة المعارضة في حلب.

وقال أيرولت: «ثمة استراتيجية حرب شاملة لا يمكن أن تؤدي إلا إلى تقسيم سورية وتعزيز تنظيم (داعش) بشكل أكبر».

وأضاف أن هذه الاستراتيجية من قبل النظام وحلفائه هي «خطأ استراتيجي»، داعياً «المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف المجزرة». وأكد أن بلاده ستقوم بالاتصالات اللازمة «للمساهمة في مبادرة تتيح وقف» النزاع واستئناف مفاوضات السلام.

تويتر