مجلس النواب الأميركي يمدد العقوبات على إيران وداعمي نظام الأسد

قصف مكثف على شمال ســـورية.. والمساعدات تقترب من النفــــاد في حلب

رجال إنقاذ ومدنيون يبحثون عن ناجين بين أنقاض مبانٍ تهدمت بغارات سورية وروسية على قرية كفر جالس بريف إدلب. أ.ف.ب

استهدفت غارات روسية وسورية كثيفة، أمس، كلاً من محافظة إدلب والأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، حيث شارفت المساعدات الإنسانية القليلة المتبقية فيها على النفاد في ظل حصار مستمر منذ أربعة أشهر. في حين وافق مجلس النواب الأميركي على مشروعي قانون يجدد أحدهما العقوبات على إيران لـ10 سنوات، ويفرض الآخر عقوبات جديدة على سورية وداعمي نظام الرئيس بشار الأسد بما فيهم روسيا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت مناطق عدة في محافظة إدلب، في وقت واصلت قوات النظام قصفها الجوي والمدفعي للأحياء الشرقية في مدينة حلب.

وكانت قوات النظام السوري، استأنفت بعد توقف لنحو شهر، قصفها الجوي للأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، تزامناً مع اعلان روسيا عن حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب وحمص (وسط)، ومع تنفيذ أولى الغارات من حاملة الطائرات اميرال كوزنتسوف.

لمشاهدة مخطط يوضح هجوم لقوات المعارضة السورية بدعم تركي على معقل «داعش»، يرجى الضغط على هذا الرابط.

وأفاد مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية لحلب عن قصف جوي استهدف تلك المنطقة طوال الليلة قبل الماضية واشتد صباح أمس، مشيراً إلى أن الطائرات الحربية لم تنفك عن التحليق في الأجواء، مع قصف جوي ومدفعي مستمرين.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن القصف في حلب تسبب بمقتل «12 مدنياً بينهم اربعة أطفال»، لترتفع حصيلة القتلى منذ استئناف القصف إلى «20 مدنياً بينهم تسعة أطفال».

ويأتي تجدد القصف الجوي على حلب بعد أيام عدة على استعادة قوات النظام جميع المناطق التي خسرتها عند اطراف حلب الغربية، بعد أسبوعين على هجوم شنته الفصائل المعارضة بهدف فك حصار مستمر منذ اربعة اشهر على الأحياء الشرقية، حيث يعيش اكثر من 250 ألف شخص في ظروف مأساوية.

وأكد برنامج الغذاء العالمي لـ«فرانس برس» أنه قام بآخر عملية توزيع مساعدات في الأحياء الشرقية يوم الأحد الماضي.

وكانت الأمم المتحدة اعلنت أن الحصص الغذائية المتبقية في شرق حلب ستنفذ الأسبوع الجاري.

كما وزعت منظمة اغاثية في مدينة حلب، أول من أمس، آخر المساعدات المتوافرة لديها لسكان الأحياء الشرقية.

وقال مدير «مؤسسة الشام» الإنسانية في حلب الشرقية عمار قدح لـ«فرانس برس» وهو يقف امام أحد المخازن الفارغة في حي المعادي «فرغت مستودعاتنا ولم يعد بإمكاننا التوزيع».

وفي محافظة إدلب، أفاد المرصد بأن القصف الجوي طال مناطق عدة بينها مدينتا جسر الشغور وخان شيخون، كما أسفر مساء أول من أمس، عن مقتل «ستة اشخاص على الأقل، بينهم طفلة» في قرية كفر جالس في ريف ادلب الشمالي.

وقال مدير مركز الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في محافظة ادلب يحيى عرجة «استهدف القصف المدنيين الآمنين في بيوتهم في قرية كفر جالس، وهناك دمار هائل في البيوت».

وأضاف «تم العمل على رفع الأنقاض واستخراج الشهداء والمدنيين، ونعمل على رفع الركام الذي قطع الطرقات».

وسارعت واشنطن الى التنديد بالتصعيد العسكري الجديد في سورية. واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية اليزابيث ترودو «الأعمال التي تقوم بها روسيا والنظام السوري غير مقبولة»، مشددة على «أننا مازلنا نعتقد ان الطريق الوحيد للمضي قدماً هو التوصل الى تسوية سياسية».

إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إن مقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة على مسافة كيلومترين فقط من مدينة الباب في شمال سورية، وإن من المتوقع أن ينتزعوا السيطرة عليها من تنظيم «داعش» سريعاً، على الرغم من المقاومة.

وأكد أردوغان كذلك أنه على ثقة بأن «وحدات حماية الشعب» الكردية ستنسحب إلى شرق نهر الفرات من مدينة منبج تنفيذاً لما تطالب به تركيا منذ فترة طويلة.

وقالت «وحدات حماية الشعب» إنها تنسحب من منبج إلى شرقي نهر الفرات، لكنها تفعل ذلك من أجل المشاركة في حملة لتحرير مدينة الرقة من «داعش».

ووصف المبعوث الأميركي الخاص بريت مكغيرك هذه الخطوة بأنها «حدث مهم»، قائلاً على حسابه على «تويتر» إن كل «وحدات حماية الشعب» الكردية ستغادر منبج بعد تدريب الوحدات المحلية على الحفاظ على الأمن في مواجهة تنظيم «داعش»

من ناحية أخرى، وافق مشرعون أميركيون، على مشروعي قانون يجدد أحدهما العقوبات على إيران، ويفرض الآخر عقوبات جديدة على سورية في تأكيد لتصميم المشرعين على لعب دور قوي في سياسة الشرق الأوسط بغض النظر عمن يشغل المنصب في البيت الأبيض.

وصوت مجلس النواب بأغلبية 419 صوتاً على تمديد قانون العقوبات على إيران لمدة 10 سنوات. وأقر القانون لأول مرة في عام 1996 لفرض عقوبات على الاستثمارات في قطاع الطاقة في إيران وردع سعي إيران للحصول على أسلحة نووية.

وأقر مجلس النواب أيضاً بالتصويت على مشروع قانون سيفرض عقوبات على الحكومة السورية ومؤيديها ومن بينهم روسيا وإيران، لارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وكان أجل قانون العقوبات ضد إيران سينقضي في نهاية عام 2016 لو لم يتم تجديده. ولايزال يتعين موافقة مجلس الشيوخ على التشريع، وأن يوقعه الرئيس الأميركي كي يصبح قانوناً.

تويتر