اشتباكات تهز الأطراف الغربية للمدينة.. وقوات النظام تسيطر على منطقتي تل كردي وتل صوان في الغــوطة الشرقية

المعارضة السورية تهاجم أكاديمية الأسد العسكرية في معركـــة حلب

الدخان يتصاعد فوق ضاحية الأسد غرب حلب. رويترز

أعلنت فصائل المعارضة السورية، أمس، بدء عملية اقتحام مشروع منطقة «مشروع 3000 شقة سكنية» في منطقة حلب الجديدة غرب مدينة حلب، كما بدأت هجوماً على أكاديمية الأسد العسكرية، وذلك في اليوم الثالث من معركة فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية. من جهتها، سيطرت قوات النظام على منطقتي تل كردي وتل صوان في الغوطة الشرقية، بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة، واستهدافها بمئات الغارات والقذائف.

المعارك والغارات الجوية أسفرت منذ الجمعة عن مقتل أكثر من 50 مقاتلاً سورياً وآخرين في صفوف الفصائل.

منطقة «مشروع 3000 شقة سكنية» التي تسيطر عليها القوات النظامية تشهد قصفاً مكثفاً من قبل فصائل المعارضة.

وتفصيلاً، قالت مصادر إن فصائل المعارضة سيطرت على مساحات واسعة في حلب الجديدة، أحد أكبر الأحياء التي يسيطر عليها النظام السوري. وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات في حلب الجديدة تسببت في نزوح عشرات العائلات.

وهزت أصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة، أمس، أرجاء مدينة حلب في اليوم الثالث لهجوم الفصائل المعارضة على أطراف أحياء المدينة الغربية، حيث قتل 38 مدنياً، بينهم 14 طفلاً.

وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»: «قتل 38 مدنياً، بينهم 14 طفلاً، جراء مئات القذائف والصواريخ التي أطلقتها الفصائل المعارضة على الأحياء الغربية في حلب منذ بدء هجومها». وأشار إلى إصابة نحو 250 آخرين بجروح.

وأفاد مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية، التي تعد بعيدة نسبياً عن جبهات القتال، أمس، بأن أصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة هزت أرجاء المدينة، وأكد مشاهدته أعمدة الدخان تتصاعد فوق المدينة.

وفي الوقت نفسه، شنت كتائب المعارضة هجوماً على أكاديمية الأسد العسكرية التي تعتبر إحدى أهم قلاع النظام غرب حلب. ونشر ناشطون صوراً قالوا إنها لقذائف استهدفت الأكاديمية.

ويأتي الهجوم على الأكاديمية العسكرية، بعد أن أعلنت كتائب المعارضة سيطرتها على ضاحية الأسد غرب حلب، وهو يمثل بداية المرحلة الثانية من عملية فك الحصار التي تهدف للتقدم نحو حي الحمدانية. وإذا تمكنت الفصائل من فتح طريق من الحمدانية إلى ريف حلب الغربي، فستكسر بذلك حصار الأحياء الشرقية.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تشهد منطقة «مشروع 3000 شقة»، التي تسيطر عليها القوات النظامية في حي الحمدانية بالقسم الغربي من حلب، قصفاً مكثفاً بعشرات الصواريخ والقذائف، التي تطلقها فصائل المعارضة على المنطقة، بالتزامن مع معارك عنيفة.

وكانت الفصائل، وبعد ساعات على إطلاقها الهجوم، سيطرت على الجزء الأكبر من منطقة ضاحية الأسد، ولم يتمكن الجيش السوري سوى من استعادة بعض النقاط، فيما تمكن من صد هجوم عنيف آخر على حي جمعية الزهراء.

وتدور المعارك على جبهة تمتد نحو 15 كيلومتراً من حي جمعية الزهراء عند أطراف حلب الغربية، مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية، وصولاً إلى أطراف حلب الجنوبية.

وقال مصدر سوري ميداني لـ«فرانس برس» إن هجوم الفصائل «ضخم جداً ومنسق».

وقال عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي، ياسر اليوسف، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «معنويات المقاتلين مرتفعة جداً»، مشيراً إلى «هجوم مرتقب من داخل الأحياء الشرقية» لدعم العملية الجارية. وأضاف أنه «لاتزال هناك مفاجآت كبيرة مستقبلاً حول تنوع المحاور التي سيتم فتحها».

وأسفرت المعارك والغارات الجوية على مناطق الاشتباكات منذ الجمعة، بحسب المرصد، عن مقتل أكثر من 50 مقاتلاً سورياً وآخرين أجانب في صفوف الفصائل، وما لا يقل عن 30 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فضلاً عن عشرات الجرحى.

ورغم الغارات السورية والروسية على مناطق الاشتباك، منعاً لتقدم الفصائل، لم تستهدف الطائرات الحربية الأحياء الشرقية.

من ناحية أخرى، سيطر الجيش السوري الحر، بدعم من تركيا، على قرية قعر كلبين قرب مدينة الباب، بينما انتزعت الوحدات الكردية أربع قرى من تنظيم «داعش»، أبرزها تل سوسين ومزرعة فافين.

وأصبحت قوات الجيش الحر على بعد ثمانية كيلومترات شمال غرب مدينة الباب، بينما يفصل الوحدات الكردية عن المدينة 12 كيلومتراً من جهة الغرب.

على صعيد آخر، تقدمت قوات النظام والميليشيات الموالية في غوطة دمشق الشرقية على محاور تل كردي، وسيطرت على مواقع عدة، وبهذا التقدم أصبحت قوات النظام على مشارف مدينة دوما.

وفي ريف درعا، أصيب مدنيين بجروح جراء غارات لطائرات روسيا والنظام السوري على الأحياء السكنية في مدينة داعل، وتزامن مع هجوم لقوات المعارضة المسلحة من أجل استعادة السيطرة على المواقع التي تقدمت إليها قوات النظام في محيط المدينة.

من جهة أخرى، اتهم الإعلام الرسمي للنظام السوري، أمس، الفصائل المعارضة باستخدام الغازات السامة في جبهات القتال الدائرة في غرب مدينة حلب، ما أسفر عن إصابة نحو 35 شخصاً بحالات اختناق، الأمر الذي نفته المعارضة ووصفته بالكذب. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن «المعارضة المنتشرة فى أطراف مدينة حلب الغربية استهدفت، صباح أمس منطقة، حي الحمدانية وضاحية الأسد بقذائف تحمل غازات سامة، أدت إلى إصابة أكثر من 35 شخصاً بحالات اختناق».

تويتر