تقدّم للجيش السوري بريف حلب الجنوبي

تجدد المعارك في جبهات حلب.. والطيران الروسي يشن غارات على المدينة وريفها

آلية عسكرية لقوات سورية الديمقراطية في محافظة حلب. رويترز

اشتعلت، أمس، جبهات حلب بشمال سورية، حيث تدور اشتباكات بين فصائل من المعارضة والقوات الحكومية السورية في بعض المناطق، وتدور في مناطق أخرى اشتباكات بين فصائل من المعارضة وقوات سورية الديمقراطية، وفي وقت شن الطيران الروسي غارات على المدينة وريفها، سيطرت القوات الحكومية السورية مدعومة بميليشيات إيرانية ولبنانية وعراقية، على كتيبة الدفاع الجوي قرب بلدة خان طومان، بريف حلب الجنوبي.

وفي التفاصيل، قال قائد عسكري في المعارضة، إن القوات الحكومية شنت صباح أمس، هجوماً واسعاً، بغطاء جوي روسي، على أحياء حلب الشرقية التي يسيطر عليها مسلحون.

وبينما تحدث القائد عن أن القوات الحكومية والقوات الموالية لها منيت بخسائر كبيرة، قالت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية إن القوات سيطرت على أجزاء من حي صلاح الدين جنوب غرب حلب، مضيفاً أن الطيران الحربي السوري والروسي شن الليلة قبل الماضية وفجر أمس، غارات مكثفة على مجمل أحياء حلب الشرقية قبل أن يتوقف القصف صباحاً.

وفي ريف حلب الشمالي، تجددت الاشتباكات بين فصائل ما يسمى بـ«الجيش السوري الحر» المدعوم من القوات التركية وقوات سورية الديمقراطية (التي يشكل المسلحون الأكراد أكبر مكون فيها).

وقالت مصادر إعلامية كردية إن معارك عنيفة اندلعت بين الجانبين في محاولة من كل منهما للتقدم نحو مواقع الطرف الآخر، من دون أن تتمكن أي جهة من التقدم على حساب الأخرى حتى الآن.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضين قصفوا بكثافة حي الحمدانية الذي تسيطر عليه الحكومة والواقع على هذه الجبهة.

وأضاف المرصد أن ضربات جوية سورية أو روسية أصابت عدداً من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة إلى الغرب مباشرة من مدينة حلب فجر أمس. وأصابت الغارات الجوية كذلك شمال حلب وعمق ريف حلب الغربي.

وأفاد المرصد بأن المدينة شهدت استنفاراً كبيراً من طرفي الصراع استعداداً لمواجهة، وصفتها فصائل مسلحة معارضة بأنها ملحمة تقتضي أساليب جديدة لفك الحصار.

كما وثّق المرصد اشتباكات في محوري العامرية وصلاح الدين ومحاور عدة في حي الشيخ سعيد جنوب حلب.

فيما حلّقت طائرات النظام الحربية في سماء المدينة، وقصفت مشروع 1070 شقة السكني بجنوب غرب المدينة المحاصرة، واستهدفت قواته بالقذائف حيي صلاح الدين والمشهد، ما أسفر عن إصابة مدنيين بجراح.

وكانت حلب ساحة قتال رئيسة في الحرب الدائرة في سورية. ويريد الرئيس السوري بشار الأسد، مدعوماً بالجيش الروسي والحرس الثوري الإيراني وعدد من الفصائل الشيعية المقاتلة السيطرة على المدينة بالكامل. وحذر تحالف جيش سورية الحر، الذي قال إنه مستعد لهجوم كبير لكسر الحصار على شرق حلب، السكان داخل المدينة وحولها في بيان أول من أمس، وطلب منهم الابتعاد عن المباني العسكرية التابعة للحكومة حفاظاً على سلامتهم.

وتوقفت الضربات على المدينة لمدة ثلاثة أيام لكنها استؤنفت في وقت متأخر الليلة قبل الماضية مع انتهاء اليوم الثالث لوقف إطلاق النار. يأتي ذلك، في وقت دفعت قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها، فضلاً عن القوات الروسية بالمزيد من حشودها العسكرية إلى تخوم الأطراف الشرقية من أحياء المدينة، إضافة للقسمين الشمالي والجنوبي.

وقالت مصار ميدانية إن معارك دارت بين القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها من جهة، وفصائل جيش الفتح من جهة أخرى، استمرت لساعات.

وانتهت المعارك بسيطرة الجيش على الكتيبة، التي تحمل أهمية استراتيجية لكونها خط الدفاع الأول عن خان طومان، وتطل على حيي الراشدين 4 و5، وعلى عدد من قرى وبلدات الريف الجنوبي. وأكدت المصادر مقتل عشرات العناصر من الطرفين، إضافة لمقتل مسلحين من حزب الله اللبناني.

تويتر