إجلاء 620 مقاتلاً مع عائلاتهم من معضمية الشام المحاصرة إلى إدلب

روسيا تستبعد تمـديــد الهـدنـــة الإنسانية في حلب من طرف واحد

صورة

استبعدت روسيا، أمس، أن يتم تمديد الهدنة الإنسانية في حلب من طرف واحد، مؤكدة في الوقت نفسه، أن «الهدنة الإنسانية» اليوم في حلب ستستمر 11 ساعة، فيما أكدت موسكو وأنقرة أنهما ترغبان في انسحاب «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) من حلب. في وقت خرج نحو 620 مقاتلاً مع عائلاتهم من مدينة معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق بموجب اتفاق تسوية بين الفصائل المقاتلة والحكومة السورية.

واستبعد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أمس، أن يتم تمديد الهدنة الإنسانية في حلب من طرف واحد.

وكانت موسكو أعلنت أول من أمس، وقف سلاحي الجو الروسي والسوري غاراتهما على مناطق شرق حلب تمهيداً لهدنة إنسانية تستمر لساعات اليوم. كما أعلنت توفير ممرات آمنة للمدنيين والمسلحين الراغبين في الخروج من المدينة.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن ريابكوف قوله، إن الخبراء العسكريين الذي اجتمعوا ضمن «صيغة لوزان» بحثوا إعلان المزيد من فترات وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

واعتبر أن تمديد وقف إطلاق النار من جانب واحد في حلب «يعادل التراجع والتقهقر».

ودعا إلى استئناف التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بشأن سورية.

من جهته، أعلن الجيش الروسي، أمس، أن «الهدنة الإنسانية» اليوم في مدينة حلب ستستمر 11 ساعة، «بناء على طلب المنظمات الدولية» بدلاً من ثماني ساعات كانت مقررة اصلاً.

وقال الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة الأركان الروسية إن وقف اطلاق النار الشامل «سيتم تمديده لثلاث ساعات إضافية»، موضحاً أن المقاتلات الروسية والسورية «ستبقى على مسافة 10 كلم من حلب» خلال الهدنة.

ودخلت الأحياء الشرقية في مدينة حلب السورية، أمس، يومها الثاني من دون أن تتعرض لغارات روسية وسورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، «ليست هناك غارات جوية منذ صباح الثلاثاء حتى الآن».

وتهدف الهدنة وفق موسكو، الى فتح الطريق أمام اجلاء مدنيين ومقاتلين راغبين في مغادرة الأحياء الشرقية.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني أو «الخوذ البيضاء» ابراهيم أبوالليث «الحمدلله ليس هناك طيران حالياً، ولكن هناك قذائف وراجمات صواريخ».

وأضاف أن «السكان لايزالون خائفين لأنهم لا يثقون بالنظام وروسيا».

وعلى الرغم من وقف الغارات، استمرت الاشتباكات على محاور عدة في المدينة خصوصاً المدينة القديمة، وفق المرصد.

ويعيش 250 ألف شخص في شرق حلب في ظروف انسانية صعبة، في ظل الغارات والحصار وتعذر ادخال المواد الغذائية والأدوية والمساعدات منذ ثلاثة أشهر.

وفي جنيف، بحث عسكريون روس وأميركيون وسعوديون وقطريون وأتراك في سبل تحديد مواقع الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام، وفصلها عن «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة).

وتقدر الأمم المتحدة بـ900 عدد عناصر «جبهة فتح الشام» في شرق حلب، في وقت يقدر المرصد السوري العدد بـ400 من اصل نحو 15 ألف مقاتل معارض.

في السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية بينهما على انسحاب مقاتلي «جبهة فتح الشام» من حلب.

وأضاف في كلمته أمام نحو 400 من ممثلي المناطق والأحياء التركية «مخاتير»، أمس، في أنقرة: «أعطينا أصدقاءنا الأوامر الضرورية بهذا الشأن»، من دون أن يتطرق لتفاصيل.

ورأى أردوغان أن انسحاب الجبهة، «سيحقق السلام للسكان في حلب».

من ناحية أخرى، خرج نحو 620 مقاتلاً مع عائلاتهم من مدينة معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق، بموجب اتفاق تسوية بين الفصائل المقاتلة والحكومة السورية.

وقال مسؤول لجنة المصالحة في المدينة حسن غندور لـ«فرانس برس»: «الحافلات التي تقل المسلحين تحركت باتجاه إدلب (شمال غرب)»، مشيراً إلى أن الـ620 مقاتلاً يتضمنون 420 مقاتلاً من معضمية الشام و200 آخرين نزحوا اليها من مناطق مجاورة هي داريا وكفرسوسة والمزة، بالإضافة الى عائلاتهم.

وأوضح عضو في لجنة المصالحة، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ«فرانس برس» أن عدد المقاتلين مع عائلاتهم «يصل الى نحو 2100 شخص»، مشيراً الى ان الخطوة الثانية بعد الإجلاء «هي تسوية أوضاع المسلحين الراغبين في التسوية بعد تسليم الأسلحة الثقيلة». وبعد ذلك، بحسب قوله، «سيدخل الجيش السوري إلى البلدة مع عودة كل مؤسسات الدولة إليها».

تويتر