اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة على جميع محاور القتال في حلب

«الجيش الحر» يطرد «داعـــش» من بلدة دابق بدعم تركي

مقاتل من الجيش السوري الحر يغطي أذنيه وهو يُطلق قذيفة هاون خلال القتال ضد «داعش» على مشارف بلدة دابق. أ.ف.ب

سيطرت فصائل سورية معارضة مدعومة من أنقرة منضوية تحت لواء «الجيش السوري الحر»، أمس، على بلدة دابق الحدودية مع تركيا، ذات الأهمية الرمزية لدى تنظيم «داعش»، في خسارة جديدة للتنظيم في محافظة حلب شمال سورية، وفيما تعرضت الأحياء الشرقية لحلب الخاضعة للمعارضة لقصف مكثف، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة على جميع محاور القتال في وسط وشمال وجنوب المدينة.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، ووكالة «أنباء الأناضول» التركية الرسمية، وفصائل مقاتلة مدعومة من أنقرة، سيطرة مقاتلي الفصائل على بلدة دابق.

ولا تتمتع البلدة بأهمية ميدانية استراتيجية لدى التنظيم مقارنة مع المدن الكبرى التي يسيطر عليها كالرقة في سورية والموصل في العراق المجاور.

وقال المرصد إن الفصائل المقاتلة سيطرت، بدعم من الطائرات والدبابات التركية، على دابق، بعد أقل من 24 ساعة على بدئها هجوماً لطرد تنظيم «داعش» منها، كما سيطرت على بلدة صوران المجاورة.

• الفصائل بسطت سيطرتها على 2000 كلم مربع من الأراضي السورية بريف حلب في المثلث الممتد بين جرابلس ومارع وإعزاز.

وأشار إلى أن الفصائل بعد سيطرتها على بلدات دابق وصوران اعزاز واحتيملات، تمكنت من السيطرة على قرية حور النهر القريبة من مارع، بعد أن تقدمت أول من أمس في المنطقة الواقعة بين أخترين ومارع.

ولفت إلى أن هذه الفصائل تمكنت من فك الحصار الذي يفرضه التنظيم على مدينة مارع، التي تعد معقلاً لفصائل مقاتلة في ريف حلب الشمالي، موضحاً أنه بهذا التقدم، تكون الفصائل العاملة بريف حلب الشرقي، بسطت سيطرتها على نحو 2000 كلم من الأراضي السورية بريف حلب في المثلث الممتد بين جرابلس ومارع واعزاز.

وفي تغريدة على حسابه على موقع «تويتر»، ذكر فصيل «فاستقم كما أمرت» المشارك في الهجوم، أن السيطرة على البلدة الواقعة في ريف حلب الشمالي جاءت «بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش»، ونشر صوراً تظهر عدداً من المقاتلين على متن شاحنة صغيرة بيضاء اللون، وهم يرفعون أسلحتهم في الهواء وتبدو بلدة دابق في الخلفية.

وبدأ مقاتلو الفصائل، وفق وكالة الأناضول، بتفكيك القنابل والالغام التي زرعها التنظيم خلفه.

وأفادت الوكالة بسقوط تسعة مقاتلين من الفصائل واصابة 28 آخرين بجروح جراء الاشتباكات بين الطرفين، أول من أمس.

وتأتي السيطرة على دابق غداة تقدم مقاتلي الفصائل، بدعم مدفعي وجوي تركي، الى مسافة كيلومترين ونصف الكيلومتر من البلدة في إطار عملية «درع الفرات» التي تشنها تركيا منذ 24 أغسطس في شمال سورية، وتهدف الى طرد المتطرفين من الشريط الحدودي، وكذلك المقاتلين الاكراد الذين تصفهم أنقرة بـ«الإرهابيين».

وبات اسم دابق لدى مناصري التنظيم بمثابة رمز للقتال ضد الولايات المتحدة ودول الغرب المنضوية في إطار التحالف الدولي الذي يشن ضربات جوية تستهدف التنظيم في سورية والعراق. ويطلق التنظيم اسم دابق على أهم مجلة ترويجية يصدرها باللغة الإنجليزية، ويتوجه عبرها الى دول الغرب.

وكان التنظيم وتزامناً مع الحشد العسكري للفصائل في محيط دابق، أورد في نشرته «النبأ» التي أصدرها الخميس الماضي، أن «هذا الكر والفر في دابق وما حولها معركة دابق الصغرى ستنتهي بملحمة دابق الكبرى».

ومنذ بدء تركيا هجومها في شمال سورية، سيطرت الفصائل المعارضة على عدد من المدن والبلدات الاستراتيجية، أبرزها مدينة جرابلس الحدودية، التي كانت تعد أحد آخر معقلين متبقيين للتنظيم في محافظة حلب.

وتهدف تركيا من خلال هجومها الى إقامة «منطقة أمنية خالية من المنظمات الإرهابية»، تمتد على مساحة نحو 5000 كيلومتر مربع، وفق ما اعلن الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، مطلع الشهر الجاري، وكرره أول من أمس.

وغالباً ما تشهد المناطق الحدودية اعتداءات وتفجيرات، وفجر انتحاريون يشتبه بارتباطهم بالتنظيم أنفسهم، أمس، خلال عملية للشرطة التركية ضد خلية نائمة في غازي عنتاب بجنوب شرق البلاد، ما أدى إلى مقتل ثلاثة شرطيين وإصابة عدد غير محدد من الأشخاص بجروح.

وبحسب وكالة الأناضول، تمكنت الفصائل المدعومة من تركيا منذ بدء الهجوم من السيطرة على 1130 كيلومتراً مربعاً على طول الحدود في محافظة حلب.

وفي مدينة حلب، تعرضت الأحياء الشرقية التي تحت سيطرة الفصائل المعارضة لقصف مكثف من النظام وروسيا.

وأفاد المرصد السوري، أمس، عن معارك عنيفة بين الطرفين على جميع محاور القتال في وسط وشمال وجنوب المدينة، مشيراً إلى مقتل شخصين على الأقل جراء غارات على حي في شرق المدينة.

وذكر مراسل لـ«فرانس برس» في الأحياء الشرقية أن الغارات الكثيفة لم تتوقف منذ منتصف الليلة قبل الماضية على مناطق الاشتباك، قبل أن تخف وتيرتها ظهر أمس. وفي الأحياء الغربية التي تحت سيطرة قوات النظام، قتلت سيدتان وأصيب 16 شخصاً بجروح، أمس، جراء قذائف صاروخية أطلقتها التنظيمات المسلحة على حي السيد علي، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

تويتر