بوتين يصادق على اتفاق بقاء قوات في سورية «لفترة غير محددة»

غارات كثيفة واشتباكات عنيفة في الأحياء الشرقية لحلب

صورة

شن الطيران السوري، وحليفه الروسي، عشرات الغارات المكثفة على الأحياء الشرقية، التي تخضع لسيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، وسط اشتباكات عنيفة في محاور حلب القديمة وبستان الباشا، عشية محادثات أميركية - روسية في لوزان، بحضور قوى إقليمية في مسعى جديد لإنهاء النزاع الدموي. في حين صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، على اتفاق بين دمشق وموسكو، حول انتشار قوات جوية روسية في قاعدة حميميم العسكرية في سورية «لفترة غير محددة».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات الغارات الجوية استهدفت، منذ فجر أمس والليلة قبل الماضية، أحياء عدة في الأحياء الشرقية من حلب، بينها بستان القصر والميسر وطريق الباب وبستان الباشا والسكري.

وأضاف أن القصف الجوي ترافق مع اشتباكات عنيفة، في محاور حلب القديمة وبستان الباشا (وسط).

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن «كثافة الغارات تظهر نية الروس استعادة الأحياء الشرقية بأي ثمن».

وتنفذ القوات الجوية، منذ ثلاثة أسابيع، غارات على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، عندما أعلنت شنها هجوماً عليها في 22 سبتمبر الماضي، بهدف استعادتها من الفصائل المقاتلة، التي تسيطر عليها منذ صيف 2012.

وأعلن الجيش الروسي، أول من أمس، استعداده لضمان «انسحاب آمن» للمسلحين المعارضين من أحياء شرق حلب، مع أسلحتهم قبل يومين من استئناف المباحثات الروسية الأميركية حول سورية.

ويرى محللون أن هذا الاقتراح هو مناورة، لتخفيف الضغط، والتظاهر بتقديم بدائل دبلوماسية.

وأكد المختص بالقضية السورية، توماس بييريه، أنه «ليس هناك تغيير في الاستراتيجية الروسية، حيث يبقى الهدف إنهاء وجود المسلحين في حلب».

ومنذ هجوم قوات النظام في 22 سبتمبر، وثق المرصد مقتل أكثر من 370 شخصاً، بينهم 68 طفلاً في القصف الروسي والسوري، على الأحياء الشرقية، التي يعيش فيها نحو 250 ألف شخص.

وأعلنت الولايات المتحدة وروسيا، اللتان «علقتا»، في مطلع الشهر الجاري حوارهما حول سورية، أنهما ستجريان لقاءين دوليين، تشارك فيهما دول أساسية عدة، عربية وغربية: الأول اليوم في لوزان بسويسرا، والآخر في لندن غداً.

في السياق، عمل عناصر الدفاع المدني في أحياء حلب الشرقية، أمس، دون توقف لرفع الأنقاض، إثر غارات كثيفة من الطائرات الروسية والسورية.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني أو «الخوذ البيضاء»، إبراهيم أبوالليث، لـ«فرانس برس»، أمس، «التصعيد قوي جداً، وكان لدينا عمل كثير خلال هذه الفترة، لم تنم فرق الدفاع المدني منذ أربعة أيام، بسبب القصف على الأحياء الشرقية». وأضاف «حتى الآليات تعبت».

وتعمل فرق الدفاع المدني، وفق أبوالليث، على رفع الأنقاض وإنقاذ السكان، ممن تعرضت أحياؤهم للقصف الجوي.

وفشل مجلس الأمن الدولي، نهاية الأسبوع الماضي، في تمرير قرارين: أحدهما روسي والثاني فرنسي، حول حلب، ما أبرز الانقسام بين روسيا والدول الغربية، وصعد التوتر بينهما.

وتشكل مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري، والأكثر تضرراً منذ اندلاعه عام 2011، وتعد حالياً محور المباحثات الدولية حول سورية، إذ إن من شأن أي تغيير في ميزان القوى فيها، أن يقلب مسار الحرب التي تسببت بمقتل أكثر من 300 ألف شخص، وتهجير الملايين، وتدمير البنى التحتية.

من ناحية أخرى، صادق الرئيس الروسي، أمس، على اتفاق بين دمشق وموسكو، حول انتشار قوات جوية روسية في قاعدة حميميم الجوية (غرب)، «لفترة غير محددة».

وأعلن أن هذا الاتفاق، الذي وقع في 26 أغسطس 2015، يتيح نشر قوات جوية روسية بشكل دائم في هذه القاعدة، التي تستخدمها موسكو لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وينص الاتفاق أيضاً على إعفاء القوات الجوية الروسية في حميميم من الضرائب والرسوم الجمركية. ويستفيد العسكريون الروس وعائلاتهم من حصانة دبلوماسية.

وبعد أكثر من سنة على بدء تدخلها العسكري، تواصل روسيا تعزيز وجودها العسكري وترسانتها في سورية، لشن غارات جوية، خصوصاً في حلب، رغم انتقادات الغربيين، الذين يتهمونها بالمشاركة في جرائم حرب.

ونشر نحو 4300 عسكري روسي في سورية، ويقيم معظمهم في قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، معقل الأسد.

واستقبلت قاعدة حميميم، على مدى 12 شهراً، قاذفات وطائرات هجومية، فيما نشر الجيش الروسي أيضاً عشرات المروحيات القتالية وأنظمة الدفاع الجوي.

ولروسيا أيضاً منشآت في طرطوس شمال غرب سورية، وتعتزم تحويلها قريباً إلى «قاعدة بحرية روسية دائمة»، كما أعلن نائب وزير الدفاع الروسي نيكولاي بانكوف، الإثنين الماضي.

وسيعقد لقاء دولي، اليوم، في لوزان بسويسرا بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف، والولايات المتحدة جون كيري، بمشاركة نظرائهما من السعودية وتركيا وربما قطر، فضلاً عن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا.

وغداة محادثات لوزان، سيعقد كيري اجتماعاً دولياً ثانياً في لندن، حيث يرجح أن يلتقي نظراءه الأوروبيين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وقال لافروف، أمس، إنه ليست لديه «توقعات خاصة» لمحادثات لوزان، لأن موسكو لم تر بعد أي خطوات من شركائها الغربيين. وأضاف للصحافيين، في العاصمة الأرمينية يريفان، أن روسيا لا تعتزم طرح مبادرات جديدة، لحل الصراع في سورية.

تويتر