«الحر» يقترب من معقل «داعش» في حلب.. وتفجيران انتحاريان لـ «التنظيم» في مدينة حماة

واشنطن تعلق محادثات وقــف إطلاق النار في سورية مع روسيا

صورة

علقت واشنطن، أمس، مفاوضاتها مع موسكو بشأن إعادة تفعيل وقف إطلاق النار الفاشل في سورية، وتشكيل خلية عسكرية مشتركة لاستهداف المتطرفين. في حين حقّق الجيش السوري الحر، المدعوم من تركيا والتحالف الدولي، التقدم من بلدة دابق بريف حلب، الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، وهي منطقة لها أهمية دينية كبيرة بالنسبة للتنظيم، بينما قتل شخصان جراء تفجيرين انتحاريين استهدفا وسط مدينة حماة السورية، في اعتداء نادر في المدينة منذ اندلاع النزاع، تبناه «التنظيم».

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي، أن واشنطن علقت مفاوضاتها مع موسكو إعادة تفعيل وقف إطلاق النار الفاشل في سورية.

وقال «لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة»، متهماً روسيا وحليفتها سورية بتصعيد الهجمات على مناطق المدنيين.

بدوره، دافع البيت الأبيض عن قراره تعليق محادثاته مع روسيا في سورية، متهماً موسكو بمحاولة «إخضاع» المدنيين من خلال قصفها.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست «لقد نفد صبر الجميع من روسيا».

على الصعيد الميداني، تقدمت جماعات المعارضة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر صوب الأراضي الواقعة تحت سيطرة «داعش»، في عملية تدعمها تركيا منذ 24 أغسطس الماضي، وسيطرت على قرى قرب بلدة دابق في الأيام الأخيرة.

وقالت المعارضة إن مقاتليها يستهدفون الوصول إلى بلدة دابق في غضون 48 ساعة، إذا سارت الأمور وفقاً للخطة، إلا أنها حذرت من أن التنظيم المتشدد زرع الألغام بكثافة في المنطقة المحيطة، في إشارة إلى أهميتها بالنسبة للتنظيم.

وقال قائد «لواء السلطان مراد» أحمد عثمان، في تسجيل صوتي أرسل إلى «رويترز»، أمس، «خلال 48 ساعة، إن شاء الله، نكون بدابق، إذا سارت الأمور كما خطط لها».

لكنه أضاف أن التقدم صوب دابق كان أبطأ من مناطق أخرى، لأن التنظيم المتشدد زرع الألغام بكثافة في المنطقة، مشيراً إلى سقوط 15 قتيلاً من مقاتلي المعارضة، أول من أمس، بسبب الألغام الأرضية وهجوم بالمورتر.

وعلى الرغم من أن دابق ليست ذات أهمية استراتيجية تذكر، إلا أن «داعش» يعتبرها مكان «معركة آخر الزمان بين المسلمين والكفار قبل قيام الساعة».

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التنظيم أطلق على مجلته الإلكترونية الناطقة بالإنجليزية اسم دابق، وفي أبريل ومايو الماضيين أرسل نحو 800 مقاتل للدفاع عن البلدة ضد تقدم «قوات سورية الديمقراطية» بقيادة الأكراد.

بدوره قال مبعوث واشنطن الخاص لدى التحالف بريت مكغوريك في تغريدة على «تويتر» إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» يدعم بنشاط مقاتلي المعارضة في تقدمهم «إلى ما يبعد بنحو بضعة كيلومترات من معقله (التنظيم) الذي بدأ يضعف» في دابق.

وقال مسؤول من إحدى الدول المشاركة في التحالف، إن واشنطن تعتقد أن دابق قد تؤثر في معنويات «داعش»، في الوقت الذي يستعد فيه لصد هجمات متوقعة على الموصل في العراق، والرقة في سورية، وهما أكبر مدينتين يسيطر عليهما المتشددون.

وقال الجيش التركي في بيان، أمس، إن طائرات حربية تركية قصفت أهدافاً للتنظيم في دابق وأخترين وتركمان بارح، ودمرت تسعة مبان، بينها مركز قيادة ومواقع أسلحة ومخزن ذخيرة.

من ناحية أخرى، قتل شخصان على الأقل، جراء تفجيرين انتحاريين استهدفا وسط مدينة حماة السورية.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة حماة، قوله، إن «إرهابيين انتحاريين فجرا نفسيهما بحزامين ناسفين في ساحة العاصي في مدينة حماة»، وتسببا «في ارتقاء شهيدين وإصابة 12 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة».

وأضاف أن «إرهابياً انتحارياً فجر نفسه في ساحة العاصي، وتبعه بعد نحو ربع ساعة تفجير إرهابي انتحاري ثانٍ». وبحسب المرصد، فجر أحد الانتحاريين نفسه قرب مقر لحزب البعث الحاكم، بالقرب من ساحة العاصي.

وفي وقت لاحق، تبنى «داعش» عبر وكالة «أعماق»، التابعة له، الاعتداء، لكنه تحدث عن ثلاث هجمات.

وذكرت الوكالة نقلاً عن «مصدر أمني» في التنظيم، أنه تم تنفيذ ثلاث هجمات بسترات ناسفة من قبل مقاتلين من «داعش»، استهدفت مقري الحزب والشرطة قرب ساحة العاصي.

وتسيطر قوات النظام بشكل كامل على المدينة التي بقيت بمنأى عن المعارك، فيما تتقاسم السيطرة مع الفصائل المعارضة و«داعش» على أرياف المحافظة.

ونادراً ما تعرضت المدينة منذ اندلاع النزاع لتفجيرات مماثلة، إذ استهدف تفجير حاجزاً لقوات النظام على أطراف المدينة في 20 أكتوبر 2013، كما قتل محافظ حماة السابق أنس عبدالرزاق الناعم، بتفجير سيارة مفخخة في 25 أغسطس من العام نفسه.

وتخوض فصائل معارضة ومقاتلة بينها فصيل «جند الأقصى» و«جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة)، معارك عنيفة منذ أسابيع ضد قوات النظام وحلفائها في ريفي حماة الشمالي والشرقي. ويترافق الهجوم مع غارات روسية وسورية على مناطق الاشتباك. وتمكنت هذه الفصائل منذ بدء هجومها نهاية شهر أغسطس من السيطرة على نحو 40 قرية وبلدة، وفق المرصد.

تويتر