القوات السورية تشنّ هجوماً على محورين داخل المدينة بدعم روسي

قصف جوي للنظام يستهدف أكبر مستشفى في شرق حلب

صورة

تعرض أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب لقصف بالبراميل المتفجرة، أمس، للمرة الثانية في أربعة أيام، في وقت شنت قوات النظام بدعم روسي هجوماً ضد الفصائل المعارضة على محورين داخل مدينة حلب بدعم جوي روسي، في محاولة للتقدم داخل الأحياء الشرقية.

وقال المسؤول في الجمعية الطبية السورية الأميركية، أدهم سحلول، لـ«فرانس برس»، أمس، إن مستشفى «إم 10» تعرض للقصف ببرميلين متفجرين، كما أفادت تقارير عن سقوط «قنبلة انشطارية» على المشفى الواقع في شرق حلب.

وبحسب سحلول، فإن عدداً قليلاً من الجرحى والأطباء «كانوا داخل المستشفى»، حيث كانوا يعملون على «تقييم خطورة الإصابات، وتضميد الجروح للحالات الطارئة» عند بدء القصف.

وأضاف أن أخصائي الأشعة والمسؤول الإداري في الجمعية محمد أبورجب أطلق نداء استغاثة صباح أمس، من داخل المستشفى، قائلاً وفق تسجيل تم توزيعه على الصحافيين «المستشفى يُدمر وحدة وحدة، نداء استغاثة للجميع».

وتعرض المستشفى نفسه ومستشفى آخر تدعمه الجمعية الطبية ومقرها الولايات المتحدة، لضربات جوية الأربعاء الماضي، أدت إلى وقف الخدمة فيهما موقتاً. ويعد المستشفيان الأكبر في أحياء حلب الشرقية، ويستقبلان الإصابات الخطرة.

من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، توقف عمل مستشفى «إم 10» جراء استهدافه، مشيراً إلى مقتل شخص على الأقل. وندد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت في بيان، أمس، باستهداف المستشفى.

واعتبر أن «الاستهداف المنهجي للبنى والطواقم الصحية تحديداً يفوق الوصف»، مضيفاً «كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون)، فإن هذه الهجمات تشكل جرائم حرب، ويجب ان تتم محاسبة مرتكبيها».

ودعت منظمة «أطباء بلا حدود»، أول من أمس، إلى وقف «حمام الدم» في حلب، غداة تنبيه منظمة الصحة العالمية إلى ان المرافق الطبية في شرق حلب على وشك «التدمير الكامل».

وتتعرض أحياء حلب الشرقية منذ 22 سبتمبر الماضي، لغارات مكثفة تنفذها طائرات روسية وأخرى سورية، تسببت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 220 شخصاً على الأقل وإصابة المئات بجروح.

وفي موازاة ذلك، اندلعت، أمس، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة، «على محور سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط مدينة حلب، وعلى محور الشقيف في شمال المدينة»، بحسب المرصد الذي تحدث عن تحقيق قوات النظام تقدماً إضافياً في المحورين.

وأضاف المرصد أن الاشتباكات ترافقت مع غارات لطائرات روسية وقصف صاروخي كثيف من قبل قوات النظام.

وقال مراسل لـ«فرانس برس»، إن معظم الأحياء الشرقية شهدت الليلة قبل الماضية هدوءاً إلى حد ما، فيما تركزت الغارات على مناطق الاشتباك في حيي سليمان الحلبي وبستان الباشا. وأفاد بغارات استهدفت صباح أمس، حي الصاخور في شرق حلب.

وتتبع قوات النظام وفق المرصد «سياسة القضم»، لتوسيع سيطرتها داخل الأحياء الشرقية.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن قوات النظام «تسعى إلى تشتيت مقاتلي الفصائل على جبهات عدة»، لافتاً إلى استقدامها تعزيزات عسكرية إلى حلب.

وترد الفصائل المقاتلة باستهداف الأحياء الغربية بالقذائف.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أمس، بإصابة 13 شخصاً بجروح جراء سقوط قذائف صاروخية «أطلقها إرهابيون على حي الميدان».

من ناحية أخرى، بدأت القوات النظامية السورية صباح أمس، هجوماً واسعاً على مدينة خان الشيخ في ريف دمشق الجنوبي.

وقالت مصادر محلية في غوطة دمشق الغربية إن طائرات حربية ومروحية شنت أكثر من 10 غارات على بلدة الدرخبية شمال خان الشيخ، وأن معارك عنيفة شهدتها البلدة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى.

وأشارت إلى أن أكثر من 15 شخصاً قتل في القصف، بينهم ستة من عائلة واحدة، جراء سقوط برميل متفجر على منزلهم.

سياسياً، أجرت القوى الخمس الكبرى في مجلس الأمن، أول من أمس، مناقشة أولى لمشروع قرار فرنسي حول سورية، على ان تتواصل المناقشات على مستوى الخبراء.

ويدعو مشروع القرار وفق دبلوماسيين إلى إحياء وقف إطلاق النار، وايصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين، ووقف الطلعات الجوية للطيران الحربي فوق حلب.

ولم تعترض روسيا مبدئياً على النص في الجلسة الأولى، وطلبت مزيداً من الوقت لدرسه تفصيلياً.

وحذر وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون، أمس، من ان «موقف العالم من روسيا يتزايد صلابة»، على خلفية غاراتها في حلب. وقال «أعتقد أن الناس يعتقدون الآن أن روسيا تخاطر بأن تصبح دولة منبوذة».

تويتر