غارات على حلب تستهدف المستشفيات.. وموسكو تقترح هدنة إنسانية 48 ساعة

روسيا تعلن مواصلة عملياتهــا في سورية.. وتصف بيان واشنطن بـ «الطائــــــش»

عمليات حفر بين الأنقاض بحثاً عن ضحايا بعد قصف النظام طريق الباب في حلب. رويترز

أعلن الكرملين، أمس، أن القوات الجوية الروسية ستمضي قدماً في عملياتها في سورية، ورفض بياناً أصدرته الولايات المتحدة عن الصراع هناك، ووصفه بأنه غير مفيد وطائش، وبينما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية أن موسكو عرضت هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب، تواصلت غارات طائرات النظام السوري والمقاتلات الروسية على المدينة وريفها لليوم الـ11 على التوالي، واستهدف القصف مرافق المدينة ومستشفياتها ومحطات المياه فيها.
وتفصيلاً، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر هاتفي للصحافيين أمس، إن القوات الجوية الروسية ستواصل دعم القوات الحكومية السورية، وإن ما وصفها «بالحرب على الإرهاب» ستستمر.
ودعا بيسكوف واشنطن إلى تنفيذ وعدها بالتفرقة بين مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة و«الإرهابيين»، ووصف البيان الأميركي الأخير بشأن سورية بأنه طائش وغير مفيد.
وكان يشير إلى بيان أصدره المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، الذي قال يوم الأربعاء إن روسيا لها مصلحة في وقف العنف في سورية، لأن المتطرفين يمكن أن يستغلوا الفراغ هناك ويشنوا هجمات «على المصالح الروسية، وربما المدن الروسية».
وعلى الرغم من تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، قال بيسكوف إن موسكو لاتزال مهتمة بالتعاون مع واشنطن لمحاولة حل الأزمة السورية.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قوله أمس، إن موسكو غاضبة من لهجة التهديد في بيان الولايات المتحدة الأخير بشأن سورية، وتعتبره بمثابة دعم لـ«الإرهاب».
ونقلت الوكالات عن ريابكوف وصفه للبيان بأنه «فورة انفعالية». وقال ريابكوف إن الاقتراح الأميركي بهدنة لمدة سبعة أيام في سورية غير مقبول بالنسبة لروسيا، وإن موسكو تقترح «هدنة إنسانية» لمدة 48 ساعة في حلب.
يأتي ذلك فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية قولها، أمس، إن فشل الولايات المتحدة في فصل المعارضة السورية المعتدلة عن الإرهابيين يعرقل الحزمة الكاملة من الاتفاقيات التي توصلت إليها المجموعة الدولية لدعم سورية.
ونقلت الوكالة عن المتحدثة، ماريا زاخاروفا، أن هناك اتجاهاً بأن التعاون مع تركيا في سورية سيكون «بناء» حالياً، فيما تعمل موسكو وأنقرة على إصلاح علاقتهما، وأضافت «من الممكن القيام بعمليات مشتركة إذا دعت الحاجة» دون أن تذكر أي تفاصيل.
في الأثناء، تواصلت غارات طائرات النظام السوري والمقاتلات الروسية على مدينة حلب وريفها لليوم الـ11 على التوالي، واستهدف القصف مرافق المدينة ومستشفياتها ومحطات المياه فيها.
ووصل عدد القتلى منذ الأربعاء إلى 19 شخصاً إضافة لعشرات الجرحى، وأفاد مصدر بأن طائرات روسية واصلت قصف مناطق في حلب بالقنابل الفوسفورية المحرمة دولياً، بينما استهدفت غارات روسية وأخرى للنظام مستشفيين في الأحياء المحاصرة بالمدينة، ما أدى إلى توقف أحدهما عن العمل تماماً.
وأضاف المصدر أن القصف أسفر عن مقتل شخصين، إضافة إلى إصابة أفراد من الطواقم الطبية والمرضى بجروح متفاوتة، ونقل من بقي من المرضى إلى مستشفى آخر.
وأفاد ناشطون ميدانيون بأن الطائرات الروسية شنت غارت على مدينة عندان في ريف حلب الشمالي، وبلدتي القراصي وخان طومان بالريف الجنوبي، كما تعرض مخيم حندرات شمال حلب لقصف جوي ومدفعي، كما تعرض حي كرم بالمدينة لصاروخ ارتجاجي ما خلف دماراً بالأبنية السكنية.
وقصفت الطائرات الحربية الروسية ثلاثة مخابز في مدينة حلب وريفها، ما خلف عشرات القتلى والجرحى. وقالت مصادر في المعارضة السورية إن طائرات روسية دمرت المخبز الاحتياطي في مدينة عندان في ريف حلب الشمالي الغربي، كما دمرت مخبزاً آخر في بلدة كفرناها في الريف الغربي ايضاً. وكانت طائرات حربية روسية قصفت أول من أمس مخبزاً في حي المعادي في مدينة حلب قتل خلاله تسعة أشخاص، وأصيب أكثر من 20 بجروح.
وفي ريف حماة الشمالي، قال قائد ميداني في الجيش السوري الحر إن كتائب الثوار سيطرت أمس على حاجزي السعدو والخزان في محيط قرية كراح في ريف حماة الشرقي، كما قصفت طائرات حربية قرية طليسية في ريف حماة.
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن فصائل المعارضة سيطرت على قرية كراح ومحيطها بالكامل وحاجز الشيلكا بأطراف قرية الكبارية، كما استهدفت بالقذائف والصواريخ تمركزات لقوات النظام في جبل زين العابدين المطل على مدينة حماة.
 

تويتر