الغارات الجوية الكثيفة تصيب أكبر مستشفيين في شرق حلب

واشنطن تهدد بتعليق تعــــــاونها مع موسكو في سورية

صورة

هددت الولايات المتحدة، أمس، بتعليق تعاونها مع روسيا في الأزمة السورية، إذا لم تضع موسكو حداً للقصف في مدينة حلب. في حين أصيب أكبر مستشفيين في شرق حلب، الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، بضربات جوية، فيما استمرت المعارك في المدينة حيث أعلنت قوات النظام تحقيق تقدم على الأرض.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، هدد نظيره الروسي سيرغي لافروف، بتعليق أي تعاون حول سورية، إذا لم تضع موسكو حداً للقصف في مدينة حلب.

وخلال مكالمة هاتفية بين الوزيرين، أبلغ كيري لافروف بأن «الولايات المتحدة تستعد لتعليق التزامها الثنائي مع روسيا حول سورية، خصوصاً إقامة مركز مشترك للتنسيق العسكري»، حسب ما ينص عليه الاتفاق الروسي الأميركي، الذي وقع في جنيف، في التاسع من سبتمبر الجاري، قبل أن ينهار بعد 10 أيام.
على الصعيد الميداني، أصيب أكبر مستشفيين في شرق حلب، الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة بضربات جوية.

وقال أدهم سحلول، من الجمعية الطبية السورية الأميركية، ومقرها في الولايات المتحدة لـ«فرانس برس»، أمس، إن طائرة عسكرية استهدفت المستشفيين «بشكل مباشر».

وأوضح أنه في أحد المستشفيين دمر مولد للكهرباء بالكامل، وفي الغارة الثانية جرح ثلاثة عاملين في المستشفى، هم سائق سيارة إسعاف وممرضة ومحاسب.

وأضاف «لم يبق (في شرق حلب) سوى ستة مستشفيات، تعمل بعد توقف هذين المستشفيين عن العمل».

وأشار سحلول إلى أن المستشفيين يضمان أقساماً للطوارئ ووحدات لمعالجة الصدمات، وتعرضا من قبل لغارات جوية، واصفاً القصف بأنه «متعمد».

كما قتل، أمس، ستة مدنيين على الأقل في قصف مدفعي قرب مخبز بحلب الشرقية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسعفين.

وقال أحد المسعفين «سقطت قذائف أمام مخبز في حي المعادي، شاهدت ست جثث، ولم يتمكن أحد من سحبهم إلا في الصباح (أمس)، بسبب كثافة القصف على المنطقة».

وأضاف مفضلاً عدم كشف هويته «لقد حاولت إحدى سيارات الإسعاف سحبها، لكن قذيفة سقطت بالقرب منها، وأصيب المسعفون بالشظايا».

ويستهدف الجيش السوري حي المعادي بشكل خاص، انطلاقاً من قلعة حلب التاريخية في المدينة القديمة، بحسب مراسل «فرانس برس».

وأفاد المرصد بأن هذه المنطقة تشهد، منذ أول من أمس، معارك عنيفة. وفي حي العزيزية الذي تسيطر عليه القوات النظامية، قتل مدنيان، أمس، وأصيب 10 آخرون بسقوط قذائف أطلقها مقاتلو الفصائل المعارضة، بحسب مصدر طبي. وكان الجيش السوري استعاد السيطرة، أول من أمس، على حي الفرافرة من المعارضة في وسط حلب، بعد ايام من القصف الجوي الكثيف.

وفي نيويورك، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، أن الهجمات على مستشفيات في حلب تشكل «جريمة حرب»، وقال أمام مجلس الأمن إن «الأمر أسوأ من مسلخ»، لافتاً إلى «أشخاص فقدوا أعضاءهم» و«معاناة رهيبة مستمرة لدى أطفال». وأضاف «من يستخدمون أسلحة تخلف دماراً أكثر فأكثر، يعلمون تحديداً ماذا يفعلون: إنهم يرتكبون جرائم حرب».

وتابع «هذه حرب تشن على العاملين في القطاع الصحي في سورية»، مذكراً بأن القانون الدولي يلزم حماية الطواقم والمنشآت الطبية. وقال إن «الهجمات المتعمدة على المستشفيات هي جرائم حرب».

وتتعرض الأحياء الشرقية، التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة منذ أسبوع لغارات جوية عنيفة، يشنها الطيران السوري والروسي أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى ودمرت مباني سكنية.

ولم يعرف ما إذا كان المستشفيان تعرضا لغارات شنتها طائرات تابعة للجيش السوري، أم لحليفه الروسي.

ودان البابا فرنسيس، أمس، في روما تصاعد أعمال العنف في سورية، ودعا المسؤولين عنها إلى «مراجعة ضمائرهم»، مؤكداً أن «الله سيحاسبهم».

وطالبت منظمة أطباء بلا حدود، في تغريدة على «تويتر»، أمس، «بإجلاء الجرحى والمرضى في حالة حرجة من حلب الشرقية»، مضيفة «أنهم الآن واقعون في الفخ، وقد يموتون».

بدورها، نبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن الأجهزة الطبية في شرق حلب على وشك «التدمير الكامل»، مطالبة «بإقامة ممرات إنسانية، لإجلاء المرضى والجرحى».

وكان الجيش السوري طلب بعد إعلانه بدء الهجوم من سكان حلب الشرقية المغادرة، باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، إلا أن أغلب السكان يخشون توقيفهم لدى عبورهم إلى حلب الغربية.

من جهته، رأى رئيس «الخوذ البيضاء» (الدفاع المدني في مناطق المعارضة)، رائد الصالح، أن القسم الشرقي من حلب الذي تحاصره قوات النظام، ويتعرض لهجوم منذ أيام، لن يصمد «لأكثر من شهر»، بسبب استمرار تدمير ما تبقى من الخدمات العامة.

وقال «لن تكون هناك مياه أو كهرباء أو وقود، ولن تتمكن المستشفيات من مواصلة عملها».

تويتر