المعارضة تسيطر على 30 بلدة وقرية في ريف حماة

النظام يستعيد حي الفرافرة في حلب.. و«الصحة العالميـــة» تطالـــب بممرات آمنة

صورة

استعادت القوات النظامية السورية، أمس، السيطرة على حي الفرافرة، الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب منذ العام 2012، فيما دعت منظمة الصحة العالمية، إلى إجلاء المرضى والمصابين في شرق حلب المحاصر، عبر ممرات آمنة لمعالجتهم، في حين واصلت فصائل المعارضة تقدمها في ريف حماة، بعد سيطرتها على نحو 30 منطقة وبلدة وقرية.

وقال مصدر عسكري سوري لـ«فرانس برس»، إن «الجيش استعاد بالكامل السيطرة على حي الفرافرة، الواقع شمال غرب قلعة حلب، بعد القضاء على أعداد من الإرهابيين»، لافتاً إلى أن «الجيش يعمل على تفكيك الألغام التي زرعها الإرهابيون».

وكانت الفصائل سيطرت على الحي في صيف 2012، إثر شنها هجوماً كبيراً على المدينة في يوليو العام 2012، انتهى بسيطرتها على الأحياء الشرقية.

وأوضح المصدر نفسه أن استعادة السيطرة على الحي تأتي استكمالاً للعملية العسكرية التي تم الإعلان عنها الخميس الماضي، والمتضمنة جانباً استطلاعياً وجوياً ومدفعياً برياً. ويعد هذا التقدم الأول للقوات النظامية داخل مدينة حلب منذ بدء الهجوم الخميس الماضي.

وأفادت المعارضة بمقتل ستة عناصر من قوات النظام في كمين لهم في أحياء حلب القديمة.

وقال مصدر ميداني في صفوف قوات المعارضة، إن ستة عناصر من القوات الحكومية قتلوا أمس، خلال محاولتهم التسلل إلى منطقة السويقة غرب قلعة حلب وسط المدينة القديمة، والتي بدأت القوات الحكومية السورية هجوماً عليها، مشيراً إلى أن اشتباكات عنيفة جرت في المنطقة بمختلفة الأسلحة المتوسطة والخفيفة.

وبدأت القوات السورية، أمس، هجوماً بعد أربعة أيام من القصف الجوي العنيف، نفذته مقاتلات روسية وسورية على مواقع مقاتلي المعارضة في الأحياء الشرقية.

وتتعرض الأحياء الشرقية في مدينة حلب لغارات جوية عنيفة يشنها الطيران السوري والروسي، منذ إعلان الجيش السوري الخميس بدء هجوم على هذه الأحياء التي يحاصرها منذ شهرين تقريباً، بهدف استعادة السيطرة عليها.

من ناحية أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بأن فصائل المعارضة السورية تواصل تقدمها في ريف حماة بعد سيطرتها على نحو 30 منطقة وبلدة وقرية.

وقال في بيان، إن الاشتباكات لاتزال مستمرة على أشدها بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وفصائل المعارضة المقاتلة وتنظيم «جند الأقصى» من جانب آخر، في محاور بريف حماة الشمالي الشرقي.

وأشار إلى أن الاشتباكات تتركز في قرية رأس العين، التي تقدمت فيها الفصائل بعد سيطرتها على قريتي القاهرة والشعثة ومنطقة تل الأسود منذ فجر أمس، بالإضافة إلى اشتباكات في محوري كراح والطليسية، في محاولة من المعارضة لتوسيع نطاق سيطرتها بريف حماة.

وبحسب المرصد، تترافق الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف بين الجانبين، واستهدافات متبادلة نجم عنها تدمير آليات.

إلى ذلك، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، أمس، أن الهجمات على مدينة حلب السورية تشكل «انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي»، وحضّ روسيا على بذل «جهود ذات صدقية» لإعادة العمل بالهدنة.

وقال على هامش اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في براتيسلافا، إن «الهجمات المرعبة على حلب غير مقبولة أخلاقياً على الإطلاق، وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي».

وأضاف «أضم صوتي إلى دعوات المجموعة الدولية لروسيا كي تبذل جهوداً ذات صدقية بهدف إعادة العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية، وإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى حلب، وخلق الظروف اللازمة لاستئناف المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة».

من جهتها، دعت منظمة الصحة العالمية، أمس، إلى إجلاء المرضى والمصابين في أحياء حلب الشرقية، عبر ممرات آمنة لمعالجتهم، مؤكدة أن 35 طبيباً فقط موجودون بالمنطقة، ويقومون برعاية ما يصل إلى 250 ألف شخص.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة فضيلة شايب، في إفادة صحافية مقتضبة بجنيف «تدعو منظمة الصحة العالمية إلى فتح ممرات إنسانية فوراً، لإجلاء المرضى والجرحى من الجزء الشرقي من المدينة».

وأضافت «نتحدث عن 35 طبيباً فقط مازالوا موجودين في شرق حلب للعناية بمئات الجرحى، والعدد في تزايد».

وقال أطباء سوريون، أول من أمس، إنهم في حاجة ماسّة إلى مستلزمات طبية وجراحية لمعالجة المئات من المصابين من السكان المحاصرين البالغ عددهم نحو 300 ألف شخص.

وأضاف الأطباء أن 40 على الأقل من المصابين في شرق حلب في حاجة إلى الإجلاء، لكن معظمهم يرغب في إرساله إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة أو إلى الخارج، وليس إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية في الجانب الغربي من حلب. بدورها، قالت المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، جيسي شاهين، أمس، «نذكّر دائماً كل الأطراف بأن عمليات الإجلاء يجب أن تتم وفقاً للقانون الدولي الإنساني ومعايير الحماية، وأحد مبادئ هذا القانون هو عدم إجلاء الشخص رغماً عنه».

وفي برلين، أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، عن شكّها تجاه إمكانات إقامة منطقة حظر جوي فوق أجزاء من سورية، ودعت في الوقت نفسه إلى بذل المزيد من المساعي من أجل التوصل إلى هدنة هناك.

وقالت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الماليزية نجيب رزاق، إن الأمر يعتمد حالياً بشكل واضح على روسيا، وعلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في ما يتعلق بتحسين فرص الهدنة.

وأكدت ميركل أن العنف الوحشي على المواطنين في حلب «ليس مقبولاً على الإطلاق».

تويتر