جلسة طارئة بمجلس الأمن.. وطائرات النظام وروسيا تقصف مخيم حندرات

المعارضة السورية: التفاوض لــم يعد مجدياً مع دعم روسيا لقصف حلب

أعلنت فصائل المعارضة السورية الرئيسة، أمس، أن القصف المكثف لمدينة حلب بدعم من روسيا يجعل عملية السلام «غير مجدية ولا معنى لها»، ما لم يتوقف القتال على الفور، والسماح بوصول المساعدات. وتزامن ذلك مع قيام القوات الروسية والسورية بقصف مخيم حندرات على الأطراف الشمالية لمدينة حلب بعد أن فقدت السيطرة عليه، والإعلان أيضاً عن جلسة طارئة بمجلس الأمن حول حلب.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/09/90472_EY_26-09-2016_p16-p17-1.jpg

وتفصيلاً، قالت فصائل المعارضة السورية الرئيسة في بيان، أمس، إن القصف المكثف لمدينة حلب المحاصرة بدعم من روسيا يجعل عملية السلام «غير مجدية ولا معنى لها»، ما لم يتوقف القتال على الفور ويتم السماح بوصول المساعدات برعاية الأمم المتحدة.

وقع البيان ما يزيد على 30 من فصائل المعارضة المسلحة من بينها الجيش السوري الحر أكبر فصائل المعارضة.

وقال البيان إن القصف الذي قتل العشرات خلال الأيام القليلة الماضية «غير مسبوق»، ويعرقل عملية السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة، والتي تسعي واشنطن وموسكو إلى استئنافها.

وأكد البيان «عدم قبول الطرف الروسي كطرف راعٍ للعملية التفاوضية كونه شريكاً للنظام في جرائمه ضد شعبنا».

وأضاف البيان أن القوات السورية المدعومة من روسيا تستخدم أسلحة محرمة دولياً «بما في ذلك النابالم والأسلحة الكيماوية، وسط غياب أي توجه دولي واضح وفعال لوضع حد لجرائم الحرب الموثقة التي ترتكب بحق الشعب السوري».

في الأثناء، قالت مصادر في المعارضة والجيش السوري إن القوات الروسية والسورية قصفت مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين أمس، بعد أن فقدت السيطرة عليه.

وقالت المعارضة إن الجيش استخدم أسلحة أقوى في محاولة لاسترداد المخيم الواقع على مسافة بضعة كيلومترات إلى الشمال من حلب على أرض مرتفعة تطل على الطرق الرئيسة المؤدية إلى حلب، وكان تحت سيطرة المعارضة لسنوات.

وقال قائد يدعى أبوالحسنين في غرفة عمليات المعارضة التي تضم الكتائب الرئيسة التي تقاتل لصد هجوم الجيش: «استعدنا المخيم لكن النظام أحرقه بالقنابل الفوسفورية. تمكنا من حمايته لكن القصف أحرق عرباتنا».

واعترف الجيش بأن المعارضة استعادت السيطرة على حندرات الذي كانت السيطرة عليه لفترة وجيزة يوم السبت أول تقدم بري كبير للجيش في هجوم جديد لاسترداد حلب من أيدي المعارضة.

ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر عسكري قوله، إن الجيش السوري يستهدف مواقع «الجماعات المسلحة» في مخيم حندرات.

ويوم الخميس الماضي، أعلن الجيش بداية حملة عسكرية جديدة لاستعادة حلب وكثف الضربات واستخدام الأسلحة القوية، ووصفت المعارضة تلك الحملة بأنها حملة ترويع تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية.

وقالت المعارضة وسكان إن الطائرات الروسية واصلت قصف مناطق سكنية في حلب وسوّت مباني بأكملها بالأرض.

وربما يكون الهجوم على حلب التي يقبع فيها تحت الحصار أكثر من 250 ألف مدني، أكبر معركة في الحرب الأهلية التي سقط فيها مئات الآلاف من القتلى وشردت نحو 11 مليون سوري.

على صلة، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أوروبية عدة حليفة لواشنطن في بيان مشترك، السبت، أن الأمر بيد روسيا لإعادة إحياء الهدنة في سورية من خلال اتخاذ «خطوات استثنائية».

وحضّ هؤلاء موسكو على السماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون قيود، ووقف القصف «العشوائي» للنظام السوري على المدنيين وتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في شأن عملية الانتقال السياسي.

وقالت المجموعة التي تضم وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إن «المسؤولية تقع على عاتق روسيا كي تثبت أنها مستعدة وقادرة على اتخاذ خطوات استثنائية لإنقاذ الجهود الدبلوماسية».

وأضاف الدبلوماسيون أن «الصبر على عجز روسيا المتواصل أو عدم رغبتها في الإيفاء بالتزاماتها له حدود».

وتابعوا أن «القصف المروع لقافلة إنسانية، والشجب العلني للنظام لوقف الأعمال القتالية، والتقارير المتواصلة التي تفيد بأن النظام يستخدم الأسلحة الكيماوية، والهجوم غير المقبول للنظام في شرق حلب، وبدعم من روسيا، تتناقض بشكل فاضح مع التصريحات الروسية بدعم الحل السياسي».

وأكد الحلفاء التزامهم بالقضاء على تنظيم «داعش»، وحضوا روسيا كذلك. ودعوا موسكو إلى «إعادة المصداقية لجهودنا، بما في ذلك عبر وقف القصف العشوائي من قبل النظام السوري لشعبه، الذي يقوض بشكل متواصل وفاضح جهودنا لإنهاء هذه الحرب».

وطالبوا أيضاً «فوراً بتوسيع نطاق» وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سورية، مستنكرين «تأخير وعرقلة النظام السوري في المقام الأول لوصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين الذين هم في حاجة ماسة إليها».

وفي معرض دعمهم لتحقيقات الأمم المتحدة حيال استخدام الأسلحة الكيماوية، دعا الدبلوماسيون مجلس الأمن الدولي إلى «اتخاذ المزيد من الخطوات العاجلة للتعامل مع وحشية هذا النزاع، خصوصاً الهجمة على حلب».

وقبيل ذلك، أفاد دبلوماسيون بأن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً طارئاً لبحث الوضع في مدينة حلب بعدما طلبت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ذلك.

وقال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون في مقابلة بثت أمس، إن روسيا مسؤولة عن إطالة أمد الحرب في سورية وربما ارتكبت جرائم حرب باستهدافها قافلة مساعدات.

وقال جونسون في برنامج «أندرو مار شو» الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «(روسيا) مسؤولة عن إطالة أمد هذه الحرب وزيادة بشاعتها.عندما يتعلق الأمر بأحداث مثل قصف قافلة المساعدات في حلب يجب أن ننظر في ما إذا كان هذا الاستهداف تم مع العلم بأن هذه أهداف مدنية بريئة. هذه جريمة حرب».

تويتر