أنقرة تنفي قبول وقف إطلاق النار شمال سورية.. والمعارضة تسيطر على مدينة صوران

روسيا تتبنّى قتل العدناني فـــــي حلب.. وأميركا تعتبره «مزحة»

دبابات تركية تتوغل في بلدة قرقميس في شمال سورية. أ.ب

قالت وزارة الدفاع الروسية، إن المتحدث باسم تنظيم «داعش»، المعروف باسم أبومحمد العدناني، قد قتل في غارة روسية في مدينة حلب السورية، فيما قال مسؤولون أميركيون إن مزاعم روسيا بقتل العدناني «مزحة»، وإن الغارة التي قتل فيها نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، وفي وقت دعت فيه الخارجية الروسية، أمس، تركيا لتجنب قصف الجماعات المعارضة والعرقية، بما في ذلك الأكراد، التي تقاتل تنظيم «داعش»، نفت تركيا قبولها أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع المقاتلين الأكراد، كما أعلنت الولايات المتحدة أول من أمس، مؤكدة أنه لا يمكنها أن تقبل «في أي ظرف» بتسوية مع «منظمة إرهابية»، بينما سيطرت المعارضة السورية على مدينة صوران في ريف حماة الشمالي.

وفي التفاصيل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن العدناني كان ضمن مجموعة من نحو 40 مقاتلاً من تنظيم داعش قتلوا أول من أمس، جراء ضربة قامت بها طائرة حربية روسية سو-34 قرب قرية معراتة ام حوش في منطقة حلب بشمال سورية.

يأتي ذلك، بعد ساعات من تصريح أدلى به مسؤول أميركي، قال إن العدناني قتل في ضربة شنتها طائرات التحالف الدولي، أول من أمس، على حلب.

وكان «داعش» قد أعلن في بيان، أول من أمس، مقتل العدناني، أثناء تفقده العمليات العسكرية في حلب، من دون أن يوضح كيفية مقتله. كما توعد داعش بالثأر لمقتل العدناني، المتحدر من محافظة إدلب، والبالغ من العمر 39 عاماً.

وفي وقت لاحق للإعلان الروسي، صرح متحدث عسكري أميركي عند سؤاله عن مزاعم موسكو بشأن العدناني «هذه نكتة كانت ستكون مضحكة لولا طبيعة الحملة التي تشنها روسيا في سورية»، بينما قال مسؤول اميركي آخر ان الغارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار أطلقت صاروخ هيلفاير على سيارة يعتقد أن العدناني كان فيها.

من ناحية أخرى، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات صحافية، أمس، إن روسيا تدعو تركيا لتجنب قصف الجماعات المعارضة والعرقية بما في ذلك الأكراد، التي تقاتل تنظيم داعش.

وكانت تركيا رفضت، في تصريحات لرئيس وزرائها بن علي يلدريم ووزير آخر، إعلان وقف إطلاق النار مع المقاتلين الأكراد شمالي سورية، الذي صدر عن الولايات المتحدة. وقال يلدريم إن التوغل العسكري التركي في سورية «سيستمر لحين زوال جميع التهديدات وضمان الأمن الوطني»، في إشارة إلى تنظيم داعش والميليشيات الكردية.

وقالت الخارجية الروسية في بيان، إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو بحثا هاتفياً الصراع في سورية أمس. وأفاد البيان، الذي نشر على موقع الوزارة الروسية على الإنترنت، أن لافروف أعرب عن قلقه بشأن تحركات القوات المسلحة التركية وبشأن الجماعات المعارضة التي تقودها أنقرة في شمال سورية. وجاء الحوار الهاتفي بناء على طلب تركيا.

من جانبها، نفت تركيا قبولها أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع المقاتلين الأكراد في سورية، حيث أكد وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر تشيليك «لا نقبل في أي ظرف تسوية أو وقفاً لإطلاق النار بين تركيا والعناصر الكردية» خلافاً لما يقوله بعض المتحدثين باسم دول أجنبية، في إشارة إلى ما أعلنته الولايات المتحدة أول من أمس.

وقال الوزير التركي لوكالة أنباء الأناضول «إن الجمهورية التركية دولة شرعية وذات سيادة»، ولا يمكن وضعها على قدم المساواة مع «منظمة إرهابية»، في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية. من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين للتلفزيون، إن اتفاق هدنة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي امر «غير وارد مطلقاً».

لكن فيما أعلنت أنقرة الأحد الماضي أنها قتلت «25 إرهابياً» من وحدات حماية الشعب الكردي، الذراع المسلحة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، لم تسجل أي ضربة تركية للمقاتلين الأكراد منذ بعد ظهر الاثنين. وكان الاتفاق الموقت لوقف إطلاق النار ينص على تهدئة اعتباراً من الاثنين بحسب مقاتلين معارضين سوريين.

في المقابل، واصلت القوات التركية هجومها على تنظيم داعش في الشمال السوري. فقد شنت أنقرة هجوماً غير مسبوق منذ بدء النزاع في سورية في 2011، بإرسال طائراتها من طراز اف-16 ودباباتها إلى سورية المجاورة.

والهدف من العملية، التي دخلت أمس أسبوعها الثاني، كما أعلن رسمياً صد مقاتلي تنظيم داعش، وأيضاً المقاتلين الأكراد. لكنها تركزت على الأكراد، إذ تخشى أنقرة أن يقيموا منطقة حكم ذاتي على طول حدودها.

وجدد رئيس الوزراء بن علي يلديريم، عزم أنقرة على «مواصلة الهجوم حتى انسحاب جميع الإرهابيين بشكل كلي وعبورهم الفرات باتجاه الشرق». وأضاف «لقد قدمت الولايات المتحدة تعهدات بهذا المعنى لبلدنا اكثر من مرة. نحن لا نتوقع أي تغيير في هذه التعهدات».

وبعد أن دعت إلى إنهاء المعارك، أعلنت الولايات المتحدة، الليلة قبل الماضية، قبول تركيا والمقاتلين الأكراد بهدنة موقتة. وأعلن المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل جون توماس، انه «خلال الساعات الماضية تلقينا تأكيداً بأن جميع الأطراف المعنية ستتوقف عن إطلاق النار على بعضها بعضاً وستركز على تهديد داعش». وأوضح أن «هذا اتفاق غير رسمي يشمل اليومين المقبلين على الأقل، ونأمل أن يترسخ».

وعلى جبهة العمليات أصيب، ثلاثة جنود أتراك بجروح، أول من أمس، في هجوم بصاروخ لتنظيم داعش على دبابة قرب جرابلس، البلدة التي تمكنت الفصائل المدعومة من أنقرة من طرد «داعش» منها في خلال ساعات من اليوم الأول للهجوم التركي، كما ذكرت وسائل الإعلام التركية.

وشنت طائرات تركية ضربات على أهداف «إرهابية» قرب بلدة الكلية المجاورة، كما أوردت وكالة أنباء الأناضول من دون تقديم إيضاحات عن هذه الأهداف.

وتبنى تنظيم داعش من جهته في بيان هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة على مقاتلين معارضين مدعومين من أنقرة في الكلية. وقال التنظيم المتطرف أيضاً إنه دمر «دبابتين تركيتين» بصاروخين قرب البلدة نفسها. أما ايران الحليف الرئيس لنظام الرئيس السوري بشار الأسد فطالبت أنقرة بوقف عمليتها في سورية «بسرعة»، لأنها «تزيد في تعقيد الوضع».

وأفادت وسائل إعلام سورية بتمكن فصائل المعارضة، أمس، من السيطرة على مدينة صوران في ريف حماة الشمالي بشكل كامل. وذكرت قناة «أورينت نت» السورية على موقعها الإلكتروني، أمس، أن ذلك جاء بعد انسحاب القوات النظامية نحو بلدة معردس، وسط حالة من الارتباك تصيب القرى الموالية بعد انهيارات ميليشيات الشبيحة في المنطقة. من جهة ثانية، جرت اشتباكات بين القوات النظامية وميليشيات الشبيحة في قرية قمحانة، إثر رفض الأخيرة القتال إلى جانب النظام في معارك ريف حماة الشمالي.

وحسب القناة، تشهد قرى (شيخ علي كاسون، المبطن، المريود، والفان الشمالي) في الريف الشرقي هروباً جماعياً من قبل عائلات بعد سيطرة المعارضة على صوران.

تويتر