«الحر» يسيطر على العمارنة و4 قرى في جرابلس بعد اشتباكات عنيفة

الجيش التركي يتوغل في ســـورية ويقتل 65 مدنياً وكردياً في ضربات جوية

سوري يحمل طفلة أصيبت في القصف على باب النيرب بحلب. رويترز

قتل 40 مدنياً و25 كردياً، أمس، في شمال سورية جراء تصعيد تركيا لعملياتها العسكرية في المنطقة في اليوم الخامس من بدئها عملية «درع الفرات»، دعماً لفصائل سورية ضد تنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد، في حين سيطرت كتائب الجيش السوري الحر على بلدة العمارنة شمال مدينة منبج في ريف حلب الشرقية، إضافة إلى أربع قرى أخرى في جرابلس.

وتفصيلاً، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 40 مدنياً جراء قصف تركي مدفعي وجوي على قريتين في شمال سورية، فيما أعلن الجيش التركي قتله 25 كردياً، مؤكداً اتخاذه الإجراءات اللازمة لتفادي سقوط مدنيين، وفق ما أوردت وكالة الأناضول الرسمية.

وبعد خمسة أيام على بدء الجيش التركي وفصائل سورية تدعمها أنقرة هجوماً غير مسبوق، أفاد المرصد بمقتل 20 مدنياً على الأقل وإصابة 50 آخرين بجروح جراء قصف مدفعي وجوي تركي صباح أمس على قرية جب الكوسا الواقعة على بعد 14 كيلومتراً جنوب بلدة جرابلس الحدودية.

وحلقت الطائرات الحربية التركية بسماء شمال سورية في الفجر، وقصفت المدفعية ما قالت مصادر أمنية إنها مواقع تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، بعد أن أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع معارك عنيفة خلال الليل حول قريتين.

• أنقرة تقر بمقتل جندي تركي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح جراء هجوم صاروخي استهدف دبابتين تشاركان في الهجوم قرب جرابلس.

وقال الجيش التركي إن 25 مسلحاً كردياً قتلوا في ضرباته الجوية.

وأرسلت تركيا جنوداً ودبابات ومعدات عسكرية أخرى إلى سورية يوم الأربعاء دعماً لمقاتلي معارضة سوريين متحالفين معها.

وأعلن مسؤولون أتراك بوضوح أن هدفهم في سورية إضافة إلى طرد تنظيم «داعش» من معاقله هو أيضاً ضمان ألا توسع قوات كردية نفوذها على أراضٍ تسيطر عليها بالفعل على طول الحدود مع تركيا.

لكن مصدراً في المرصد السوري قال إن الهجوم التركي تركز حتى الآن على استهداف الجماعات المتحالفة مع قوات سورية الديمقراطية وهو تحالف يتضمن وحدات حماية الشعب.

وتسببت غارات تركية، أمس، على مزرعة قريبة من قرية العمارنة جنوب جرابلس في مقتل 20 مدنياً على الأقل وإصابة 25 آخرين بجروح، بحسب المرصد. وكانت المزرعة تؤوي عائلات نازحة من القرى المجاورة.

كما أفاد المرصد بمقتل أربعة مقاتلين من مجلس جرابلس العسكري المدعوم من المقاتلين الأكراد، وإصابة 15 آخرين بجروح نتيجة القصف التركي على القريتين.

وبحسب المرصد، فإن هذه الحصيلة هي «الأولى لضحايا مدنيين منذ بدء تركيا هجومها» في شمال سورية.

وأحصى المكتب الإعلامي للإدارة الذاتية الكردية في سورية من جهته مقتل 75 مدنياً جراء القصف والغارات التركية أمس.

وفي تركيا، أعلن الجيش التركي أنه قتل 25 كردياً من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في غارات على منطقة جرابلس.

وأكد في بيان نقلته وكالة الأناضول التركية الرسمية، أنه تم اتخاذ الإجراءات الضرورية كافة الممكنة لتفادي إصابة المدنيين الذين يعيشون في المنطقة، مضيفاً: «نعتمد أكبر قدر من الحذر في هذا الصدد».

وأقرت أنقرة السبت بمقتل جندي تركي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح جراء هجوم صاروخي استهدف دبابتين تشاركان في الهجوم قرب جرابلس. واتهمت مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية باستهداف الدبابتين.

ونقل الإعلام التركي، أمس، أن الجندي القتيل يبلغ من العمر 28 عاماً، وكانت دبابته على بعد خمسة أو ستة كيلومترات جنوب جرابلس حين تم استهدافها.

وأفادت قناة «إن تي في» التلفزيونية، أمس، بأن المدفعية التركية ضربت أهدافاً تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية خلال الليل في وقت شنت مقاتلات تركية ضربات خلال طلعات جوية صباح أمس.

ومنذ بدء الهجوم، تمكنت الفصائل المدعومة من أنقرة من السيطرة على جرابلس، كما تمكنت من السيطرة على نحو 10 قرى في ريف جرابلس الجنوبي، آخرها اليوم قريتا العمارنة وعين البيضا.

وقال قيادي في لواء الحمزة المشارك في عملية «درع الفرات» إن «الجيش السوري الحر سيطر بعد معارك عنيفة على بلدة العمارنة، وتم طرد مقاتلي قوات سورية الديمقراطية، كما سيطرت قواتنا على قرى الدابس وبلابان وبئر كوسا بريف جرابلس الجنوبي، وان قواتنا تتابع تقدمها باتجاه قرية كندرة».

من جانبه، قال المتحدث الإعلامي باسم قوات مجلس منبج العسكري شرفان دوريش في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن أكثر من 40 من نازحي العمارنة وقرية بير الكوسا قتلوا في قصف للطيران الحربي التركي في مغر الصريصات وبير الكوسا، وإن الإعداد أكثر من ذلك بكثير.

تويتر