«قوات سورية الديمقراطية» توقف عملياتها في ريف منبج الشمالي

النظام يعزّز قواته ويحلّق فـــــوق الحسكة على الرغم من التحذيرات الأمـــيركية

صورة

واصلت الطائرات الحربية السورية، أمس، التحليق في سماء مدينة الحسكة في شمال شرق سورية، على الرغم من تحذيرات واشنطن لدمشق، بعدم شنّ أي غارات جديدة ضد حلفائها الأكراد، من شأنها أن تهدد سلامة مستشاريها العسكريين، فيما أرسلت القوات النظامية تعزيزات إلى مدينة الحسكة، لمواجهة «وحدات حماية الشعب» الكردية، في حين أوقفت «قوات سورية الديمقراطية» عملياتها العسكرية في ريف منبج الشمالي بمحافظة حلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن طائرات حربية سورية، نفذت، أمس، طلعات جوية في أجواء مدينة الحسكة.

وأكد صحافي متعاون مع «فرانس برس» في المدينة، عدم شنّ الطائرات السورية أي غارات.

وبعد معارك عنيفة تواصلت حتى صباح أمس، أفاد الصحافي بهدوء حذر في المدينة تزامناً مع اجتماعات برعاية روسية لحل الأزمة.

وقال مصدر حكومي سوري رفيع المستوى لـ«فرانس برس»، إن «عسكريين روساً حضروا إلى مدينة القامشلي، ويجرون حالياً اجتماعات منفصلة بين الطرفين، بهدف التوصل إلى تهدئة».

إلى ذلك، قالت مصادر محلية في مدينة ديرالزور، إن أربع طائرات مروحية محمّلة بالعناصر المدججين بالأسلحة أقلعت من اللواء 137، التابع للجيش السوري، اتجهت الى مدينة الحسكة لتعزيز القوات الحكومية هناك.

وتدور معارك عنيفة منذ ليل الأربعاء بين المقاتلين الأكراد من جهة، وقوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جهة ثانية، في مدينة الحسكة التي يتقاسم الطرفان السيطرة عليها منذ العام 2012.

وتصاعدت حدة هذه الاشتباكات مع تنفيذ الطائرات السورية الخميس والجمعة الماضيين، غارات على مواقع للأكراد في الحسكة للمرة الأولى منذ بدء النزاع في سورية قبل اكثر من خمس سنوات. وأوقعت المعارك في الحسكة ما لا يقل عن 41 قتيلاً، بينهم 25 مدنياً، من ضمنهم 10 أطفال، وفق المرصد.

في السياق، أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية في بيان، أمس، نيتها حماية مدينة الحسكة من قوات النظام.

وقالت «استغل النظام انشغال وحدات حماية الشعب في جبهات منبج والشدادي (جنوب الحسكة) بشكل خسيس ومنحط»، مؤكدة: «إننا في وحدات حماية الشعب، كما حررنا المنطقة من إرهاب (داعش) و(جبهة النصرة)، وحافظنا عليها، سنقوم بحمايتها من إرهاب النظام أيضاً».وكان الجيش السوري اتهم بدوره الأربعاء الماضي، من وصفهم بـ«الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني»، الذي يخوض تمرداً ضد تركيا، بالاستمرار «في ارتكاب جرائمهم بهدف السيطرة على مدينة الحسكة».وللمرة الأولى تدخلت الطائرات الأميركية لحماية مستشاريها على الأرض من الطائرات السورية.

فقد أعلنت الولايات المتحدة، أول من أمس، إرسال طائرات مقاتلة لحماية قواتها التي تقدم الاستشارة العسكرية للمقاتلين الأكراد، بعد الغارات السورية على مواقع كردية في الحسكة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الكابتن جيف ديفيس، أول من أمس، «سنضمن سلامتهم، وعلى النظام السوري عدم القيام بأمور تعرضهم للخطر، ولدينا الحق الثابت في الدفاع عن أنفسنا».

وأكد مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، عدم وجود قوات خاصة أميركية في مدينة الحسكة، لافتاً إلى أنها «موجودة في القواعد الأميركية الواقعة على مسافة نحو ستة كلم إلى الشمال».

وتدعم واشنطن «وحدات حماية الشعب» الكردية، اذ تعتبرها القوة الأكثر فاعلية في مواجهة تنظيم «داعش». وتشكل الوحدات حالياً العمود الفقري لـ«قوات سورية الديمقراطية»، التي تحظى بدعم جوي من التحالف الدولي، وتمكنت من طرد «داعش» من مناطق عدة.

في السياق، أنهت «قوات سورية الديمقراطية» المعروفة باسم (قسد) عملياتها العسكرية في ريف منبج الشمالي، وتابعت معاركها في الريف الجنوبي محققة تقدماً على مسلحي تنظيم «داعش».

وقال المتحدث باسم قوات مجلس منبج العسكري شرفان درويش، أمس، إن قوات مجلس منبج العسكري التابع لـ«قوات سورية الديمقراطية»، أمن خط الدفاع الشمالي عن مدينة منبج، حيث تنتشر قوات مجلس منبج العسكري شمال نهر الساجور (10 كلم عن مدينة منبج)، تحسباً لأي عملية تسلل لعناصر التنظيم إلى المناطق المحرّرة، «وعلى إثره عادت قوات سورية الديمقراطية إلى جنوب خط الساجور».

وأضاف درويش «بعد التوزيع الجديد لقواتنا، فإن معركة تحرير الريف الشمالي من مدينة منبج، أسفرت على النتائج العسكرية المطلوبة، وبذلك تنتهي العمليات العسكرية في هذا المحور».

تويتر