المعارضة تنفي مغادرة أي مقاتل وتسليم سلاحه إلى قوات النظام

خروج أولى العائلات من أحيـاء حلب المحاصرة.. وفتح 4 ممرات جديدة

قوات النظام تؤمن أحد الشوارع خلال عودة المدنيين إلى حي بني زيد بحلب الذي استعادته من المعارضة. أ.ف.ب

خرجت «عشرات العائلات»، أمس، من أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، عبر الممرات «الإنسانية» التي فتحها النظام السوري، بعد أسابيع من فرض حصار مطبق عليها، فيما أعلن الجيش الروسي فتح أربعة «ممرات إنسانية» جديدة، إضافة إلى الممرات الثلاثة المفتوحة، التي أتاحت، بحسبه، خروج 169 مدنياً و69 مقاتلاً سلموا أنفسهم. في حين نفت المعارضة خروج أي مسلح وتسليم سلاحه إلى قوات النظام.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بخروج عدد من المدنيين، أمس، من الأحياء الشرقية في حلب، عبر ممر في حي صلاح الدين، للانتقال إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام، من دون أن يحدد عددهم.

من جهتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إن عشرات العائلات خرجت صباح أمس، «عبر الممرات التي حددت لخروج الأهالي المحاصرين من قبل المجموعات الإرهابية في الأحياء الشرقية، ووصلت إلى حي صلاح الدين».

وأضافت أن «عناصر الجيش استقبلوهم ونقلوهم بالتعاون مع الجهات المعنية عبر حافلات نقل إلى مراكز الإقامة المؤقتة». وأشارت إلى «وصول عدد من النساء ممن تزيد أعمارهن على 40 عاماً من أحياء حلب الشرقية إلى حي صلاح الدين». ونشرت الوكالة صوراً تظهر نساء في معاطف سوداء، يمشين في صف بصحبة أطفال، أو يصعدن في حافلة.

وبثت قناة «الإخبارية» السورية صوراً لعدد من النساء والأطفال يعبرون طريقاً تحيط به أبنية مهدّمة.

وأفادت الوكالة بأن مسلحين من أحياء حلب الشرقية سلّموا أنفسهم وأسلحتهم، صباح أمس، للقوات السورية في حي صلاح الدين، من دون أن تشير إلى عددهم.

وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلاً للقصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الأحياء الشرقية، وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية.

وبعد أسابيع من الغارات والحصار فتحت السلطات السورية معابر لتشجيع المدنيين والمقاتلين الراغبين في إلقاء السلاح على الخروج من القسم الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب.

ويسعى النظام من خلال فتح هذه الممرات الإنسانية إلى إخلاء الأحياء الشرقية البالغ عدد سكانها نحو 250 ألف نسمة، في سياق المعارك التي تخوضها قواته لاستعادة هذه المناطق من الفصائل المقاتلة التي تسيطر عليها منذ 2012، والسيطرة بالكامل بالتالي على ثاني أكبر مدن سورية.

وكانت موسكو، حليف النظام الأبرز، والتي تساعده عسكرياً، أول من أعلن عن فتح هذه الممرات وقدمها على أنها لهدف «إنساني»، وهو ما يشكك فيه المعارضة ومحللون.

في السياق، أعلن الجيش الروسي فتح أربعة «ممرات إنسانية» إضافية حول الأحياء الشرقية في حلب.

وقال الجنرال لفتنانت سيرغي تشفاركوف، في بيان «يجري حالياً فتح أربعة ممرات إنسانية أخرى، إضافة إلى نقاط الخروج التي تم فتحها للسكان المدنيين في الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو» المعارضة.

وأفاد الجيش الروسي، أمس، بخروج 169 مدنياً و69 مقاتلاً سلموا سلاحهم عبر الممرات الثلاثة المفتوحة حالياً، مشيراً إلى تقديم مساعدة طبية لـ59 شخصاً.

وقال إنه تم توزيع 14 طناً من المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وأدوية ومواد أساسية في «منطقة نقاط العبور»، فيما ألقيت 2500 رزمة من المساعدات الإنسانية في الأحياء الشرقية من حلب.

لكن مصادر في أحياء حلب الشرقية، نفت ما تردد عن خروج أي مسلح وتسليم سلاحه للجيش السوري في معبر حي صلاح الدين شمال غرب المدينة.

وقال مسؤول العلاقات العامة في مجلس «مدينة حلب الحرة» المحامي عبدالغني شوبك، إنه لم يخرج أحد من المسلحين أو يسلّم نفسه على الإطلاق. بدوره، قال مدير مشفى القدس، في حلب الشرقية، الدكتور حمزة الخطيب، «هذا الكلام عار عن الصحة، ولم يخرج أي مسلح، وكل من تواصلنا معهم نفوا هذا الكلام جملة وتفصيلاً». وقال الناشط الإعلامي عمر عرب، الموجود في حي صلاح الدين «لم يخرج أي مسلح من الحي على الإطلاق، وهذه فبركات النظام الإعلامية، وقد تعودنا عليها». ورحبت الأمم المتحدة بفتح الممرات، كما عرضت الإشراف عليها.

إلا أن الولايات المتحدة أبدت، تشكيكاً كبيراً فيها، ووصل الأمر بوزير خارجيتها جون كيري، إلى حد التخوف من أن تكون هناك «خدعة» روسية وراءها، كما شككت المعارضة بنوايا النظام وحليفه الروسي.

وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان، لـ«فرانس برس»، «ليس هناك أي ممرات في حلب توصف بممرات إنسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها أهالي حلب ممرات الموت». ونددت المعارضة بسمة قضماني، بـ«رسالة وحشية لشعبنا: إما أن ترحلوا، أو تموتون من الجوع».

تويتر