«داعش» يعدم 24 مدنياً في قرية البوير بريف منبج

المعارضة تحذّر من «ممرات الموت» في حلب.. والأمم المتحدة تطالب بتسلّمها

صورة

لازم سكان الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب بشمال سورية، منازلهم، أمس، نتيجة القصف العنيف الذي تتعرض له مناطقهم، وفي ظل تحذير الفصائل المقاتلة من خطورة سلوك المعابر الإنسانية، التي قرر النظام فتحها أمام المدنيين الراغبين في المغادرة، والتي وصفتها المعارضة بـ«ممرات الموت»، وفيما طالبت الأمم المتحدة، دمشق وموسكو، بتسليمها الممرات الإنسانية في حلب، وعدت روسيا بدراسة المقترحات الأممية، في حين أعدم تنظيم «داعش» 24 مدنياً على الأقل، إثر اقتحامه قرية البوير بريف منبج.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدداً ضئيلاً فقط من سكان مدينة حلب تمكنوا من الخروج من الأحياء الشرقية المحاصرة، قبل أن تمنع الفصائل المعارضة المدنيين من الوصول إلى الممرات الإنسانية التي أقامها النظام السوري.

وأفاد مراسل لـ«فرانس برس» في الأحياء الشرقية عن غارات كثيفة نفذها الطيران الحربي على أحياء عدة، خصوصاً منطقة الليرمون.

وقال إن المعابر الأربعة التي فتحها النظام كانت لاتزال مقفلة، أمس، وهو ما أكده مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، مشيراً إلى أن «المعابر عملياً مقفلة من ناحية الفصائل، لكنها مفتوحة من الجانب الآخر، أي في مناطق سيطرة قوات النظام».

وقال عبدالرحمن إن نحو 12 شخصاً فقط تمكنوا من الخروج عبر معبر بستان القصر، منذ أول من أمس، قبل أن تشدد الفصائل المقاتلة إجراءاتها الأمنية، وتمنع الأهالي من الاقتراب من المعابر.

وفتحت قوات النظام السوري المعابر، أول من أمس، بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بدء «عملية إنسانية واسعة النطاق» في حلب.

وطالبت قوات النظام سكان هذه الأحياء، الذين تقدر الأمم المتحدة عددهم بنحو 250 ألف شخص بالخروج، ومقاتلي المعارضة بتسليم سلاحهم تزامناً مع إصدار الرئيس بشار الأسد مرسوماً تشريعياً يقضي بمنح العفو «لكل من حمل السلاح» وبادر إلى تسليم نفسه خلال مدة ثلاثة أشهر.

وبحسب عبدالرحمن «يريد الروس والنظام من خلال فتح المعابر الإنسانية الإيحاء بأنهم يريدون حماية المدنيين، لكنهم يستمرون في المقلب الآخر في قصفهم الأحياء الشرقية».

بدوره، قال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان، لـ«فرانس برس»، أمس، «ليس هناك أي ممرات في حلب توصف بممرات إنسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها أهالي حلب بممرات الموت».

وأضاف عبر الهاتف «نعتبر الإعلان الروسي ومطالبة المدنيين بمغادرة مدينتهم جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وهو ما يتنافى مع التزامات روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن»، مشدداً على أنه لا يحق «لدولة أن تغزو بلداً آخر وتطالب سكان مدينة كحلب بمغادرتها من دون أن يكون هناك ما يبرر ذلك».

وكان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة في المعارضة السورية رياض حجاب، وجّه أول من أمس، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ندد فيها بـ«بتغيير ديموغرافي وتهجير قسري» في حلب.

وأعلنت المعارضة، وفق رمضان، حلب «مدينة منكوبة»، في ظل «مخطط يشارك فيه الطيران الروسي والحرس الثوري الإيراني لتهجير الأهالي من مدينتهم»، مضيفاً أن ما يجري «تدمير كامل ومنهجي للمدينة على سكانها سواء كانوا مدنيين أم مقاتلين».من جهته، أكد مبعوث الأمم إلى سورية ستافان دي ميستورا، أمس، أن الأمم المتحدة يجب أن تتسلّم السيطرة على الممرات الإنسانية الجديدة في حلب، التي حددتها القوات السورية وحليفتها روسيا.

وقال للصحافيين في جنيف «اقتراحنا هو أن تترك لنا روسيا الممر الذي يتم تحديده بمبادرة من جانبها». وأضاف أن «الأمم المتحدة وشركاءها، في المجال الإنساني، يعرفون ماذا يجب فعله، هذه مهمتنا».

وأشار إلى أن «هناك حاجة إلى وجود ضمانات بشأن حماية المدنيين في حلب».

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سفير روسيا في مقر الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، قوله إن موسكو «ستدرس بإمعان وتأخذ في الحسبان»، مقترحات دي ميستورا بشأن تحسين خطتها الإنسانية في حلب. كما انتقدت فرنسا «الممرات الإنسانية»، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال، إن «فرضية إقامة ممرات إنسانية، تقضي بالطلب من سكان حلب أن يغادروا المدينة لا تقدم حلّاً مجدياً للوضع»، مشيراً إلى أن «القانون الدولي الإنساني يفرض إيصال المساعدة بصورة عاجلة» إلى السكان المحاصرين.

وفي سياق متصل، شددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان، أول من أمس، على «وجوب حماية» من يقرر البقاء في الأحياء الشرقية مطالبة جميع الأطراف بالسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إليهم، وتقييم احتياجاتهم.

وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، أعدم تنظيم «داعش»، وفق المرصد 24 مدنياً على الأقل، إثر اقتحامه، أول من أمس، قرية البوير، وخوضه اشتباكات عنيفة ضد «قوات سورية الديمقراطية»، التي انسحبت من القرية الواقعة على بعد 10 كيلومترات عن مدينة منبج.

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة ضربات التحالف الدولي على بلدة الغندورة بريف منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، إلى 41 قتيلاً، بينهم 28 مدنياً، فيما لم يتم التعرف إلى هويات الآخرين، بحسب المرصد.

وتزامنت الغارات مع إقرار التحالف الدولي بسقوط مزيد من الضحايا المدنيين في الغارات التي نفذها في العراق وسورية خلال الأشهر الأخيرة، ليصل العدد الإجمالي للضحايا المعترف به رسمياً منذ بداية حملة القصف إلى 55 قتيلاً. إلا أن المرصد أكد أن ضربات التحالف في سورية تسببت في مقتل 600 مدني، بينهم 136 طفلاً.

تويتر