كيري يأمل إعلان حل دبلوماسي في سورية مطلع أغسطس

قوات النظام تسيطر على حي الليرمون في حلب

صورة

سيطرت قوات النظام السوري، أمس، على حي الليرمون في شمال غرب مدينة حلب السورية، لتشدد بذلك حصارها على الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة. في حين أعرب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بعد مباحثات مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، عن أمله في الإعلان عن إحراز تقدم للتوصل إلى حل دبلوماسي في سورية مطلع أغسطس المقبل.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، سيطرة قوات النظام بالكامل على حي الليرمون، بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة التي كانت تسيطر عليه، معززة بذلك حصارها الناري على حي بني زيد، الخاضع بدوره لسيطرة الفصائل.

اتفقت واشنطن وموسكو على تعاون متزايد و«تدابير ملموسة» لإنقاذ الهدنة في سورية ومحاربة المتطرفين.

وكانت الفصائل، وفق المرصد، تستخدم هذين الحيين لإطلاق القذائف على الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام في المدينة، رداً على استهداف الأحياء الشرقية بالغارات والبراميل المتفجرة.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن «أهمية السيطرة على الليرمون وبني زيد تكمن في وقف إطلاق الصواريخ وتشديد الحصار» على الأحياء الشرقية.

وأضاف أن قوات النظام عززت حصارها على بني زيد، مشيراً إلى أن الاشتباكات جارية وسط غارات جوية مكثفة في المنطقة.

ومنذ أسبوع، باتت الأحياء الشرقية حيث يعيش أكثر من 200 ألف شخص، وفق المرصد، محاصرة بالكامل من قوات النظام بعد قطعها طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى شرق المدينة.

ودعت القيادة العامة للجيش السوري، أمس، سكان الأحياء الشرقية إلى «الانضمام للمصالحات الوطنية وطرد المرتزقة الغرباء من مناطق سكنهم» وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا».

وقالت الوكالة، إن قيادة الجيش حددت في مجموعة من الرسائل الهاتفية وجهتها إلى المواطنين والمسلحين «ممرات آمنة للمواطنين»، مطالبة «أفراد المجموعات المسلحة بترك السلاح والمبادرة لتسوية أوضاعهم».

وتزامن نداء الجيش مع استمرار قصف وحداته أحياء في المدينة بالبراميل المتفجرة، آخرها على حي المشهد، لليوم الثاني على التوالي.

وتسببت براميل متفجرة ألقتها مروحيات تابعة للنظام، أول من أمس، على الحي ذاته بمقتل 24 شخصاً بينهم خمسة أطفال وأحد قادة الفصائل المقاتلة وأربعة من أفراد عائلته، وفق حصيلة جديدة للمرصد.

وقال مراسل لـ«فرانس برس»، إن القصف تسبب، أمس، في سقوط مبنى بأكمله.

سياسياً، أعلن كيري، أمس، بعد لقاء نظيره الروسي أنه «يأمل» الإعلان عن إحراز تقدم للتوصل إلى حل دبلوماسي في سورية مطلع أغسطس.

وكان الأول من أغسطس الموعد الذي حددته الدول العظمى والإقليمية والأمم المتحدة المجتمعة في إطار المجموعة الدولية لدعم سورية، لبدء عملية سياسية انتقالية بين نظام الرئيس بشار الأسد ومجموعات المعارضة.

وقال كيري للصحافيين بفينتيان في لاوس، على هامش قمة الآسيان «آمل أن نتمكن مطلع أغسطس، خلال أول أسبوع منه تقريباً، أن نقف أمامكم ونقول لكم ما يمكننا القيام به، مع الأمل في أن يُحدث ذلك فارقاً للشعب السوري ومجرى الحرب».

وأضاف «بعبارات بسيطة، ما يعرفه الجميع أننا نسعى إلى توطيد وقف الأعمال القتالية وإيجاد إطار يسمح لنا بالجلوس إلى طاولة وإجراء مفاوضات حقيقية لإحراز تقدم»، وأكد كيري أنه «يتم إحراز تقدم».

من جهته، أعرب لافروف عن قناعته بأن الاتفاقات التي تم التوصل إليها أخيراً مع نظيره الأميركي، من شأنها أن تضمن تنصل المعارضة السورية المعتدلة من «داعش» و«النصرة».

وقال «بحثنا ما يجب علينا أن نقوم به لكي يبدأ تنفيذ هذه الاتفاقات في إطار عمليات القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو الأميركي والتحالف الدولي».

وذكر أن الاتفاقات مع واشنطن تتعلق بخطوات عملية يجب اتخاذها من أجل محاربة الإرهابيين في سورية بفعالية، وعدم السماح بوجود من يُطلق عليهم «المعارضون المعتدلون» في الأراضي الخاضعة لسيطرة الإرهابيين.

وفي جنيف، التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، ممثلي الولايات المتحدة وروسيا، أمس، للبحث في النزاع.

واتفقت موسكو حليفة الأسد، وواشنطن على تعاون متزايد و«تدابير ملموسة» لإنقاذ الهدنة في سورية، ومحاربة المتطرفين، خصوصاً تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة».

لكن هذا المشروع، الذي قد يشمل تعاوناً بين العسكريين الأميركيين والروس على الأرض، يثير تحفظات عدد من المسؤولين في واشنطن، المترددين في تقاسم معلومات استخباراتية حول سورية مع موسكو.

ورأى وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، أول من أمس، أن روسيا لاتزال «بعيدة» عن مواقف واشنطن حول ملفات عدة، منها تطبيق مرحلة سياسية انتقالية يتخلى فيها الأسد عن السلطة مع استهداف «المجموعات المتطرفة» وليس المعارضة المعتدلة.

تويتر