دخول قافلة مساعدات إلى مدينتي زملكا وعربين المحاصرتين للمرة الأولى منذ 4 سنوات

فشل هجوم «جيش سوريـةالجديد» ضد «داعش» في دير الزور

صورة

فشل هجوم شنه «جيش سورية الجديد»، المدعوم من واشنطن، في محافظ دير الزور، وتراجع بعيداً عن مدينة البوكمال على الحدود العراقية، بعد ساعات على تقدمه باتجاه المدينة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». في حين دخلت قافلة مساعدات، أمس، إلى مدينتي عربين وزملكا، المحاصرتين من قبل قوات النظام السوري في الغوطة الشرقية قرب دمشق، للمرة الأولى منذ أربع سنوات.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن هجوم فصيل «جيش سورية الجديد» فشل، وخسر مطار الحمدان الذي سيطر عليه، الليلة قبل الماضية، وتراجع عن مدينة البوكمال، إلا أنه لايزال موجوداً ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور.

وأشار إلى عدم وجود اشتباكات، أو حتى قصف جوي لطائرات التحالف الدولي، بقيادة واشنطن.

وبدأ فصيل «جيش سورية الجديد» هجومه، أول من أمس، من أجل قطع خطوط إمداد تنظيم «داعش» بين سورية والعراق. ويسيطر التنظيم منذ يونيو 2014 على مدينة البوكمال، المقابلة لمدينة القائم في الجانب العراقي.

من جهته، قال المتحدث باسم «جيش سورية الجديد» مزاحم السلوم، «انسحبنا باتجاه صحراء البوكمال، بعدما أنهينا المرحلة الأولى من العملية، المتمثلة باستهداف مواقع (داعش) في محيط البوكمال، ونحن نحضر حالياً للمرحلة الثانية».

وكان السلوم قال، في وقت سابق، إن الهدف من الهجوم هو «قطع خطوط (داعش) العسكرية بين سورية والعراق بشكل رئيس، وفي مرحلة ثانية السيطرة على البوكمال».

وتأسس «جيش سورية الجديد» في نوفمبر 2015، ويضم مئات من المقاتلين الذين يتحدرون بشكل رئيس من محافظة دير الزور، بالإضافة إلى حمص (وسط)، وتلقوا تدريبات في معسكر تابع للتحالف الدولي في الأردن.

ومع التقدم الذي كان أحرزه مقاتلو «جيش سورية الجديد»، أقدم التنظيم على قطع رؤوس خمسة أشخاص، بتهمة التعاون مع المعارضة التي تدعمها واشنطن، بحسب ما ذكر المرصد.

وقال المرصد إنه حصل على نسخة من شريط مصور، يظهر إعدام خمسة شبان، قال إنهم من البوكمال على أيدي عناصر في التنظيم، وإن التهمة التي وجهت إليهم هي «التجسس لمصلحة جيش سورية الجديد»، بحسب التسجيل.

إلى ذلك، قتل 10 أشخاص على الأقل، وأصيب تسعة آخرون بجروح، أمس، جراء تفجير سيارة مفخخة في مدينة تل أبيض السورية الحدودية مع تركيا، والتي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية».

وقال المرصد إن انفجاراً ضخماً هزّ مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، وأسفر عن «مقتل 10 أشخاص على الأقل، بينهم ثمانية مدنيون، ومسلحان من حراس دار الشعب، التابعة للإدارة الذاتية الكردية».

وقال مصدر في «قوات سورية الديمقراطية»، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية أبرز مكوناتها، لمراسل «فرانس برس» في شمال شرق سورية، إن «السيارة المفخخة استهدفت مقر دار الشعب، التابع للإدارة الذاتية، والكائن في شارع رئيس بمدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي».

وسيطرت «وحدات حماية الشعب» الكردية، في يونيو 2015، على مدينة تل أبيض بعد طرد «داعش» منها، إثر معارك عنيفة.

وتعد مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، إلى جانب مدينة عين عيسى، المنطقتين الأبرز تحت سيطرة الأكراد في محافظة الرقة، المعقل الأبرز للتنظيم في سورية منذ عام 2014.

من ناحية أخرى، قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنجي صدقي، أمس، إن قافلة مساعدات مؤلفة من 37 شاحنة، تتضمن مواد غذائية ومستلزمات طبية دخلت، أمس، إلى مدينتي عربين وزملكا المحاصرتين في الغوطة الشرقية، مشيرة إلى أنها المرة الأولى، التي تصل فيها مساعدات إنسانية إلى المدينتين منذ نحو أربع سنوات.

وأوضحت أن قافلة المساعدات مشتركة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال العربي السوري، والأمم المتحدة، وتنقل مواد إغاثية إلى 20 ألف شخص محاصرين في المدينتين.

وتضم المساعدات حصصاً غذائية وطحيناً ومواد غذائية أخرى، بالإضافة إلى مواد طبية، عبارة عن مستلزمات النظافة وإسعافات أولية تكفي لعلاج 10 آلاف مريض خلال ثلاثة أشهر.

وتحاصر قوات النظام السوري مدينتي عربين وزملكا، في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق، منذ نوفمبر 2012.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية، يعقوب الحلو، للصحافيين قبل دخول القافلة «هذا يوم مشهود، لأنه وللمرة الأولى نتمكن من تحريك قافلة مشتركة إلى هاتين المدينتين، منذ نوفمبر 2012».

وأضاف أن هناك 18 منطقة محاصرة في سورية «في هذا الصراع الذي طال أمده، وتمكننا اليوم من إيصال المساعدات، يعني أنه منذ بداية هذا العام تمكنت منظمات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري، من الوصول إلى كل المناطق المحاصرة في سورية».

وشدد على أن استخدام «الحصار كتكتيك في حالة الحرب مرفوض، ولابد أن يرفع الحصار وبسرعة، لأن هذا هو الحل الناجع».

تويتر