لبنان يخشى موجة إرهاب بعد هجوم القاع.. ويشدد الإجراءات ضد اللاجئين السوريين

«قوات سورية الديمقراطـية» تسيطر على 30% من مدينة منبج

جنود من القوات السورية النظامية يعاينون صواريخ محلية الصنع لم تنفجر خلال دورية في حي الخالدية بحلب. أ.ف.ب

أكدت «قوات سورية الديمقراطية»، أمس، أنها باتت تسيطر على أكثر من 30% من مدينة منبج، في ريف حلب الشرقي على مبنى المرور جنوب غرب المدينة، معارك عنيفة مع تنظيم «داعش». في وقت حذرت فيه الحكومة اللبنانية من احتمال تزايد خطر الإرهاب، بعد هجوم بلدة القاع الحدودية مع سورية، وشددت الإجراءات الأمنية إزاء اللاجئين السوريين.

وقال المتحدث باسم «قوات سورية الديمقراطية»، شيرفان درويش، إن القوات أصبحت تسيطر على أكثر من 30%، من مدينة منبج في ريف حلب الشرقي.

وأضاف أن القوات سيطرت على مبنى المرور جنوب غرب المدينة، بعد معارك عنيفة مع مقاتلي تنظيم «داعش»، الليلة قبل الماضية، مؤكداً أن القوات دخلت حيي الكرامة والحزاونة، وبدأت عملية تمشيط فيهما.

كما أكدت مصادر مقربة من «قوات سورية الديمقراطية»، أن «القوات أصبحت تسيطر على أكثر من 30% من مدينة منبج». وكان مقاتلي قوات سورية الديمقراطية سيطروا، أول من أمس، على حي الحواتمة الواقع على طريق جرابلس، كما سيطروا على منطقة الهرم في مدينة منبج.

من ناحية أخرى، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، أمس، عن السفير الروسي في سورية، ألكسندر كينشتشاك، قوله إن سلاح الجو الروسي ساعد القوات الحكومية السورية على تجنب الحصار قرب حلب، مضيفاً أنه لا يتوقع أن يهاجم الجيش السوري المدينة في القريب العاجل.

وأضاف «لست على يقين من شن هجوم على حلب في المستقبل المنظور، وبالنسبة للرقة أود أن أحجم أيضاً عن أي تكهنات محددة بخصوص تحريرها».

وقال «بصراحة أنا لست متأكداً على الإطلاق من أن هذا قد يحدث في القريب العاجل».

وفي لبنان، قال وزير الإعلام رمزي جريج، في تصريحات تلفزيونية بعد اجتماع لمجلس الوزراء، إن رئيس الوزراء تمام سلام «أعرب عن خشيته أن يكون ما حصل في القاع بداية لموجة من العمليات الإرهابية في مناطق لبنانية مختلفة»، داعياً إلى مواجهة هذا الواقع بموقف وطني موحد وكامل.وقال وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، الذي كان يتحدث للصحافيين من بلدة القاع، إن معظم الانتحاريين أتوا من الداخل.

من جهته، أعلن وزير الداخلية، نهاد المشنوق، من بلدة القاع التي زارها بعد ظهر أمس، أن المعلومات الأولية أظهرت أن «الانتحاريين وصلوا على الأرجح من الداخل السوري، وليس من المخيمات».

وقال إن «خطر التفجيرات قائم» في لبنان.

وفجر أربعة انتحاريين يضعون أحزمة أو يحملون حقائب متفجرات أنفسهم، فجر أول من أمس، في بلدة القاع، ما تسبب في مقتل خمسة مدنيين، وإصابة 15 آخرين بجروح.

كما فجر أربعة انتحاريين آخرون أنفسهم في البلدة ذاتها، مساء أول من أمس، ما تسبب بوقوع 13 جريحاً، وأثار جواً من الرعب والتوتر في البلدة.

وقال رئيس بلدية القاع، بشير مطر، في اتصال مع «فرانس برس»، إن «هناك تخوفاً من وجود إرهابيين آخرين، لذلك تقوم وحدات من الجيش اللبناني بتمشيط المنطقة، بحثاً عنهم». وشهدت المنطقة، خلال فترة طويلة من النزاع السوري، أحداثاً أمنية ناتجة بمعظمها عن تسلل مقاتلين معارضين للنظام السوري عبر الحدود من وإلى سورية، لكن الحدود أقفلت تماماً قبل أشهر طويلة مع سيطرة قوات النظام و«حزب الله» على الجانب السوري منها، وتشديد القوى الأمنية اللبنانية رقابتها على المناطق الحدودية.

وسارع سكان في بلدة القاع إلى توجيه أصابع الاتهام إلى تجمعات للاجئين السوريين، موجودة في منطقة مشاريع القاع.

وأكد المختار منصور سعد «منع تجول اللاجئين السوريين نهائياً خارج مخيماتهم، وعلى كل واحد منهم أن يعمل ضمن محيطه».

وأعلن محافظ بعلبك - الهرمل (المنطقة التي تقع فيها القاع)، بشير خضر، في بيان، منع تجول النازحين السوريين في بلدتي القاع وراس بعلبك المجاورة، لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد.

وطلبت بلدية مدينة الهرمل، الواقعة شمال القاع في بيان: «من الأخوة السوريين عدم التجول في الهرمل، مدة 72 ساعة»، نظراً «للظروف الأمنية الدقيقة».

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن «قوة كبيرة من الجيش دخلت مشاريع القاع، وباشرت عملية تفتيش واسعة في مخيمات النازحين، بحثاً عن أسلحة ومطلوبين».

وجاء في بيان للجيش اللبناني أن «وحدات الجيش المنتشرة في مناطق بعلبك (القريبة من القاع)، نفذت سلسلة عمليات دهم شملت مخيمات النازحين السوريين في الطيبة، الحمودية، يونين، تل أبيض، الحديدية، ودورس»، مشيراً إلى توقيف «103 سوريين، لوجودهم داخل الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعية».

 

تويتر