«قوات سورية الديمقراطية» تحقق تقدماً استراتيجياً في منبج وسط اشتباكات مع «داعش»

قصف روسي عنيف على حلــــب لمحاصرة المعارضــــة في أحيائهـــــا الشـــرقية

مقاتلون من «قوات سورية الديمقراطية» في عين العرب خلال جنازة 8 من زملائهم قتلوا باشتباكات مع «داعش» في منبج. أ.ف.ب

شنت طائرات حربية، روسية وسورية، غارات كثيفة على مدينة حلب، والمناطق الواقعة إلى الشمال منها، دعماً لقوات النظام التي تسعى لمحاصرة الفصائل المعارضة، في الأحياء الشرقية للمدينة. في حين حققت «قوات سورية الديمقراطية» تقدماً استراتيجياً في مدينة منبج، وسط اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش»، الذي يدافع عن أحد أبرز معاقله في محافظة حلب، الواصل بينه وبين الخارج.

وقال مراسل «فرانس برس» إن طائرات حربية روسية وسورية شنت غارات كثيفة، أمس، على الأحياء الشرقية، الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، مؤكداً أن الغارات الجوية استمرت، منذ الليلة قبل الماضية.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات الجوية الروسية، تتركز على طريق الكاستيلو في شمال المدينة، والذي يعد المنفذ الأخير إلى الأحياء الشرقية.

وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس» أمس، أن الطيران الروسي يدعم العملية البرية، التي تشنها قوات النظام شمال المدينة، في وقت يقصف فيه الطيران السوري الأحياء الشرقية، والتي يهدف منها إلى قطع طريق الكاستيلو، وبالتالي محاصرة الفصائل المعارضة بالكامل داخل الأحياء الشرقية.

وأفاد الدفاع المدني بمقتل امرأة وطفل، أمس، في حي الميسر.

وقال (أبو أحمد - 38 عاماً)، الذي يملك محل بقالة في حي بستان القصر: «لم نتمكن من النوم أنا وأولادي، خلال اليومين الماضيين، بسبب أصوات الانفجارات القوية، التي لم أسمع لها مثيلاً من قبل».

وأضاف: «لم تصلنا بضائع وخضراوات بتاتا منذ يومين، بسبب عدم إمكانية المرور عبر طريق الكاستيلو».

وإلى جانب القصف الجوي، دارت اشتباكات عنيفة بين الفصائل المقاتلة، وقوات النظام السوري، على محاور عدة داخل المدينة.

وكانت قوات النظام السوري، بدعم من «حزب الله» اللبناني، شنت في فبراير الماضي هجوماً ضخماً في ريف حلب الشمالي، وتمكنت من السيطرة على مناطق عدة، وضيقت الخناق على الأحياء الشرقية، إلا أنه في 27 فبراير فرضت الولايات المتحدة وروسيا اتفاقاً، لوقف الأعمال القتالية في مناطق عدة في سورية، يستثني تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة».

وانهار اتفاق الهدنة في حلب، بعد نحو شهرين على دخوله حيز التنفيذ، ما دفع راعي الاتفاق إلى الضغط من أجل فرض اتفاقات تهدئة، ما لبثت أن سقطت بدورها.

وتأتي تلك التطورات الميدانية في حلب، غداة إعلان الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصرالله، أن المعركة في حلب هي «المعركة الاستراتيجية الكبرى» في سورية، متعهداً بزيادة عديد قواته هناك.

وفي مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، فتحت «قوات سورية الديمقراطية» جبهة جديدة من الجهة الجنوبية، للتقدم اكثر داخل المدينة التي كانت دخلتها قبل يومين من الجهة الغربية.

وأفاد المرصد بأن القوات المؤلفة من تحالف عربي - كردي، أغلبيته من «وحدات حماية الشعب» الكردية، هذا التحالف العربي الكردي تخوض اشتباكات عنيفة مع «داعش»، في جنوب وغرب المدينة، بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وقال عبدالرحمن إن «قوات سورية الديمقراطية» حققت تقدماً استراتيجياً من الجهة الجنوبية، إثر سيطرتها، مساء أول من أمس، على منطقة الصوامع، وباتت تشرف بذلك على أكثر من نصف المدينة.

وسيطرت «قوات سورية الديمقراطية»، أمس، أيضاً على دوار المطاحن جنوب المدينة، والذي يبعد 1600 متر عن وسطها.

وقال «لواء ثوار الرقة»، أحد المكونات العربية للقوات، في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «سيطر المجلس العسكري لمدينة منبج على صوامع المدينة، على المدخل الجنوبي».

وبدأت «قوات سورية الديمقراطية»، في 31 مايو الماضي، هجوماً للسيطرة على منبج، التي استولى عليها التنظيم في عام 2014.

وتمكنت، قبل نحو 10 أيام، من تطويق المدينة، وقطع طرق إمداد التنظيم إلى مناطق أخرى، تحت سيطرته ونحو الحدود التركية.

وتعد منبج، إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا، معاقل للتنظيم في محافظة حلب. ولمنبج أهمية استراتيجية، كونها تقع على خط الإمداد الرئيس للتنظيم، بين الرقة معقله في سورية، والخارج.

وفي هذه المعركة، التي من المتوقع أن تشكل تحولاً كبيراً في الحرب ضد التنظيم، قتل حتى الآن 89 مقاتلاً من «قوات سورية الديمقراطية»، و463 عنصراً من التنظيم المتطرف.

وفي محافظة دير الزور، شرق سورية، قتل 47 شخصاً بينهم 31 مدنياً، أمس، بغارات استهدفت مناطق سكنية في بلدة القورية.

وقال عبدالرحمن «قتل 31 مدنياً وأصيب العشرات بجروح في ثلاث غارات شنتها طائرات حربية سورية وروسية، واستهدفت بلدة القورية في ريف محافظة دير الزور الجنوبي الشرقي»، والواقعة بأكملها تحت سيطرة تنظيم «داعش»، كما قتل 16 شخصاً آخرون مجهولو الهوية، «ولم يعرف ما إذا كانوا مدنيين أو من عناصر داعش».

تويتر