دي ميستورا يأمل توافر الشروط اللازمة لاستئناف المفاوضات الشهر المقبل

مقتل 25 مدنياً.. بينهم 6 أطفـال في غارات للنظام السوري على الرقة

صورة

قتل 25 مدنياً بينهم ستة أطفال جراء قصف جوي للنظام، استهدف أول من أمس مدينة الرقة معقل تنظيم «داعش» الذي يتصدى لهجمات عدة في سورية، فيما أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا عن أمله ببدء جولة جديدة من مفاوضات السلام السورية في يوليو المقبل، شرط تحسن الأوضاع الأمنية والإنسانية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن طائرات حربية نفذت أول من أمس غارات على مناطق عدة في مدينة الرقة تسببت في مقتل «25 مدنياً بينهم ستة أطفال».

وأشار إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب إصابة عشرات المواطنين بجروح بعضهم في حالة حرجة».

وغالباً ما تتعرض مدينة الرقة لقصف جوي تشنه طائرات روسية أو سورية وأخرى تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتستهدف الغارات عادة مقار للمتطرفين وتحركاتهم، إلا أنها توقع بين الحين والآخر قتلى مدنيين.

ونشرت حملة «الرقة تُذبح بصمت»، أمس، على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر النيران مندلعة داخل شاحنة صغيرة بيضاء اللون قرب مبنى استهدفته الغارات، بالإضافة إلى صور أخرى تظهر مبنى تضررت إحدى طبقاته العليا.

وبحسب المرصد، قصفت طائرات تابعة للتحالف، أمس، مناطق عدة داخل مدينة الرقة، بينها مبنى المحافظة.

وتأتي هذه الغارات بعد تراجع قوات النظام السوري والمقاتلين الموالين لها الاثنين الى خارج محافظة الرقة بعدما كانت دخلتها قبل أسابيع للمرة الأولى منذ عامين.

وبدأت قوات النظام ومقاتلون من قوات «صقور الصحراء» موالون لها ومدربون من موسكو، هجوماً مطلع الشهر الجاري بدعم جوي روسي وتمكنت من التقدم جنوب مدينة الطبقة التي سيطر عليها التنظيم عام 2014، وتقع على بعد 50 كيلومتراً غرب مدينة الرقة معقل التنظيم في سورية، وتشكل نقطة عبور رئيسة على ضفاف الفرات وستسمح استعادتها لقوات النظام بقطع طريق إمداد المتطرفين من جهة الغرب.

وكانت قوات النظام وصلت يوم الأحد الماضي إلى بعد سبعة كيلومترات عن مطار الطبقة العسكري، قبل تراجعها إثر هجوم معاكس للتنظيم الذي استقدم 300 مقاتل من مدينة الرقة، ولجأ كما هي العادة الى التقدم عبر هجمات انتحارية.

ووصف موقع «المصدر» الإخباري والقريب من دمشق التراجع بـ«الكارثي»، متحدثاً عن «انسحاب غير منظم» لقوات النظام التي تركت خلفها «أسلحة وجنوداً».

وجاء هجوم قوات النظام في الرقة بعد أيام من هجوم آخر كانت بدأته «قوات سورية الديمقراطية» بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركية في 24 مايو، لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة من دون أن تحقق تقدماً ملحوظاً.

وفي محافظة حلب المجاورة، تخوض «قوات سورية الديمقراطية» منذ 31 مايو معارك عنيفة ضد التنظيم للسيطرة على مدينة منبج، أحد أبرز معاقله في المحافظة.

وتمكنت هذه القوات من تطويق مدينة منبج وقطع طرق إمداد التنظيم إلى مناطق أخرى تحت سيطرته ونحو الحدود التركية.

من ناحية أخرى، أعلن المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سورية عن اتساع نطاقها في البلاد مع ارتفاع عدد المدن والبلدات والقرى التي انضمت إليها إلى 158، أول من امس، طبقاً لما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء أمس.

وأشار المركز الكائن في قاعدة «حميميم» الجوية إلى أن هذا التطور الإيجابي جاء بعد إعلان إحدى القرى الواقعة في ريف حمص التزامها بالتهدئة.

وذكر المركز في بيان أنه على الرغم من صمود التهدئة في معظم المحافظات السورية، تم رصد خمسة خروقات، أول من أمس، في ريف دمشق.

سياسياً، أعرب ستافان دي ميستورا، مساء أول من أمس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أمله ببدء جولة جديدة من مفاوضات السلام في يوليو شرط تحسن الأوضاع الأمنية والإنسانية.

واعتبر دي ميستورا أنه يجب أولاً «احترام وقف الأعمال القتالية وزيادة المساعدات الإنسانية والتوصل إلى اتفاق مبدئي حول العملية السياسية الانتقالية».

وقال «يمكننا عندها إجراء مباحثات سورية، وآمل (بأن يتم ذلك) في يوليو، ليس حول المبادئ بل التدابير الملموسة المؤدية إلى العملية السياسية». وقال «هذا هو هدفنا، هذا ما نرغب في الحصول عليه». وأشار إلى أن النظام والمعارضة في سورية لا يتفقان على مفهوم العملية الانتقالية، خصوصاً على دور الرئيس السوري بشار الأسد، فضلاً عن تباين المواقف بين روسيا والولايات المتحدة.

وأكد أن «المباحثات السياسية لا يمكن أن تستمر طالما أن وتيرة المعارك تزداد ويتعرض المدنيون لمجاعة».

تويتر