الأمم المتحدة تدعو إلى الضغط لاستئناف المفاوضات السورية

«داعش» يطرد قوات النظــام خارج حدود محافظة الرقة

صورة

تمكن تنظيم «داعش»، خلال هجوم معاكس، من طرد القوات النظامية السورية من الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وأجبرها على الانسحاب إلى الحدود الإدارية لمحافظة حماة، فيما لم تنفذ الطائرات الروسية أي ضربات جوية مساندة لتلك القوات، ما أسهم بتسريع انسحابها الى خارج المحافظة. في حين دعت الأمم المتحدة، أمس، القوى العالمية إلى الضغط على الأطراف المتحاربة في سورية، للعودة إلى المفاوضات لوقف الصراع ومعاناة المدنيين.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن تنظيم «داعش»، تمكن من طرد القوات النظامية من الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.

وكانت قوات النظام ومسلحون موالون لها، الأحد، على بعد سبعة كيلومترات من مطار الطبقة العسكري غرب مدينة الرقة، قبل أن يبدأ التنظيم هجوماً معاكساً، أجبر قوات النظام على التراجع، الليلة قبل الماضية، إلى خارج الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، التي كانت دخلتها مطلع الشهر الجاري للمرة الأولى منذ عامين، في إطار هجوم بغطاء جوي روسي.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن الطائرات الحربية الروسية لم تنفذ، أول من أمس، أي ضربات جوية لمساندة لقوات النظام السوري في التصدي لهجوم التنظيم، ما أجبرها على الانسحاب إلى خارج الرقة.

واستقدم التنظيم، يوم الأحد الماضي، 300 مقاتل من مدينة الرقة، كما استقدمت قوات النظام تعزيزات لمساندتها في اليوم نفسه، إلا أنها «لم تكن كافية»، وفق عبدالرحمن.

وبحسب عبدالرحمن، شن التنظيم «هجومه المعاكس، منذ ليل الأحد، في مناطق مكشوفة، وتمكن من ضرب خلفية قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في غياب أي دعم جوي روسي، في حين أن تقدم الأخيرة، ووصولها إلى مسافة سبعة كيلومترات عن مطار الطبقة العسكري، تم بالتوازي مع قصف روسي كثيف».

وأضاف: «اضطرت قوات النظام، والمسلحون الموالون لها في مواجهة هجمات التنظيم، للانسحاب إلى خارج الرقة، خوفاً من محاصرتها». وأشار إلى أن هجوم التنظيم على المنطقة، ترافق مع قصف عنيف ومكثف، واستهداف تجمعات وتمركزات قوات النظام بعربات مفخخة، لافتاً إلى استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات «صقور الصحراء»، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، على طريق الرقة - إثريا بريف حماة الشمالي الشرقي، وسط معلومات أولية عن تقدم للتنظيم.

وبحسب عبدالرحمن، فإن «انسحاب قوات النظام يثبت مجدداً أنه لا يمكن مواجهة (داعش)، والتقدم داخل معاقله في سورية بغياب الغطاء الجوي»، موضحاً أن ذلك ينطبق على قوات النظام والدعم الجوي الروسي في الرقة، وكذلك على «قوات سورية الديمقراطية»، التي تواجه التنظيم في محيط مدينة منبج في محافظة حلب، بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركية.

ويسيطر التنظيم على كامل محافظة الرقة، منذ عام 2014، باستثناء مدينتي تل أبيض وعين عيسى، اللتين تسيطر عليهما «قوات سورية الديمقراطية»، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية أبرز مكوناتها.

على صعيد آخر، استهدفت الفصائل المقاتلة بصاروخ تاو ناقلة جنود لقوات النظام في حاجز السروات بأطراف قرية البويضة بريف حماة الشمالي، ما أدى لإعطابها، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

وفي جنيف، دعا محققون معنيون بجرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة القوى العالمية، أمس، إلى الضغط على الأطراف المتحاربة في سورية، للعودة إلى مائدة المفاوضات، لوقف الصراع ومعاناة المدنيين.

وقال رئيس لجنة التحقيق المستقلة بشأن سورية، التابعة للأمم المتحدة، باولو بينهيرو، إن الحكومة السورية تنفذ ضربات جوية يومية، في حين تشن جماعات متشددة بينها «داعش» هجمات عشوائية.

وأضاف أمام مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة في جنيف «على كل الدول أن تؤكد مراراً وتكراراً دعم الدول المؤثرة ومجلس الأمن للعملية السياسية، من دون شروط».

وقال إن الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات المعارضة - اللتين أنهتا آخر جولة محادثات بينهما في جنيف أواخر أبريل الماضي - عليهما استئناف المحادثات والاتفاق على إجراءات لبناء الثقة، تتضمن وقفاً للتفجيرات العشوائية، والسماح بالدخول إلى المناطق المحاصرة، وإطلاق سراح السجناء.

وقال بينهيرو إن «المدارس والمستشفيات والمساجد ومحطات المياه، يجري تحويلها جميعاً إلى أنقاض»، مضيفاً أن «عشرات الآلاف من الأشخاص تقطعت بهم السبل بين الخطوط الأمامية (للمواجهات)، والحدود الشمالية والجنوبية لسورية».

من جهته، قال مبعوث الاتحاد الأوروبي، بيتر سورنسن، «إن الاتحاد يدين الهجمات المكثفة وغير المتكافئة والعشوائية، التي لايزال النظام السوري ينفذها ضد شعبه».

تويتر