الأمم المتحدة تحذر من نزوح 216 ألف سوري بسبب معركة منبج

قوات النظام تتقدم في الرقــــة.. وترتكب مجزرة بريف دير الزور

مدنيون يساعدون رجلاً أصيب في غارات جوية لقوات النظام على مدينة إدلب. أ.ف.ب

حققت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها تقدماً جديداً داخل محافظة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في سورية، في إطار هجوم لاستعادة السيطرة على مدينة الطبقة، فيما قتل 16 مدنياً، بينهم أطفال، جراء مجزرة ارتكبتها طائرات النظام باستهدافها منطقة سوق في بلدة الشعارة بريف دير الزور الشرقي. في حين حذرت الأمم المتحدة، أمس، من نزوح 216 ألف شخص، بسبب هجوم «قوات سورية الديمقراطية»، على مدينة منبج بريف حلب، مؤكدة أن 20 ألفاً «نزحوا بالفعل».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام ومقاتلي «صقور الصحراء» الموالين لها، وبدعم جوي روسي، تمكنوا من التقدم داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وباتوا على بعد أقل من 30 كيلومتراً من مطار الطبقة العسكري، ونحو 25 كيلومتراً من بحيرة الفرات.

وبحسب مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، فإن هذا التقدم هو الأبرز «في عمق محافظة الرقة».

وكانت قوات النظام وقوات «صقور الصحراء» التي تضم مقاتلين دربتهم روسيا، دخلت حدود محافظة الرقة السبت الماضي.

وبحسب المرصد، تسببت الاشتباكات العنيفة المستمرة بين قوات النظام وتنظيم «داعش» منذ السبت بمقتل 70 عنصراً على الأقل من التنظيم، وتسعة مقاتلين من قوات «صقور الصحراء».

وبدأت قوات النظام الخميس هجوماً من منطقة إثريا في ريف حماة الشمالي على محافظة الرقة، بهدف استعادة ــ في مرحلة أولى ــ السيطرة على مدينة الطبقة الواقعة على بحيرة الفرات على بعد 50 كيلومتراً غرب مدينة الرقة، التي يجاورها مطار عسكري وسجن.

وجاء هجوم قوات النظام بعد هجوم آخر كانت بدأته «قوات سورية الديمقراطية» بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة اميركية في 24 مايو، لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة، انطلاقاً من محاور عدة، أحدها باتجاه الطبقة، من دون أن تحقق تقدماً سريعاً.

وفي محافظة دير الزور، قال المرصد السوري، إن «16 شخصاً، بينهم مواطنات استشهدوا، جراء مجزرة ارتكبتها طائرات حربية باستهدافها منطقة سوق في بلدة الشعارة بريف دير الزور الشرقي»، مشيراً إلى أن هذا السوق يعتبر من الأسواق المكتظة بالمواطنين، ويعد سوق رئيساً لقرى عدة وبلدات أخرى قريبة منها.

وأضاف أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع، لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة».

وأكد أن طائرات حربية قصفت مناطق في بلدة العشارة، ونفذت غارات على مناطق في بلدة القورية بريف دير الزور الشرقي، ومناطق أخرى في قريتي بقرص والزباري وبادية مسعود.

كما تعرضت مناطق في بلدة الشحيل بريف ديرالزور الشرقي لقصف جوي، ما أدى لمقتل امرأة على الأقل، في حين نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في أحياء الصناعة والحويقة والعمال والكنامات والحميدية الخاضعين لسيطرة تنظيم «داعش» بمدينة دير الزور، ما أدى إلى مقتل امرأة في حي العمال، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها مع التنظيم في محيط مطار دير الزور العسكري.

من ناحية أخرى، قال متحدث باسم «قوات سورية الديمقراطية»، شرفان درويش، إن مقاتلي تنظيم «داعش» يفرون من مدينة منبج مع أسرهم، فيما اقتربت القوات إلى مسافة نحو ستة كيلومترات من المدينة في هجوم أدى إلى مقتل أكثر من 150 متشدداً.

وأضاف درويش، وهو المتحدث باسم «مجلس منبج العسكري»، لـ«رويترز» إن أكثر من 50 من جثث مقاتلي التنظيم بحوزة «قوات سوري الديمقراطية» المؤلفة من تحالف كردي -عربي، غالبيته من «وحدات حماية الشعب» الكردية.

وقال درويش مستشهداً بتقارير من المدينة «هناك الكثير من البيوت كان (داعش) استولى عليها، ويسكنون فيها في منبج، أصبحت الآن فارغة، فقد حملوا كل ما يستطيعون حمله، وخرجوا من المدينة».

وشنت «قوات سورية الديمقراطية»، الأسبوع الماضي، هجوماً على منبج بهدف طرد «داعش» من آخر معقل له على الحدود بين سورية وتركيا.

وقال درويش إن الهجوم الذي تدعمه قوات أميركية خاصة يتقدم كما هو مقرر له.

وقال: «لكي نكون صريحين إذا كنا نريد أن نصل قبل هذا الوقت أو نريد مباشرة الوصول كنا نستطيع الوصول، لكن المنطقة واسعة، وهناك عدد هائل من المدنيين».

وأكد مقتل القيادي في القوات، فيصل أبوليلى من مجموعة «كتائب شمس الشمال» متأثراً بجروح أصيب بها نتيجة انفجار قذيفة مورتر.

من جهته، أفاد المرصد عن غارات جوية كثيفة نفذها التحالف الدولي، أمس، على منطقة منبج.

في السياق، قالت الأمم المتحدة في تقرير نشر، أمس، إن الهجوم في محيط مدينة منبج يهدد بإجبار 216 ألف شخص على النزوح، إضافة إلى 20 ألفاً «نزحوا بالفعل».

وأشار التقرير إلى أن هناك احتمالاً أن يواجه الناس «عراقيل» للخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش»، وأن هناك حاجة ماسة لأن يتوافر لهم المأوى، ومياه الشرب، والطعام، والرعاية الصحية.

تويتر