نزوح 6000 مدني من ريف حلب الشمالي إلى مناطق سيطرة الأكراد

غارات كثيفة على حلب.. وروسيا تتحدث عن صمود الهدنة

شاحنة لنقل الوقود على حاجز تفتيش أمني في بلدة دارة عزة بمحافظة حلب. رويترز

شنت طائرات حربية سورية وروسية، أمس، غارات كثيفة على أحياء في مدينة حلب والمناطق الواقعة شمالها، بينما تحدثت موسكو عن «صمود الهدنة» في سورية. في وقت نزح أكثر من 6000 مدني من ريف حلب الشمالي أغلبهم من مدينة مارع، التي يحاول تنظيم «داعش» اقتحامها، إلى مناطق تحت سيطرة الأكراد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن أحياء في مدينة حلب والمناطق الواقعة شمالها تعرضت، أمس، لغارات كثيفة شنتها طائرات حربية سورية وروسية.

وشاهد مراسل لـ«فرانس برس» في الأحياء الشرقية، تحت سيطرة الفصائل في حلب، سرباً من ست طائرات حربية تحلق في سماء المدينة قبل قصفها أحياء عدة، ما تسبب في مقتل شخص على الأقل وإصابة خمسة آخرين بجروح.

واستهدفت بعض الغارات طريق الكاستيلو، وهو الطريق الوحيد المتبقي من الأحياء الشرقية باتجاه الريف الغربي.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان صادر عن مركز تنسيق الهدنة، الكائن بقاعدة «حميميم» في اللاذقية، رصده انتهاكين لوقف إطلاق النار في سورية خلال الساعات الـ24 الأخيرة، طبقاً لما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء أمس.

وذكر البيان أن الهدنة قائمة بشكل عام في معظم المحافظات السورية، باستثناء حالتين في ريف دمشق، عندما قصف مسلحو «جيش الإسلام» بمدافع الهاون بلدة مرج السلطان بالغوطة الشرقية، ومواقع تابعة للجيش السوري على مشارف حرستا.

كما أفاد المركز بأن عدد البلدات السورية التي انضمت إلى الهدنة، ارتفع إلى 125، وأشار البيان إلى استمرار المفاوضات مع قادة ميدانيين لفصائل المعارضة المسلحة في محافظتي دمشق وحمص «علما بأن عدد الجماعات التي انضمت إلى وقف العمليات القتالية، بقي من دون تغيير، وهو 60 حتى الآن».

والهدنة التي اتفقت موسكو وواشنطن بشأنها، مستمرة منذ يوم 27 فبراير الماضي، لكنها لا تنطبق على «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من التنظيمات التي اعتبرها مجلس الأمن الدولي تنظيمات إرهابية.

من ناحية أخرى، قال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن «أكثر من 6000 مدني أغلبهم من النساء والأطفال تمكنوا من الفرار من مناطق في ريف حلب الشمالي، سيطر عليها تنظيم داعش في اليومين الأخيرين، أو يحاول اقتحامها، وتحديداً مدينة مارع وقرية الشيخ عيسى المجاورة».

وأضاف أن النازحين وصلوا، الليلة قبل الماضية، إلى مناطق في ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي تحت سيطرة «قوات سورية الديمقراطية»، بعدما سمحت لهم بالمرور من مارع إلى الشيخ عيسى باتجاه تل رفعت وعفرين.

وتحاصر «قوات سورية الديمقراطية»، التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً مدينة مارع التي تسيطر عليها فصائل مقاتلة ومعارضة من جهة الغرب، فيما تحاصرها قوات النظام من الجنوب وتنظيم «داعش» من جهتي الشرق والشمال.

ودفع هجوم التنظيم المفاجئ في المنطقة، المنظمات الدولية والطبية إلى إبداء خشيتها حول مصير نحو 165 ألف نازح باتوا عالقين بين مناطق الاشتباكات القريبة والحدود التركية المقفلة. وتحدثت الأمم المتحدة عن فرار بضعة آلاف إلى مدينة إعزاز والمنطقة الحدودية مع تركيا، جراء المعارك الأخيرة. وبحسب المرصد، دارت، أمس، اشتباكات عنيفة بين التنظيم والفصائل المقاتلة على أطراف مارع ومحيط القرى المجاورة. وتبعد أقرب نقطة اشتباكات، قرب كفركلبين، نحو خمسة كيلومترات عن مدينة إعزاز.

وفي حماة، وسط سورية، لايزال العصيان مستمراً في سجن حماة المركزي، بعد تمكن السجناء، أول من أمس، من احتجاز مدير السجن وقائد شرطة حماة وتسعة عناصر آخرين، وفق المرصد.

وشهد يوم أمس استنفاراً أمنياً، إذ استخدمت قوات النظام الغاز المسيل للدموع وباءت محاولاتها لاقتحام السجن بالفشل.

ويطالب السجناء، وأغلبهم من المعتقلين السياسيين والإسلاميين خصوصاً، بالإفراج عنهم، بحسب اتفاق توصلوا إليه مع السلطات، بعد حركة تمرد قاموا بها بداية الشهر الجاري.

تويتر