المعارضة تحذّر من هجوم لقوات النظام على داريا.. و52 قتيلاً باشتباكات بين فصائل في الغوطة الشرقية

مجموعة دعم سورية تتعــــهد تعزيز الهدنة وإيصال المساعدات

صورة

تعهدت المجموعة الدولية لدعم سورية، في ختام اجتماعها، أمس، في فيينا، تعزيز وقف إطلاق النار الهشّ في سورية، ودعت إلى إلقاء مساعدات على البلدات السورية المحاصرة، من دون تحديد تاريخ لاستئناف محادثات السلام، في وقت أعربت المعارضة السورية عن خشيتها من هجوم لقوات النظام على مدينة داريا المحاصرة، التي يتضور سكانها جوعاً، بينما قتل 52 شخصاً في اشتباكات بين فصائل معارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، في إطار صراع على النفوذ.

وانتهت محادثات المجموعة الدولية لدعم سورية، أمس، في فيينا، من دون تحديد تاريخ لاستئناف محادثات السلام، إلا أن الأطراف المشاركة تعهدت تعزيز وقف إطلاق النار الهشّ.

وقالت المجموعة في بيان، إن أي طرف من أطراف الحرب الدائرة في سورية ينتهك مراراً اتفاق وقف إطلاق النار الهش، قد يستثنى من الحماية التي توفرها الهدنة.

وأضافت «عندما يجد قادة المجموعة أي طرف من أطراف وقف القتال يرتكب سلوكاً متكرراً من عدم الالتزام، فإن مجموعة العمل يمكن أن تحيل مثل هذا السلوك إلى وزراء المجموعة، أو إلى من يكلفهم الوزراء لتقرير ما يتعين اتخاذه من إجراء مناسب، بما في ذلك استثناء مثل هذه الأطراف من ترتيبات وقف (القتال) والحماية التي تكفلها».

كما دعت المجموعة، الأمم المتحدة، إلى تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات على المناطق المحاصرة في سورية، فيما يحاصر النظام مناطق تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، ويمنع دخول أي مساعدات غذائية أو طبية، في تحدٍّ لقرارات مجلس الأمن الدولي.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في ختام المحادثات: «اتفقنا على فرض عواقب على أي طرف يتصرف بشكل يدل على أن لديه أجندة غير محاولة التوصل إلى اتفاق ومحاولة التوصل إلى سلام».

وأكد أن موعد الأول من أغسطس، الذي تم تحديده للأطراف المتحاربة في سورية للاتفاق على إطار عمل حول عملية الانتقال السياسي هو «هدف»، وليس موعداً نهائياً لذلك.

وحدّدت خطة السلام التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي أغسطس، لكي يتفق نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة على خطوط عريضة لعملية سياسية، إلا انه في ختام اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سورية قال كيري ان «تاريخ أغسطس ليس تاريخاً حتمياً، ولكنه تاريخ مستهدف، وجميعنا ندرك انه إذا حقّقنا تقدماً كبيراً، وتحركنا، فإننا سنلتزم بهذه العملية».

وحول المساعدات أوضح كيري، أنه «ابتداء من الأول من يونيو المقبل، واذا تم منع الأمم المتحدة من توصيل المساعدات الإنسانية إلى أي من هذه المناطق المحددة، فإن المجموعة الدولية لدعم سورية تدعو برنامج الأغذية العالمي إلى تنفيذ برنامج لإقامة جسر جوي وإسقاط جوي (للمساعدات) فوراً إلى جميع هذه المناطق المحتاجة».

بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن موسكو لا تدعم بشار الأسد، بل تدعم الجيش السوري في مواجهة تنظيم «داعش».

وقال عقب اجتماع مجموعة الدعم الدولية «نحن لا ندعم الأسد، بل ندعم القتال ضد الإرهاب، وعلى الأرض لا نرى أي قوة حقيقية أكثر وأكثر فعالية من الجيش السوري، على الرغم من جميع نقاط ضعفه».

وأعلن أن روسيا والولايات المتحدة تعتبران التأثير في مجموعات المعارضة السورية لتحقيق التسوية في سورية، أمراً ضرورياً.

ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية عن لافروف قوله للصحافيين عقب محادثاته مع كيري في العاصمة النمساوية فيينا، «هناك فهم لما يجب عمله».

وأوضح أنه تم الاتفاق على ضرورة التأثير في جميع مجموعات المعارضة السورية، لكي تلتزم بما تنص عليه قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا تضع شروطاً مسبقة على محادثات السلام، مشيراً إلى «أننا ركزنا على ضرورة إرسال إشارة قوية إلى قسم من المعارضة يحاول وضع شروط مسبقة».

بدوره، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، إن القوى الكبرى فشلت في الاتفاق على موعد جديد لمحادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في سورية.

وقال للصحافيين وهو يقف إلى جانب كيري ولافروف، «القضية لاتزال بانتظار نتيجة ملموسة ما من هذا الاجتماع، لكن لا يمكننا الانتظار طويلاً، نريد أن نحافظ على الزخم».

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عقب الاجتماع، إنه «إذا لم يستجب الأسد لمطالب بشأن الهدنة يتعين التفكير في بدائل».

من ناحية أخرى، حذر مقاتلو ومسؤولو المعارضة السورية في مدينة داريا المحاصرة على مشارف دمشق، من أن القوات النظامية تستعد لشن هجوم عليها، بعد أن رفضت دخول قافلة مساعدات إلى المدينة الأسبوع الماضي.

وقال المتحدث باسم «لواء شهداء الإسلام» (أبوسامر)، إن أعداداً كبيرة من القوات الحكومية تتحرك من المطار ومن بلدة أشرفية صحنايا إلى الجنوب.وأضاف أنهم يستعدون لصد الهجوم، لكن أكثر ما يخشونه هو مصير المدنيين المحاصرين في داريا، الذين يعانون نقصاً حاداً في الغذاء.وعلى الرغم من أنه لم يبق من سكان المدينة سوى نحو 8000 نسمة يعيشون إلى جانب 1000 مقاتل تقريباً، لم تتمكن قوات النظام السوري من فرض سيطرتها على المنطقة.وقال قائد «لواء شهداء الإسلام»، النقيب سعيد نقرش، إن النظام يواصل إدخال المزيد من المعدات والمقاتلين، مضيفاً أن كل هذه التحركات تشير إلى أن النظام «يخطط لشيء ما».وقال فادي ديراني، الناشط من داريا «الجيش السوري الحر ملتزم بوقف إطلاق النار، يصد الهجمات فقط». وقال عضو المجلس المحلي لداريا، (أبويامن)، إن مثل هذه الحشد من القوات لم يحدث منذ سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية. إلى ذلك، قتل 50 مسلحاً معارضاً ومدنيان خلال اشتباكات عنيفة بين فصائل مقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في إطار صراع على النفوذ مستمر منذ نهاية الشهر الماضي.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، إن الاشتباكات المستمرة في الغوطة الشرقية بين «جيش الإسلام» من جهة، وتحالف «فيلق الرحمن» و«جيش الفسطاط» من جهة ثانية، أوقعت أمس، 50 قتيلاً من الطرفين، بالإضافة إلى مدنيين اثنين، مؤكداً استمرار «معارك النفوذ» بين الجانبين منذ 28 أبريل.

تويتر