تراجع حدة القصف في حلب.. والنظام يمدد الهدنة حول دمشق 48 ساعة

كيري يحذِّر من أن النزاع في سورية بات «خارجاً عن السيطرة»

صورة

حذّر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، بعد محادثات أجراها في جنيف لإعادة لإحياء الهدنة في البلاد، خصوصاً في مدينة حلب، من أن النزاع في سورية بات «خارجاً عن السيطرة»، في وقت تراجعت فيه حدة القصف في مدينة حلب، بينما مددت قوات النظام «نظام التهدئة» حول دمشق 48 ساعة أخرى.

وقال كيري بعد لقائه مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، إن النزاع في سورية «أصبح في نواح عدة خارج نطاق السيطرة، ويقلق الجميع في العالم».

وعلى الرغم من تأكيده أن اتفاق وقف الأعمال القتالية الساري في سورية منذ 27 فبراير بموجب قرار روسي أميركي، لايزال متماسكاً في أجزاء من البلاد، أشار كيري إلى الوضع في حلب في شمال البلاد، التي تشهد منذ أكثر من 10 أيام تصعيداً عسكرياً بين قوات النظام والفصائل المقاتلة التي تتقاسم السيطرة على المدينة.

وأكد كيري أن النظام السوري قصف عمداً ثلاث عيادات ومستشفى. وأضاف أن «الهجوم على هذا المستشفى يفوق حدود المعقول، ويجب أن يتوقف».

واستهدفت يوم الأربعاء الماضي غارة جوية مستشفى القدس المدعوم من قبل منظمة «أطباء بلا حدود» في الأحياء الشرقية لحلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما أسفر عن مقتل نحو 30 مدنياً.

وأشار كيري إلى أنه سيعمل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على إعادة الالتزام بوقف الأعمال القتالية.

من جهته، قال دي ميستورا من دون تفاصيل «نحن بصدد إعداد آلية أفضل، لكننا بحاجة للإرادة السياسية».

وأضاف أن «معجزة» الهدنة «أصبحت هشة للغاية»، داعياً إلى الحد من العنف للسماح بجولة جديدة من المحادثات في جنيف.

وانسحب الممثلون الرئيسون للمعارضة من الجولة الثالثة من المفاوضات التي بدأت في 13 أبريل وانتهت في 27 منه في جنيف، احتجاجاً على تدهور الوضع الإنساني وانتهاكات للهدنة.

ويتوجه دي ميستورا بدوره، اليوم، إلى موسكو للقاء لافروف، بحسب ما أعلنت متحدثة باسم الخارجية الروسية.

وأعادت روسيا، حليفة دمشق، أمس، التأكيد على لسان رئيس المركز الروسي لمراقبة الهدنة، الجنرال سيرغي كورالنكو، أن المحادثات لوقف القتال في حلب وفرض «نظام تهدئة» لاتزال جارية.

وكان كيري التقى، صباح أمس، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي وصف ما يحصل في حلب بأنه «جريمة». وندد الجبير بالتصعيد في القتال بوصفه انتهاكاً لكل القوانين الإنسانية، وألقى باللوم في الضربات الجوية في حلب على القوات الحكومية، ودعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي. وقال الجبير إن بوسع الأسد الرحيل من خلال عملية سياسية، وعبّر عن أمله في أن يفعل ذلك، وإلا فستتم الإطاحة به بالقوة. وأضاف أن العالم لن يدع الأسد يفلت بعد ما حدث، في إشارة إلى غارات جوية أصابت مستشفى في حلب الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل أطفال وأطباء.

أما كيري فأوضح أن واشنطن ستمارس ضغوطاً على الفصائل «المعتدلة» لتفصل نفسها عن «جبهة النصرة» في حلب.

وتراجعت حدة القصف صباح أمس، في مدينة حلب، بعد ليل طويل من الغارات الجوية المكثفة التي استهدفت الأحياء الشرقية، والقذائف التي سقطت على الأحياء الغربية.

وقال مراسل «فرانس برس»: «تجرأ البعض على فتح متاجرهم والعودة إلى عملهم، وهناك حركة بسيطة في الشوارع».

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، تراجع حدة القصف المتبادل صباح أمس، على الرغم من عدد محدود من الغارات الجوية التي استهدفت الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة. وجددت الفصائل المقاتلة قصفها للاحياء الغربية بالقذائف، ومن بينها العزيزية والشيخ طه وجمعية الزهراء ومحيط مستشفى الجامعة.

وبعيداً عن حلب، تسري في الغوطة الشرقية لدمشق وريف اللاذقية (غرب) الشمالي تهدئة منذ الجمعة، بموجب قرار روسي ــ أميركي.

وبدأ العمل بـ«نظام التهدئة» السبت، على أن يستمر 24 ساعة في الغوطة الشرقية، و72 ساعة في ريف اللاذقية. لكن تم تمديده مرتين في الغوطة الشرقية، الأولى لمدة 24 ساعة، والثانية تم الإعلان عنها، أمس، لـ48 ساعة.

وقال التلفزيون الرسمي إن الجيش السوري أعلن، أمس، في بيان تمديد سريان «نظام التهدئة» حول العاصمة دمشق لمدة 48 ساعة أخرى، ليؤكد بذلك إعلاناً روسياً سابقاً في هذا الشأن.

ولم يتطرق البيان إلى وقف للقتال مدته 72 ساعة في شمال محافظة اللاذقية الساحلية.

بدورها، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن الجنرال سيرغي كورالنكو قوله أيضاً إن روسيا والولايات المتحدة والقيادة السورية والمعارضة «المعتدلة» اتفقوا على تمديد «نظام التهدئة» في الغوطة الشرقية يومين آخرين حتى نهاية الثالث من مايو.

وأوضح أن قافلة مساعدات من 16 شاحنة دخلت، أمس، مدينة تلبيسة، وتتضمن مواد غذائية وصحية لـ12 ألف عائلة، فضلاً عن كتب مدرسية.

تويتر