الإمارات تُعرب عن قلقها البالغ من تصاعد وتيرة استهداف المدنيين في سورية

روسيا ترفض الضغط على دمشق لوقف غــــاراتها على حلب

صورة

أكدت روسيا، أمس، أنها لن تطلب من دمشق وقف غاراتها الجوية على مدينة حلب، فيما فرّ عشرات السكان من الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في المدينة، نحو مناطق أكثر أماناً، خشية من الغارات الجوية المتواصلة لليوم التاسع على التوالي، بينما أعربت دولة الإمارات عن بالغ قلقها من تصاعد وتيرة استهداف المدنيين في سورية، خصوصاً في مدينة حلب. في وقت تسري تهدئة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في ريف دمشق وريف اللاذقية (غرب) بموجب اتفاق أميركي روسي.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أمس، أن موسكو لن تطلب من دمشق وقف غاراتها الجوية على حلب التي تشهد مواجهات عنيفة منذ 22 أبريل الماضي.

وقال في مقابلة مع وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، «كلا، لن نمارس ضغوطاً (على النظام السوري ليوقف ضرباته)، لأنه ينبغي الفهم أن ما يحصل هنا هو مكافحة للتهديد الإرهابي».

وأضاف أن «الوضع في حلب يندرج في إطار هذه المكافحة للتهديد الإرهابي».

واتهم مسؤولون أميركيون موسكو بدعم ضربات النظام الذي يبدو انه يستعد لهجوم على حلب. والخميس الماضي، حضت واشنطن روسيا على الضغط على حليفها الرئيس بشار الأسد.

لكن الجيش الروسي نفى دعم ضربات قوات النظام، مؤكداً أن أياً من مقاتلاته لم يقم بطلعات فوق حلب في الأيام الأخيرة.

وأوضح غاتيلوف أن «جيشنا والجيش الأميركي يناقشان في شكل يومي الوضع في حلب»، بعدما دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، موسكو وواشنطن إلى «إعادة إحياء» وقف إطلاق النار في سورية.

وفرّ عشرات من سكان الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب، أمس، من منازلهم نحو مناطق أكثر أماناً، خشية الغارات الجوية المتواصلة على المدينة لليوم التاسع على التوالي.

وتشهد مدينة حلب منذ 22 أبريل تصعيداً عسكرياً بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، أوقع 246 قتيلاً من المدنيين، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، شاهد مراسل «فرانس برس» عشرات العائلات تغادر منازلها في حي بستان القصر، الذي تعرّض لقصف جوي عنيف خلال الأيام الماضية.

وأكد سكان انهم ينزحون إلى أماكن أخرى اكثر أماناً في المدينة، فيما فضل آخرون مغادرتها بالكامل عبر طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد لسكان الأحياء الشرقية، المؤدي إلى غرب البلاد.

ومدينة حلب مقسّمة منذ العام 2012 بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وأخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام.

وقتل، أمس، جراء الغارات الجوية «ستة مدنيين على الأقل، بينهم أربعة في باب النيرب، واثنان في بستان القصر»، وفق ما أفاد الدفاع المدني في الأحياء الشرقية.

وبحسب المرصد، فقد استهدفت 28 غارة على الأقل الأحياء الشرقية وبينها الكلاسة والهلك وطريق الباب من الصباح حتى ظهر أمس.

وبدّت الأحياء الشرقية من المدينة، أمس، فارغة تماماً من السكان فأغلقت المحال وفضل المواطنون البقاء في منازلهم. واختار البعض النزول إلى أقبية المنازل علها تكون اكثر أماناً.

وتشهد الأحياء الغربية بدورها، بحسب المرصد السوري، هدوءاً منذ فجر أمس، تخلله سقوط قذائف أطلقتها فصائل مقاتلة على الخالدية وشارع النيل.

وبعيداً عن حلب، توقف القتال عند الساعة الواحدة صباح أمس، على جبهتي الغوطة الشرقية لدمشق وريف اللاذقية الشمالي، بعد دخول اتفاق أميركي روسي حيز التنفيذ، في إطار تهدئة لا تشمل حلب.

وسادت حالة من الهدوء، وفق المرصد، في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي، بعد أيام من المعارك العنيفة، كما في الغوطة الشرقية لدمشق. وقالت القوات السورية إن «نظام وقف العمليات» يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة.

من ناحية أخرى، قتل خمسة عناصر من القوات الأمنية الكردية، أمس، في تفجير انتحاري استهدف حاجزاً لهم في مدينة القامشلي في شمال شرق سورية.

وقال القائد العام لقوات الأمن الداخلي الكردية (الأساييش) جوان ابراهيم لـ«فراس برس»، إن «انتحارياً فجّر حزامه الناسف في حاجز لقوات الأساييش» عند مفترق شارع الوحدة، القريب من مقار قوات النظام السوري وقوات الدفاع الوطني الموالية لها في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة.

وأضاف أن التفجير أسفر عن مقتل خمسة وجرح أربعة من قوات الأساييش. وأوضح إبراهيم ان الحاجز الذي تم استهدافه «يعد نقطة تماس بيننا (الأساييش) وقوات الدفاع الوطني»، مشيراً إلى ان قوات النظام حاولت مراراً السيطرة عليه.

إلى ذلك، أعربت دولة الإمارات عن بالغ قلقها من تصاعد وتيرة استهداف المدنيين في سورية، خصوصاً في مدينة حلب، بما في ذلك استهداف القوات الحكومية اللا أخلاقي للمشافي والخدمات الطبية الضرورية لسكان يرزحون تحت حصار وظروف غير إنسانية بالغة الصعوبة. وعبّرت وزارة الخارجية في بيان، عن تخوفها من تقويض المسار السياسي، جراء هذا التصعيد غير المبرر ضد السكان المدنيين، ومن ضمن ذلك الاتفاق على وقف إطلاق النار، الذي ساهم إيجابياً في تخفيض وتيرة العنف التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق.

وطالبت الإمارات جميع الأطراف المتحاربة، وعلى رأسها الحكومة السورية، بالسعي المخلص والصادق لإنجاح العملية السياسية، ووقف العنف الموجه ضد المدنيين، وتسهيل إيصال المساعدات الإغاثية العاجلة للمناطق المحاصرة. وأكدت دولة الإمارات ضرورة تحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولياته خصوصاً في تنفيذ القرار 2254، وضرورة حقن دماء المدنيين السوريين الذين يتعرضون لهجمات شرسة ولا إنسانية، نتيجة استمرار القتال، والإصرار على حسم الأمور عسكرياً، ومطالبة الحكومة السورية بالالتزام بتطبيق وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإسانية إلى المناطق المحاصرة. كما دانت السعودية بشدة «الغارات التي تشنها قوات بشار الأسد على مدينة حلب، والتي أدت إلى تدمير مستشفى يدار من قبل منظمة دولية، وأودت بحياة العشرات بينهم أطفال وأطباء».

تويتر