القوات السورية تخطّط لهجمات على دير الزور والرقة بدعم روسي

النظام يبدأ هـــدنة جزئية فــي دمشـــق واللاذقية ويصعّد في حلب

صورة

أعلنت القوات النظامية السوري، البدء في تطبيق هدنة جزئية في دمشق لمدة 24 ساعة، واللاذقية لمدة 72 ساعة، بينما كشفت موسكو أن القوات السورية تعد لهجوم على الرقة ودير الزور بدعم جوي روسي، في حين شنّت طائرات النظام، أمس، غارات استهدفت إحداها مستوصفاً في حي المرجة، الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة في حلب، غداة مقتل 30 شخصاً في غارة استهدفت مستشفى القدس في المدينة، في تصعيد جديد للأعمال القتالية.

وأعلنت القوات السورية البدء في تطبيق هدنة جزئية تدخل حيز التنفيذ بدءاً من الساعة الواحدة صباح اليوم، في بعض المناطق من دمشق، ومحافظة اللاذقية (غرب).

وقالت «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة»، في بيان، إن «نظام التهدئة يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة».

وأضافت أن «نظام التهدئة يهدف إلى قطع الطريق على بعض المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها، والتي تسعى لاستمرار التوتر وإيجاد ذرائع لاستهداف المدنيين». ولم يذكر البيان مدينة حلب، ولم يوضح الأنشطة العسكرية وغير العسكرية التي سيشملها «نظام التهدئة».

من جهتها، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، عن المسؤول عن المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية، الجنرال سيرجي كورالينكو، قوله، أمس، إن «نظام التهدئة» الذي اتفقت روسيا والولايات المتحدة على تنفيذه في أجزاء من سورية، يحظر الأنشطة العسكرية واستخدام أي نوع من الأسلحة.

وأضاف أنه لا يرى احتمالاً لانزلاق الوضع مرة أخرى إلى صراع عسكري شامل.

في السياق، كشف مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة بجنيف ألكسي بورودافكين، أن القوات السورية بدعم من سلاح الجو الروسي تخطط للهجوم باتجاه دير الزور والرقة. وأكد أن الهدنة لا تشمل تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، وغيرهما من المجموعات الإرهابية، مشيراً إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي ينص على ضرورة محاربة المتطرفين.

ونقلت شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية الروسية عن المندوب الروسي قوله «هكذا تعمل القوات المسلحة السورية بدعم من القوات الجوية الروسية، ونتيجة هذا العمل تم تحرير تدمر، والآن يجري الإعداد لعمليات هجومية لاحقة باتجاه دير الزور والرقة، ضد هذه المجموعات بالذات».

وفي حلب، قتلت امرأة وطفل في غارات شنتها قوات النظام على أحياء المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين تحدث التلفزيون السوري عن مقتل ثلاثة أشخاص بقذائف صاروخية أطلقتها فصائل المعارضة على أحياء يسيطر عليها النظام.

وقال مراسل لـ«فرانس برس» في مناطق سيطرة المعارضة، إن هذه الأحياء تعرّضت لـ10غارات على الأقل، وان المسعفين يعملون بلا توقف منتقلين من حي إلى آخر.

وقال الدفاع المدني إن أشخاصاً عدة بينهم ممرض واحد على الأقل أصيبوا في غارة على مستوصف في حي المرجة شرق المدينة، وخلّفت الغارة أضراراً جسيمة في المستوصف الذي يضم عيادة للأسنان وأخرى للأمراض المزمنة، ويقدم خدمات لسكان الحي منذ خمس سنوات.

وقال أحد سكان حي بستان القصر، إن «الأرض تهتز تحت أقدامنا» بعد غارات جديدة شنتها طائرات النظام أمس. وأضاف أن «الغارات لم تتوقف طوال الليل، لم ننم ولو دقيقة واحدة».

وتشهد حلب معارك عنيفة تهدد بإسقاط الهدنة التي بدأ سريانها في 27 فبراير الماضي، وأبرمت برعاية موسكو وواشنطن.

وقتل أكثر من 200 مدني في حلب مع تجدد المعارك منذ أكثر من أسبوع.

وأكد المجلس الشرعي في محافظة حلب تعليق صلاة الجمعة لأول مرة في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، بسبب القصف العنيف.

وأعلن المجلس الشرعي، وهو هيئة تشكلت في محافظة حلب، تؤكد أنها «مستقلة»، في بيان، انه «نظراً للحملة الدموية الأفظع التي يشنها أعداء الإنسانية والدين على محافظة حلب، ونظراً لخطر ذلك على المصلين المجتمعين في مكان وزمان واحد، فإن المجلس الشرعي يوصي ــ لأول مرة ــ القائمين على المساجد بتعليق فريضة صلاة الجمعة وإقامة صلاة الظهر عوضاً عنها».

واتخذ القرار غداة يوم دامٍ شهد سقوط العدد الأكبر من الضحايا منذ تجدد المعارك في حلب، اذ أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 54 مدنياً، وفق حصيلة جديدة.

وقتل 30 مدنياً بينهم طبيبان، عندما أصابت غارة جوية «مستشفى القدس» الميداني، الذي تشرف عليه منظمة «أطباء بلا حدود»، ومبنى سكنياً مجاوراً في حي السكري الذي تسيطر عليه المعارضة. ودان المجتمع الدولي الغارة على مستشفى القدس. ودانت منظمة «أطباء بلا حدود» في بيان، تدمير مستشفى القدس الذي قتل فيه آخر طبيب أطفال في المنطقة، ويعد المستشفى «مركز الإحالة الرئيس لطب الأطفال في حلب»، وتدعمه المنظمة منذ العام 2012.

تويتر