روسيا قلقة بشدة إزاء تهاوي محادثات جنيف

أوباما يعتزم إرسال 250 جندياً إلى سورية ويطالب بإحياء الهدنة

صورة

أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس، عزمه إرسال قوات أميركية إضافية إلى سورية دعماً للفصائل المقاتلة، مطالباً في الوقت نفسه بإعادة إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية، الذي يتعرض لانتهاكات متكررة. في حين أعربت روسيا عن قلقها الشديد من تدهور الوضع في محادثات جنيف. في وقت قتل ثمانية أشخاص جراء تفجير سيارة مفخخة في محيط منطقة السيدة زينب جنوب دمشق.

وفي التفاصيل، قال أوباما في خطاب ألقاه في هانوفر، خلال قمة مصغرة جمعته مع كبار القادة الأوروبيين «في الوقت الراهن، تنظيم داعش هو التهديد الأكثر خطورة لدولنا، ولهذا السبب نحن متحدون في عزمنا على القضاء عليه».

وأضاف «وافقت على نشر ما يصل إلى 250 عسكرياً أميركياً إضافياً، بينهم قوات خاصة، في سورية»، مؤكداً أن هؤلاء سيشاركون في «تدريب ومساعدة القوات المحلية» التي تقاتل المتطرفين. وأوضح أن «عدداً محدوداً من عناصر العمليات الأميركية البرية الخاصة موجود في سورية، وكانت خبرتهم أساسية للسماح للقوات المحلية بطرد داعش من بعض المناطق الرئيسة». ودعا أوباما إلى إعادة إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي كانت واشنطن توصلت إليه مع موسكو برعاية الأمم المتحدة، وبدأ تطبيقه في 27 فبراير الماضي في مناطق عدة، مستثنياً تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة».

وفي موسكو، عبر المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أمس، في مؤتمره الصحافي اليومي عن «القلق الكبير» الذي تشعر به بلاده إزاء «تدهور الوضع على الأرض وتأثير ذلك في المفاوضات» الجارية في جنيف.

وشدد على أن روسيا «تبذل كل ما في وسعها من أجل المساهمة في دعم عملية التفاوض ودفعها إلى الأمام».

وحض متحدث باسم الاتحاد الأوروبي كلاً من الولايات المتحدة وروسيا على «ممارسة نفوذهما الكامل لوقف الانتهاكات» التي تتعرض لها الهدنة.

وفي باريس، نددت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، بالهجمات التي يشنها النظام السوري على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة «ما أوقع عشرات الضحايا، خصوصاً في حلب».

وفي جنيف، التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، وفد النظام السوري برئاسة مندوب سورية لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الذي لم يصرح بعد الاجتماع، لكنه كان أشار قبل الاجتماع إلى انه سيبحث مع دي ميستورا «التفجير الذي قام به الإرهابيون قرب منطقة السيدة زينب»، في إشارة إلى تفجير سيارة مفخخة جنوب دمشق، صباح أمس، تسبب في مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ووقع التفجير على نقطة تفتيش أمنية عند مدخل بلدة الذيابية، بالقرب من مبنى سكني قيد الإنشاء، وأحدث حفرة في الرصيف المتصدع. وقال عنصر أمن، كان موجوداً على الحاجز، إن جهازاً لكشف المتفجرات كان بحوزة عناصر الحاجز أرسل إشارات عن وجود مواد متفجرة في السيارة قبل انفجارها.

وتضم بلدة الذيابية مقام السيدة زينب الذي يحاط المقام بإجراءات أمنية مشددة تمنع دخول السيارات إليه.

من جهته، انتقد كبير المفاوضين بوفد المعارضة السورية لمفاوضات جنيف، محمد علوش، تحميل فصائل المعارضة المسلحة المسؤولية عن انهيار الهدنة، واتهم النظام السوري بأنه هو من سعى لتدمير الهدنة بتعمده تكرار الخروقات. وقال «لا يمكن أن تطالب المعارضة فقط بالالتزام بالهدنة فيما الطرف الآخر يخترقها يومياً ويشن هجمات بالصواريخ والطائرات والدبابات ويرسل الحشود ويستقدم المقاتلين المرتزقة ولا يلتزم برفع الحصار ويسرق المساعدات، وعندما تدافع المعارضة عن نفسها مقابل كل هذا الهجوم يتم وصمها بتفجير الهدنة وتقويضها وتحميلها مسؤولية انهيارها».

وأضاف: «فلتذهب الهدنة للجحيم إذا كانت غطاء لقصف أهلنا بسورية يومياً بالصواريخ والبراميل المتفجرة».

إلى ذلك، استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، أمس، وزيراً جزائرياً، في زيارة نادرة لمسؤول عربي لدمشق منذ اندلاع النزاع الدامي، الذي تشهده البلاد منذ اكثر من خمس سنوات.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن الأسد استقبل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري، عبدالقادر مساهل، وعبر «عن تقديره للموقف المبدئي الذي تقفه الجزائر مع سورية».

تويتر