النظام يؤكد أن حكومته المقترحة ستضم ممثلين عن «المعارضة الوطنية»

«داعش» يتقدم في دير الزور.. وبدء إجلاء 500 مصاب من 4 مدن محاصرة

مسلحون وأعضاء من «الهلال الأحمر» قرب حافلة تستعد لإجلاء مدنيين من مدينتي الفوعة وكفريا. رويترز

سيطر تنظيم «داعش» على حي الصناعة، في مدينة دير الزور، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وأصبح على مقربة من مطار المدينة العسكري، الذي تسيطر عليه قوات النظام، بينما بدأت الأمم المتحدة، أمس، إجلاء 500 شخص، معظمهم مصابون، من أربع مدن سورية محاصرة. في حين أعلن وفد النظام إلى مفاوضات جنيف أن حكومة الوحدة الموسعة، التي تطالب دمشق بتشكيلها في المرحلة الانتقالية، ستضم ممثلين عن المعارضة «الوطنية النابذة للإرهاب»، وممثلين عن الحكومة الحالية ومستقلين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم «داعش» المتطرف، تمكن من السيطرة على كامل حي الصناعة في مدينة دير الزور، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مشيراً إلى اندلاع اشتباكات يرافقها قصف من طائرات حربية، عند أطراف حي الطحطوح الذي يفصل بين حيي الصناعة وهرابش القريب من مطار دير الزور العسكري.

ويسيطر التنظيم، منذ عام 2013، على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور، وحقول النفط الرئيسة فيها، والتي تعد الأكثر إنتاجاً في سورية، ويسعى منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل المحافظة، حيث لايزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور، تحت سيطرة قوات النظام.

وإثر تقدم حققه في يناير الماضي، بات التنظيم المتطرف يسيطر على 60% من مدينة دير الزور، وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات متقطعة مع قوات النظام السوري.

ويشدد التنظيم، منذ مطلع عام 2015، حصاره على الأحياء التي لاتزال بأيدي قوات النظام وسط وغرب وجنوب غرب المدينة، حيث يعيش نحو 200 ألف شخص في ظروف إنسانية صعبة، ويتم إدخال مساعدات ومواد غذائية إليهم عن طريق المهربين، أو جواً بواسطة المروحيات التابعة لقوات النظام أو لروسيا.

وفي مدينة حلب شمال سورية، قتل سبعة مدنيين، وفق المرصد، مساء أول من أمس، في قصف لطائرات حربية، استهدف حي صلاح الدين، الذي يربط الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، بالأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام.

إلى ذلك، باشرت الأمم المتحدة، أمس، تنفيذ خطة لإجلاء 500 شخص، معظمهم مصابون، من أربع مدن تحاصرها قوات النظام السوري، أو مقاتلو المعارضة، وفق ما أفاد مراسل لـ«فرانس برس».

وغادرت حافلة أولى تقل 15 من مقاتلي المعارضة، أحدهم مصاب و10 مسنين، عصر أمس، مدينة الزبداني، التي يسيطر عليها المعارضون في غرب دمشق، بحسب المراسل.

وقال شاهد، لـ«رويترز»، إن إجلاء 250 شخصاً من بلدتي الزبداني ومضايا الخاضعتين لحصار قوات موالية للحكومة السورية قرب الحدود اللبنانية بدأ أمس، بعد اتفاق يسمح كذلك بإجلاء 250 شخصاً من بلدتي الفوعة وكفريا التي تحاصرهما المعارضة السورية شمال غرب البلاد.

وأضاف أن سكان مضايا والزبداني سينقلون إلى إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة، وليس إلى لبنان.

وفي جنيف، أعلن رئيس الوفد الحكومي السوري إلى مفاوضات جنيف، بشار الجعفري، أمس، أن حكومة الوحدة الموسعة، التي تطالب دمشق بتشكيلها في المرحلة الانتقالية، ستضم ممثلين عن المعارضة «الوطنية النابذة للإرهاب»، وممثلين عن الحكومة الحالية، ومستقلين.

وقال في مؤتمر صحافي، عقده بعد اجتماع مع نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، رمزي عزالدين رمزي، إن «حكومة الوحدة الوطنية تدل من اسمها على أن من يُفترض به أن يشارك فيها يجب أن يكون نابذاً للإرهاب ومعارضاً وطنياً، ولا يعمل لمصلحة أجندة خارجية، ولا يقبل أن يُستخدم من قبل سلطة أجنبية».

وأضاف أن «الحكومة التي نحن بصدد الحديث عنها، ستضم ممثلين عن الحكومة الحالية، وممثلين عن المعارضة التي تنطبق عليها هذه الشروط كما ذكرت، وفئة المستقلين وغيرهم كالتكنوقراط».

واعتبر أن «الحل السياسي هو حكومة وطنية موسعة، ودستور وانتخابات برلمانية»، مؤكداً أن «أي مجموعة تفكر في غير ذلك، هي واهمة». واستأنفت الأمم المتحدة، قبل أسبوع، جولة صعبة من المحادثات غير المباشرة، بين ممثلين للحكومة والمعارضة، تصطدم بتمسك الطرفين بمواقفهما، حيال مستقبل الرئيس بشار الأسد.

وتطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الأسد، في حين ترى الحكومة السورية أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش، وتقرره صناديق الاقتراع فقط.

وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، الإثنين الماضي، تعليق مشاركتها في الجولة الراهنة، احتجاجاً على تدهور الوضع الميداني والإنساني في سورية، وتكرار خرق وقف الأعمال القتالية، الساري منذ 27 فبراير الماضي، الذي تتهم به النظام.

وأعلن المنسق العام للهيئة، رياض حجاب، الثلاثاء، بدء مغادرة أعضاء الوفد جنيف تدريجياً.

وقال الجعفري، أمس: «إذا غادروا المحادثات، فإن المحادثات لن تخسر شيئاً، لأنهم أصلاً لا يمثلون الشعب السوري بل على العكس تماماً، ربما بذهابهم تُزال عقبة كبيرة ونصل إلى حل». ونقل الجعفري عن نائب دي ميستورا تأكيده أن الأمم المتحدة تعتبر أن المحادثات مستمرة، على الرغم من انسحاب وفد المعارضة.

تويتر