وفد المعارضة يغادر جنيف.. وحجاب يدعو القوى الكبرى لمناقشة هدنة «انتهت»

عشرات القتلى بغارات للنظام علـــــى سوقين في معرة النعمان وكفرنبل

صورة

قتل 44 شخصاً على الأقل في مجزرتين نفذتهما الطائرات الحربية في معرة النعمان وكفرنبل بريف إدلب، فيما شنت القوات النظامية هجوماً مضاداً على مقاتلي المعارضة في محافظة اللاذقية بدعم جوي روسي. فيما طالب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، القوى الكبرى بالاجتماع سريعاً لإعادة تقييم هدنة قال إنها لم تعد قائمة، معلناً في الوقت نفسه مغادرة أعضاء من وفد المعارضة جنيف، غداة تعليق مشاركتهم في جولة المفاوضات الراهنة، على أن يبقى قانونيون لمناقشة مسائل «تقنية».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 44 شخصاً، بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال على الأقل، قتلوا في مجزرتين نفذتهما الطائرات الحربية باستهدافها لمدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل الواقعة بريفها.

وأوضح أن «37 مواطناً، من ضمنهم طفلان اثنان وأربعة مواطنات، استشهدوا جراء غارات استهدفت سوقاً للخضراوات في مدينة معرة النعمان، فيما استشهد سبعة بينهم طفل في غارات نفذتها الطائرات الحربية على سوق للسمك في بلدة كفرنبل»، مشيراً إلى أن عدد الشهداء لايزال مرشحاً لارتفاع «لوجود جرحى في حالات خطرة ووجود أشلاء ومعلومات عن شهداء آخرين».

إلى ذلك، أكد المرصد وجماعة معارضة، أن القوات الحكومية شنت هجوماً مضاداً على مقاتلي المعارضة في محافظة اللاذقية بدعم جوي روسي.

وتركز القتال في اللاذقية على مناطق شنت منها جماعات معارضة هجوماً على القوات الحكومية أول من أمس.

وقال المتحدث باسم «الفرقة الأولى الساحلية» في المنطقة، فادي أحمد، إن «النظام يحاول أن يقتحم المنطقة وتشاركه المروحيات الروسية والسوخوي الحربية».

وأشار المرصد إلى أن القتال يحتدم منذ صباح أمس.

وأفادت أنباء بشن ضربات جوية حكومية وإلقاء براميل متفجرة في مناطق شمالية بمحافظة حمص، التي تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.

سياسياً، بدأ أعضاء من وفد المعارضة السورية مغادرة جنيف، أمس، غداة إبلاغهم الأمم المتحدة تعليق مشاركتهم في جولة المفاوضات الراهنة.

وقال رياض حجاب، في مؤتمر صحافي بجنيف، أمس: «سأسافر اليوم، قسم من الإخوة سافر أمس، وقسم آخر سيسافر اليوم وتباعاً حتى بعد غد»، موضحاً أن بعض أعضاء الهيئة والوفد سيبقون في جنيف للمشاركة في نشاطات «مبرمجة» مسبقاً.

وبين هذه النشاطات «لقاءات مع الجهة المعنية بالقضايا الإنسانية، وندوات ستعقد حول المعتقلات والقضايا الإنسانية وجرائم الحرب التي حصلت في سورية».

وأضاف أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا «عرض أن يأتي خبير شارك في (صياغة) تشكيل هيئة الحكم الانتقالي في بيان جنيف 1، إلى الفندق وقلنا له أهلاً وسهلاً، وهو سيقابل، كفنيّ، زملاءنا القانونيين في الوفد».

دي ميستورا، أول من أمس، تم إبلاغه من وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة «تعليق مشاركتهم الرسمية» في المفاوضات الصعبة الجارية في مقر الأمم المتحدة «تعبيراً عن استيائهم وقلقهم من تدهور الأوضاع الإنسانية وما آل إليه وقف الأعمال القتالية».

وذكر دي ميستورا، الذي يتابع اجتماعاته حتى بعد غد، إنه اقترح على وفد المعارضة عقد «نقاشات تقنية» في مقر إقامتهم في جنيف حول «المسائل المرتبطة بالقرار 2254 والانتقال السياسي».

وانتقد حجاب، أمس، أداء المجتمع الدولي والدول الراعية للعملية السياسية، متسائلاً «من ليس قادراً على إدخال علبة حليب (إلى المناطق المحاصرة) هل يمكن أن يكون قادراً على أن يسيّر عملية سياسية وانتقال سياسي في سورية؟».

وأضاف «لن نكون في هذه العملية طالما لم تتخذ إجراءات لفك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية ووقف القصف على المدنيين».

وجدد الإشارة إلى أن الوفد جاء إلى جنيف «من أجل انتقال سياسي مبني على القرارات الدولية، التي تقول جميعها بإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا مكان فيها للمجرمين، وعلى رأسهم (الرئيس السوري) بشار الأسد». وشدد حجاب على «إننا لم نأتِ إلى جنيف لننتج نظام بشار الأسد بل جئنا لننهي هذا النظام».

وأضاف «أطالب باجتماع لمجموعة وزراء خارجية المجموعة الدولية لدعم سورية من أجل النظر وإعادة تقييم الإجراءات الإنسانية، وأيضاً لتقييم عملية الهدنة التي انتهت».

واتهم روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري، بالعمل «على إعادة إنتاج هذا النظام» بدل القيام «بدور حيادي وراعٍ للعملية السياسية، وتثبيت وقف إطلاق النار الذي تسهم في خرقه عبر إمداد النظام بالسلاح، والإسهام بشكل مباشر في عمليات القصف والقتل».

وسجل حجاب «عتباً كبيراً على الأصدقاء الأميركيين»، معتبراً أن «الحفاظ على الهدنة لا يكون من خلال منع السلاح عن الثوار ومنعهم من الدفاع عن أنفسهم».

من جهته، أعلن رئيس وفد الحكومة السورية إلى المفاوضات مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أمس، أن وفده مخول بحث تشكيل حكومة موسعة وليس مستقبل الأسد، متهماً وفد الهيئة العليا للمفاوضات المعارض بـ«المراهقة» في العمل السياسي.

وقال في مقابلة مع «فرانس برس»، إن الاقتراح حول إبقاء الأسد رئيساً بصلاحيات محدودة مع تعيين ثلاثة نواب له من المعارضة، «لم يناقش» مع دي ميستورا، و«لن يناقش في أي جلسة مقبلة، لأنه ليس من ولاية المحاورين في جنيف».

وأكد الجعفري أن «المبعوث الخاص لم يقترح علينا مثل هكذا اقتراح، وأنا أنفي نفياً قاطعاً أننا تحدثنا عن هذا الأمر بأي شكل من الأشكال أو تجاوبنا مع ما طرحه»، مضيفاً «حقيقة الأمر أنه تطرق إلى هذه المسألة بشكل سريع وسطحي». وقال إن «مستقبل الرئيس السوري ليس من ولايتنا ولا اختصاصنا». وأكد أن «هذا الموضوع يقرره الشعب السوري، لا حوار جنيف، ولا حوار طوكيو ولا حوار كازاخستان».

تويتر