دي ميستورا يلتقي وفدي النظام والمعارضة

معارك عنيفة في حلب و30 ألف نازح هرباً من المواجهات

صورة

اندلعت، أمس، معارك عنيفة على جبهات عدة بين قوات النظام السوري ضد تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» على حد سواء، في محافظة حلب في شمال البلاد، فيما فرَّ أكثر من 30 ألف شخص على الأقل خلال 48 ساعة، هرباً من المعارك، في حين تزامن التصعيد العسكري وتأزم الوضع الإنساني في حلب مع اليوم الثالث من جولة المفاوضات في جنيف، التي شهدت مباحثات بين مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، مع وفدي النظام والمعارضة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن معارك عنيفة اندلعت بين قوات النظام والمسلحين الموالين له، وتنظيم «داعش» شرق خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي.

وأشار إلى أن قوات النظام تسعى لاستعادة مناطق عدة استولى عليها التنظيم، أول من أمس، قرب خناصر.

واستعادت القوات النظامية نهاية فبراير الماضي بلدة خناصر، الواقعة على طريق الإمداد الوحيدة الذي يربط حلب بسائر المناطق الخاضعة له، بعد يومين على سيطرة «داعش» عليها.

وعلى جبهة أخرى، قال المرصد إن اشتباكات دارت بين قوات النظام من جهة، و«جبهة النصرة» والفصائل المقاتلة المتحالفة معها من جهة أخرى، في المناطق الواقعة شمال مدينة حلب خاصة في منطقة حندرات.وترافقت المعارك شمال حلب مع قصف للطائرات الحربية السورية ضد مواقع «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها.

وفي ريف حلب الجنوبي، تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام و«جبهة النصرة» في محيط بلدة العيس الاستراتيجية المطلة على طريق حلب دمشق الدولي.

وسيطرت الجبهة وفصائل مقاتلة في نهاية الشهر الماضي على هذه البلدة، وتدور منذ ذلك الحين معارك في مسعى من قبل قوات النظام لاستعادتها.

كما اندلعت اشتباكات بين تنظيم «داعش» وفصائل مقاتلة، تمكن خلالها من التقدم قرب الحدود التركية في أقصى ريف حلب الشمالي.

ووثق المرصد، أمس، مقتل 210 عناصر منذ الأحد الماضي في جبهات حلب، وهم 82 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له، و94 مقاتلاً في «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها، فضلاً عن 34 عنصراً من «داعش».

وتعد معارك حلب الحالية الأكثر عنفاً منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية في 27 فبراير الماضي. وعلى الرغم من أن الاتفاق يستثني «داعش» و«جبهة النصرة»، إلا ان انخراط الجبهة في تحالفات عدة مع فصائل مقاتلة ومشاركة الفصائل في المعارك، من شأنه أن يهدد الهدنة.

وأسفرت تلك المعارك، وخصوصاً تقدم «داعش»، عن موجة نزوح جديدة في حلب.

وقالت منظمات حقوقية، أمس، إن 30 ألف شخص على الأقل «نزحوا خلال الـ48 ساعة الماضية»، هرباً من المعارك التي تشهدها محافظة حلب، ودعت تركيا إلى فتح حدودها أمامهم.

وأضافت أن تقدم «داعش» أجبر ما لا يقل عن نصف سكان مخيمات اللاجئين شرق إعزاز (في محافظة حلب) قرب الحدود التركية، البالغ عددهم 60 ألف نسمة على الفرار، بحسب مسؤولين في هذه المخيمات وعاملين إنسانيين في تركيا.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة في تغريدة على «تويتر»، إن «الآلاف يفرّون من المعارك في شمال غرب سورية»، وأرفق التغريدة بخريطة تظهر حركة النازحين، خصوصاً من المناطق التي تشهد معارك بين «داعش» والفصائل المقاتلة بالقرب من الحدود مع تركيا.

وفي جنيف، استكمل دي ميستورا، أمس، لقاءاته في اليوم الثالث من انطلاق المحادثات، والتقى الوفد الحكومي السوري برئاسة مندوب سورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بشار الجعفري.

كما التقى دي ميستورا مساء أمس، للمرة الثانية منذ استئناف المفاوضات الأربعاء الماضي، الوفد المفاوض الممثل للهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل أطيافاً واسعة من المعارضة.

من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسية المبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف أن، موسكو ستؤيد مبادرة «مجموعة القاهرة» بإنشاء هيئة انتقالية، إذا وافق عليها السوريون.

ورحب بتشكيل القيادة الموحدة لمجموعة «موسكو ــ القاهرة» للمعارضة السورية، مشيراً إلى أن ذلك سيساعد على توحيد المعارضة في إطار وفد موحد.

وأكد أن المعارضة السورية يجب أن تجتمع وراء طاولة المفاوضات، لبحث كل هذه المسائل، والتوصل إلى قواسم مشتركة، مشدداً على أن موسكو ستدعم «ما سيكون مناسباً لها».
 

تويتر