الأمم المتحدة تُسقط مساعدات غذائية على دير الزور المحاصرة

«داعش» يستعيد بلدة الراعي.. وهجمات واسعة لـ «جبهة النصرة»

سكان يتفقدون الأضرار الناجمة عن غارة على حي الميسر بحلب الخاضع لسيطرة المعارضة. رويترز

استعاد تنظيم «داعش»، أمس، بلدة الراعي، المعقل المهم له في ريف حلب الشمالي قرب الحدود مع تركيا، بعد أيام من سيطرة المعارضة المسلحة عليها. في وقت شنت فيه «جبهة النصرة»، وفصائل مقاتلة متحالفة معها، هجمات في شمال ووسط وغرب سورية، في تصعيد للأعمال القتالية، من شأنه أن يهدد الهدنة المعمول به، منذ نهاية فبراير الماضي، قبيل استئناف مفاوضات جنيف، في حين أسقطت الأمم المتحدة 20 طناً من الإمدادات الغذائية، لآلاف يحاصرهم التنظيم في مدينة دير الزور منذ نحو عامين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم «داعش» انتزع بلدة الراعي، من فصائل تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر، عقب اشتباكات عنيفة.

وتشكل البلدة، وفق المرصد، «أبرز نقاط عبور المتطرفين إلى تركيا»، وواحدة من آخرة النقاط تحت سيطرتهم على الحدود مع تركيا.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن عدم تمكن الفصائل من الاحتفاظ بسيطرتها على الراعي «يظهر أنه من الصعب إحراز أي تقدم على حساب التنظيم، من دون غطاء جوي مساند».

إلى ذلك، قال عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن «جبهة النصرة»، والفصائل المقاتلة المتحالفة معها، شنت ثلاث هجمات متزامنة على مناطق عدة، في محافظات حلب (شمال)، وحماة (وسط)، واللاذقية (غرب)، حيث تخوض اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام.

وتمكنت هذه الفصائل، بحسب المرصد، من السيطرة على تلة، كانت تحت سيطرة قوات النظام في محافظة اللاذقية الساحلية.

وأكد مصدر عسكري سوري أن «الجماعات المسلحة تحاول شن هجوم ضد مواقع عسكرية، في محافظتي اللاذقية وحماة، لكنها لم تنجح في إحراز أي تقدم».

وبحسب عبدالرحمن «يأتي هذا الهجوم بعد أسابيع على تهديد جبهة النصرة، ببدء عملية عسكرية واسعة في سورية»، في إشارة إلى ما أعلنه أحد قياديي الجبهة غداة إعلان موسكو قرارها «سحب القسم الأكبر من القوات الجوية الروسية» من سورية.

وتأتي هذه التطورات الميدانية، قبل استئناف مفاوضات جنيف، بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة الأربعاء.

ويرى عبدالرحمن أنه «لا مصلحة لجبهة النصرة أو (داعش) في استمرار الهدنة، أو التوصل إلى حل سلمي للنزاع السوري، لأنه لن يكون لهما أي دور في حال انتهاء الحرب».

وبحسب المصدر العسكري، فإن «المسلحين هم من يخرقون الهدنة» في محافظة حلب وبقية المناطق بدرجة أقل، مضيفاً «نحن ملتزمون بما تقرره القيادة السورية، ولدينا تعليمات بالحفاظ على الهدنة، وفي الوقت ذاته الرد على أي خرق من المسلحين».

من ناحية أخرى، قالت الأمم المتحدة إنها أسقطت إمدادات غذائية لآلاف يحاصرهم «داعش»، في مدينة دير الزور، في محاولة لتخفيف معاناة السكان المحاصرين منذ عامين، وينقصهم الغذاء.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن العديد من سكان المدينة الواقعة شرق البلاد، اضطروا لأكل العشب والنباتات البرية. وجاء إسقاط 26 طرداً، تضم 20 طناً من الأغذية في الوقت الذي حذر فيه أحد المسؤولين المعارضين من أن اتفاق وقف العمليات القتالية في سورية على وشك الانهيار. وتضررت الجهود الدولية الساعية لإدخال المزيد من المساعدات، عندما رفضت الحكومة السورية طلب الأمم المتحدة الأسبوع الماضي توصيل مساعدات إلى بلدات عدة، تحاصرها القوات الحكومية. وقال برنامج الأغذية العالمي، في بيان، إن «الإسقاط الجوي هو أول مرة تصل فيها مساعدات من البرنامج إلى الأجزاء المحاصرة من المدينة، منذ مارس عام 2014».

وأضاف أن المزيد من عمليات إسقاط المساعدات، مقررة في الأيام المقبلة، والتقط العاملون في الهلال الأحمر العربي السوري بالفعل 22 طرداً. وعمليات الإسقاط الجوي هي الملاذ الأخير لتوصيل المساعدات الإنسانية، لأنها عشوائية ومكلفة وتنقل نسبة ضئيلة فقط، مما يمكن تقديمه من مساعدات.

تويتر