واشنطن تطالب روسيا بالضغط على دمشق للسماح بإيصال المساعدات إلى المحاصرين

قوات النظام تشنّ هجومــاً واسعاً على المعارضة جنوب حلب

صورة

شنّت القوات النظامية السورية، والموالون لها، أمس، هجوماً واسعاً على مقاتلي المعارضة في ريف حلب الجنوبي، يعد الأعنف في المنطقة منذ أن دخل اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ في فبراير الماضي. في حين دعت الولايات المتحدة، روسيا للضغط على حليفها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، من اجل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المناطق المحاصرة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات النظامية مدعومة بـ«حزب الله» ومقاتلين موالين لها، بدأت الليلة قبل الماضية هجوماً كبيراً على مقاتلي المعارضة جنوب حلب.

وأكد أن الضربات الجوية والمدفعية والصواريخ استخدمت في الهجوم الذي يهدف إلى استعادة بلدة تلة العيس، التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في الأيام الماضية.

من جهته، قال الجيش السوري وحلفاؤه، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لقناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ«حزب الله» اللبناني، «بدأت وحدات من الجيش العربي السوري والحلفاء في حلب وريفها بالرد على انتهاكات المجموعات الإرهابية و(جبهة النصرة)، الذين نقضوا الهدنة، بالتوازي مع غارات جوية عنيفة ومركزة».

وقال أحد مقاتلي المعارضة، إن هذا هو أعنف هجوم في منطقة جنوب حلب منذ بدء اتفاق وقف العمليات القتالية الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا.

وذكر هاني الخالد من «كتائب ثوار الشام» التابعة لـ«الجبهة الشامية»، أنه تم صد الهجوم، وأن «المقاتلين الشيعة الذين يقاتلون مع القوات الحكومية تكبدوا خسائر كبيرة».

وذكر المرصد أن القوات الحكومية حققت تقدماً، لكنها لم تتمكن من السيطرة على تلة العيس، وأسقطت «جبهة النصرة»، أول من أمس، طائرة حربية سورية في المنطقة وأسرت قائدها.

كما شنّ تنظيم «داعش» هجمات على مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية قرب العاصمة دمشق‭‭‭‭ ‬‬‬‬الليلة قبل الماضية، رداً فيما يبدو على الخسائر التي مُني بها التنظيم المتشدد في مواقع أخرى بسورية.

وقال التنظيم في بيان له على وكالة «أعماق» للأنباء، التابعة له، إنه تمكن من الهجوم على محطة (كهرباء) تشرين الحرارية الواقعة شرق دمشق، واستطاع تدمير الثكنة المعدة لحماية المحطة.

وتقع المحطة على بعد 50 كيلومتراً شمال شرقي دمشق، وأقر مصدر عسكري سوري بأن التنظيم شن هجمات، لكنه قال إن كل من شارك فيها قتل.

من ناحية أخرى، دعت الولايات المتحدة، أول من أمس، روسيا للضغط على نظام الأسد، من اجل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المناطق المحاصرة.

وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامانتا باور، إن «سكان المدن المحاصرة أو تلك التي يصعب الوصول إليها تلقوا في مارس مواد غذائية اقل من تلك التي وصلتهم في فبراير».

وأضافت: «لقد أطلقنا نحن ودول اخرى أعضاء في مجلس الأمن الدولي نداء إلى أولئك الذين لديهم نفوذ على الحكومة (السورية) التي أظهرت انه يمكن التأثير فيها اذا ما تعرضت لضغط قوي».

وإذ لفتت السفيرة الأميركية إلى ان مدينة داريا في ريف دمشق لم تصلها أي معونة غذائية من الأمم المتحدة منذ 2012، أكدت أنه «من المؤسف ان تقوم دولة عضو في الأمم المتحدة بمنع إدخال الطعام كما تفعل الحكومة السورية».

 

وأضافت أنه «يجب الوصول إلى كل الموجودين في مناطق يصعب الوصول إليها، ونحن مازلنا بعيدين عن بلوغ هذا الهدف».

وأدلت السفيرة الأميركية بتصريحها اثر مشاورات أجراها مجلس الأمن الدولي بطلب من الولايات المتحدة، لبحث وضع السكان المحاصرين والجائعين في داريا ومضايا ومدن اخرى محاصرة في سورية.

من جهته، قال السفير الصيني ليو جيي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال شهر أبريل، انه «يجب القيام بالمزيد لتحسين وصول (المساعدات) ميدانياً، وتعزيز الإنجازات التي تحققت».

وأضاف أن داريا هي «جزء من مشكلة أوسع، ويجب أن نرى من لديه نفوذ على الأطراف المختلفة».

وطلبت المنظمة الدولية من الحكومة السورية ان تسمح لها بإدخال مساعدات إنسانية إلى 11 منطقة محاصرة خلال شهر أبريل، إلا ان دمشق لم توافق حتى الآن إلا على ست مناطق ليس بينها دوما وداريا المحاصرتين في ريف دمشق، واللتين تقول الأمم المتحدة ان فيهما اكثر من 100 ألف مدني بحاجة ماسّة للإمدادات.

من جهته، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن تدمير تنظيم «داعش» لايزال أولويته الأولى، مشدداً على أن رقعة سيطرة المتطرفين في سورية والعراق لا تنفك تتقلص.

وقال في مستهل اجتماع في البيت الأبيض مع كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين «نحن مستمرون في إضعاف قيادتهم وشبكاتهم المالية وبناهم التحتية، سنطبق الخناق عليهم وسنهزمهم».

وأضاف: «كما رأينا في تركيا وفي بلجيكا، فإن تنظيم داعش لاتزال لديه القدرة على شن هجمات إرهابية خطرة»، مؤكداً انه عازم على تكثيف جهود التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم.

وقال إن «تدمير تنظيم داعش لايزال أولويتي الأولى، بالطبع الأمر لا ينحصر بعملية عسكرية، اذ هناك أيضاً جهد حقيقي على صعيدي الدبلوماسية والاستخبارات».

تويتر