«جبهة النصرة» تُسقط طائرة حربية وتأسر طيارها في حلب

فصائل مقاتلة تقترب من بلدة «دابق» الرمزية لـ «داعش» شمال سورية

مقاتلون ومدنيون يتحلقون حول حطام طائرة حربية سورية أسقطت قرب بلدة العيس في ريف حلب. رويترز

حققت فصائل مقاتلة مدعومة من تركيا، تقدماً في محافظة حلب، شمال سورية، واقتربت من بلدة دابق، ذات الأهمية الرمزية لتنظيم «داعش»، بعد تمكنها من طرد التنظيم من قرى عدة في المحافظة. في حين أسقطت «جبهة النصرة» طائرة حربية سورية قرب بلدة العيس، في ريف حلب الجنوبي، وأسرت طيارها.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن فصائل مقاتلة، مدعومة من تركيا، تمكنت، منذ منتصف شهر مارس الماضي، من السيطرة على منطقة واسعة في ريف حلب الشمالي، تتضمن نحو 15 كيلومتراً من الحدود السورية التركية بين بلدتي دوديان والراعي.

وأكد أن المدفعية التركية قصفت مواقع للتنظيم خلال تلك الاشتباكات.

وتشمل المناطق التي سيطرت عليها الفصائل، وبينها «فيلق الشام» و«كتائب السلطان مراد»، 14 قرية وبلدة على الأقل، وأصبحت على بعد 10 كيلومترات شمال بلدة «دابق»، التي سيطر عليها التنظيم في أغسطس عام 2014.

ولبلدة «دابق» أهمية رمزية لتنظيم «داعش» لاعتقاده أنها ستشهد أكبر معاركه. و«دابق» هو اسم أهم مجلة ترويجية للتنظيم المتطرف.

ومن شأن تقدم المقاتلين بشكل مستقر قرب الحدود التركية، أن يقوض آخر موطئ قدم للتنظيم في منطقة تقول الولايات المتحدة إنها تشكل أولوية في المعركة ضد التنظيم.

وقالت مصادر من المقاتلين - الذين وجدوا صعوبة في السابق في تحقيق مكاسب مستقرة أمام التنظيم في المنطقة ـ إنهم حشدوا آلافاً من المقاتلين للهجوم.

وقال القيادي في «فيلق الشام» (أبوياسر)، لـ«رويترز»، أمس، إن «المعارك مستمرة، واستطعنا بتكاتف الفصائل تحرير قرى عدة، بشكل سريع، من عصابات داعش، وبإذن الله سنطهر ريف حلب الشمالي منهم».

وفي مدينة حلب، شنت فصائل مقاتلة هجوماً، فجر أمس، على حي الشيخ مقصود، ذي الغالبية الكردية، واستهدفته عشوائياً بقذائف عبارة عن قوارير غاز، ما أسفر عن مقتل 10 مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، بحسب المرصد.

وتستمر الاشتباكات العنيفة بين الفصائل المقاتلة، وبينها «جبهة النصرة» و«فيلق الشام»، و«وحدات حماية الشعب» الكردية، في محيط الحي.

ووفق عبدالرحمن، تستهدف الفصائل المقاتلة حي الشيخ مقصود منذ هجوم قوات النظام الواسع في ريف حلب الشمالي، الذي استغله المقاتلون الأكراد للتقدم في المنطقة وسيطروا على بلدات مهمة.

إلى ذلك، أكد عبدالرحمن أن «جبهة النصرة» أسقطت طائرة حربية وأسرت طيارها، بالقرب من بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي، التي سيطرت عليها قبل أيام.

وقال مصدر من الفصائل المقاتلة إنه تم إسقاط الطائرة «بمضادات أرضية» قبل أسر الطيار.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر أسر الطيار، حيث تجمع نحو 10 من المقاتلين حوله، وصرخ أحدهم «سوري، سوري».

وبدوره نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري «تعرض طائرة حربية لصاروخ أرض ـــ جو أثناء قيامها بمهمة استطلاعية في ريف حلب ما أدى إلى سقوطها»، وأشار إلى أن الطيار هبط بالمظلة و«العمل جارٍ لإنقاذه».

وتخوض «جبهة النصرة» وفصيل «جند الأقصى» ومقاتلون تركستانيين، معارك ضد القوات النظامية السورية في ريف حلب الجنوبي، حيث سيطرت الأسبوع الماضي على بلدة العيس، المطلة على طريق حلب ــ دمشق الدولي.

وتلقت «الجبهة» ضربة موجعة بخسارتها قبل يومين سبعة من قيادييها، على رأسهم المتحدث باسمها، أبوفراس السوري، في غارة جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في محافظة إدلب (شمال غرب).

من ناحية أخرى، أفاد المرصد بأن 50 غارة جوية نفذتها طائرات حربية ومروحية روسية وسورية، على مناطق في محيط مطار «الضمير» العسكري، و«الفوج 16»، والأحياء الشمالية والشرقية لمدينة الضمير بريف دمشق.

وقال في بيان إن الغارات أدت إلى دمار كبير في الأحياء الشرقية والشمالية من المدينة، وأسفرت عن مقتل قائد «لواء الصديق»، المقرب من تنظيم «داعش»، ومقاتل آخر من اللواء، وناشط إعلامي من اللواء، بالإضافة لمقتل طبيب بيطري، ومواطنة، ورجل وأربع من بناته، وسقوط عشرات الجرحى.

وأشار المرصد إلى أن ذلك يأتي وسط استمرار القصف المكثف من قبل قوات النظام على مناطق في الأحياء الشرقية والشمالية للمدينة، يترافق مع حركة نزوح من الأهالي، نحو الأحياء الغربية من المدينة.

ولفت المرصد إلى أن اشتباكات عنيفة جرت بين «لواء الصديق» و«رجال الملاحم» المقربين من التنظيم من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محيط مطار الضمير العسكري و«الفوج 16»، عقب هجوم نفذه «داعش» من محاور عدة، ترافقت مع تفجير ما لا يقل عن خمس عربات مفخخة في محيط مطار الضمير العسكري و«الفوج 16».

وقال المرصد إن هذه الهجمات أدت إلى خسائر بشرية مؤكدة في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

تويتر