روسيا تقترح تأجيل بحث مصير الأسد

20 قتيلاً بينهم 7 قيـاديين مـن «جبهة النصرة» وقوات إيرانيـة خـاصة إلى سوريـــة

صورة بثتها وكالة الأنباء السورية لجنود من القوات النظامية في مدينة القريتين التي استعادتها من تنظيم «داعش». إي.بي.إيه

تلقت «جبهة النصرة» ضربة موجعة بخسارتها في غارة جوية، أول من أمس، 20 قتيلاً بينهم سبعة قياديين على رأسهم المتحدث باسمها «أبوفراس السوري». في حين أعلنت إيران إرسال قوات خاصة إلى سورية للعمل كمستشارين، ما يؤكد دور القوات الإيرانية في مساعدة النظام السوري، بينما طلبت روسيا أمس، تأجيل المناقشات حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد لإعطاء فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن المتحدث باسم «جبهة النصرة»، «أبوفراس السوري» ونجله و20 آخرين قتلوا في غارات جوية استهدفت إحداها اجتماعاً في قرية كفرجالس في ريف إدلب الشمالي (شمال غرب سورية).

ورجّح عبدالرحمن ان تكون طائرات حربية سورية نفذت تلك الغارات، علماً ان «جبهة النصرة» وتنظيم «الإسلامية» يتعرضان بانتظام لغارات تنفذها طائرات حربية سورية وروسية وأخرى تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن على حد سواء.

وبين القتلى، بحسب عبدالرحمن، سبعة قياديين من «جبهة النصرة» بينهم سعودي وأردني ومن تنظيم «جند الأقصى» الذي يقاتل الى جانب الجبهة في مناطق عدة من سورية، وبين القتلى عدد من الأوزبك.

وقاتل «أبوفراس السوري» واسمه الحقيقي رضوان النموس ضد السوفيت في أفغانستان حيث التقى مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وعاد الى سورية مع بدء الأزمة في عام 2011، بحسب مؤيدين لـ«جبهة النصرة» على موقع «تويتر».

وقال الخبير المتابع لشؤون المتطرفين، بيتر فان اوستيين، إن «ابوفراس السوري عضو قديم في تنظيم القاعدة وكان مقرباً من كل من أسامة بن لادن وعبدالله عزام».

وأضاف أن مقتله يعد «ضربة لجبهة النصرة وإن كان لن يغير كثيراً على الأرض».

ويأتي مقتل «أبوفراس السوري» بعد ثلاثة ايام على سيطرة «جبهة النصرة» على بلدة استراتيجية في ريف حلب (شمال) الجنوبي، وبعد مرور اكثر من شهر على اتفاق الهدنة في سورية الذي يستثنيها مع «داعش» ومجموعات «إرهابية» أخرى.

وقد يكون الهدف من استهداف قياديي «جبهة النصرة»، وفق عبدالرحمن، تحذيرها من شن عمليات اضافية.

وعلى الرغم استثنائها من وقف اطلاق النار، حدّت «جبهة النصرة» طوال فترة الهدنة من نشاطها العسكري في سورية. وقال عبدالرحمن إن «جبهة النصرة بدت وكأنها مشاركة بالهدنة».

وتتحالف «جبهة النصرة» مع فصائل أخرى تشملها الهدنة وتقاتل النظام السوري، كما توجد في محافظات عدة الى جانب تلك الفصائل.

وتخوض الجبهة مع فصائل مقاتلة أخرى منذ ثلاثة ايام معارك ضد قوات النظام في ريف حلب الجنوبي، حيث سيطرت على بلدة العيس المطلة على طريق حلب دمشق الدولي. وقتل خلال تلك الاشتباكات 12 عنصراً من «حزب الله» اللبناني، بحسب المرصد.

ويُعد الهجوم على بلدة العيس، وفق عبدالرحمن، «ابرز عملية تقوم بها جبهة النصرة خلال فترة الهدنة».

كما مني تنظيم «داعش» بدوره بخسائر فادحة منذ بدء الهدنة، فتم طرده من معقلين بارزين في محافظة حمص هما القريتين أول من أمس، وتدمر في 27 مارس الماضي، كما قتل ثلاثة من قيادييه في غارات جوية خلال الأسبوعين الأخيرين.

وتهدف قوات النظام، بحسب عبدالرحمن، الى طرد التنظيم المتشدد من كامل محافظة حمص والتقدم في منطقة بادية الشام وصولاً الى الحدود السورية العراقية.

ولم يبق بين ايدي التنظيم سوى بعض القرى والبلدات المتناثرة في محافظة حمص وأهمها بلدة السخنة التي انسحب اليها اثر خسارة تدمر.

ومنذ السيطرة على تدمر، تتعرض السخنة الى شمال الشرق منها لقصف سوري وروسي مكثف، وتدور حالياً اشتباكات في محيطها.

ومن شأن السيطرة على السخنة ان تفتح الطريق امام الجيش السوري للتوجه نحو محافظة دير الزور (شرق) الواقعة تحت سيطرة التنظيم.

من ناحية أخرى، أعلن مسؤول عسكري إيراني، أمس، إرسال قوات خاصة إلى سورية للعمل كمستشارين.

وطهران هي الحليف الرئيس للأسد في المنطقة وقدمت دعماً عسكرياً واقتصادياً لمعركته ضد جماعات المعارضة.

ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن نائب منسق القوات البرية الإيرانية، الجنرال علي آراستة، قوله «نرسل قوات خاصة من اللواء 65 ووحدات أخرى إلى سورية للعمل كمستشارين».

وكان آراستة قال الشهر الماضي إن إيران قد تقرر في وقت ما استخدام قوات خاصة وقناصة من قواتها المسلحة كمستشارين عسكريين في العراق وسورية. وحتى الآن كان معظم الإيرانيين المشاركين في الحرب السورية من وحدات الحرس الثوري. ويعتقد أن إيران أرسلت مئات منهم كمستشارين عسكريين.

ويشير ارتفاع عدد القتلى بين المقاتلين الإيرانيين منذ أكتوبر الماضي إلى أن القوات الإيرانية تقوم بدور أكبر في النزاع.

وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إن المطالبة بتنحي الأسد عن السلطة تحد من فرص التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.

وأضاف أن موسكو تقترح تأجيل المناقشات حول مصير الأسد، مؤكداً أن أطراف الصراع السوري «هي التي يجب أن تبت في هذا الأمر لاحقاً».

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «بشكل عام من المهم لجيراننا الأتراك الآن أن يتوقفوا عن التدخل في شؤون دول أخرى سواء في العراق أو سورية».

وأضاف أن «هناك ما يكفي من الحقائق والأدلة على أن تركيا تواصل هذا التدخل وتدعم الإرهاب».

تويتر