العثور على مقبرة جماعية في تدمر.. وقطر تحذر من أن غارات النظام قد «تنسف» الهدنة

واشنطن تدرس تعزيز نشــــر قوات خاصة في سورية

جنود من القوات النظامية يرفعون علامة النصر في مدينة تدمر الأثرية وسط سورية. أي.بي.إيه

أكد مسؤولون أميركيون أن واشنطن تدرس خطة، لزيادة عدد القوات الخاصة الأميركية في سورية بشكل كبير، فيما يدرب الجيش الأميركي «عشرات» من مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة، في إطار برنامج تدريب وتجهيز مجدد، بعد مبادرة سابقة تعرضت لانتقادات عدة وفشلت العام الماضي. في حين عثرت القوات النظامية السورية، في مدينة تدمر الأثرية، على مقبرة جماعية تضم رفات 42 مدنياً وعسكرياً أعدمهم تنظيم «داعش»، بينما حذرت قطر من أن غارات النظام السوري على مناطق مدنية، قد «تنسف» اتفاق وقف الأعمال القتالية الهش في البلاد.

 

وقال مسؤولون أميركيون، لـ«رويترز»، إن الإدارة الأميركية تدرس خطة لزيادة عدد القوات الخاصة، التي أُرسلت إلى سورية بشكل كبير، مع تطلعها للتعجيل بالمكاسب، التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة ضد تنظيم «داعش».

 

وامتنع المسؤولون، الذين على علم مباشر بتفاصيل الاقتراح، عن كشف النقاب عن الزيادة التي تجري دراستها على وجه الدقة، لكن أحدهم قال إنها ستجعل وحدة عمليات القوات الخاصة الأميركية أكبر بمرات عدة، من حجم القوة الموجودة حالياً في سورية، والمؤلفة من نحو 50 جندياً، حيث يعملون إلى حد كبير كمستشارين، بعيداً عن خطوط المواجهة.

ويعد هذا الاقتراح أحد خيارات عسكرية، يجري إعدادها للرئيس باراك أوباما، الذي يدرس أيضاً زيادة عدد القوات الأميركية في العراق. ويبدو أن هذا الاقتراح أحدث علامة على تزايد الثقة بقدرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة، داخل سورية والعراق، على استعادة الأراضي من تنظيم «داعش».

وقال المسؤولون إنه منذ أن استعادت القوات المدعومة من الولايات المتحدة بلدة الشدادي السورية الاستراتيجية، في أواخر فبراير الماضي، عرض عدد متزايد من المقاتلين العرب في سورية، الانضمام إلى القتال ضد التنظيم.

وستخصص القوات الأميركية الإضافية في سورية بشكل أساسي، لتحديد المواقع التي ستدرب فيها رجال قبائل عربية، تطوعوا لقتال التنظيم. وسيتم في نهاية الأمر تزويد رجال القبائل بأسلحة، وسيتم تمهيد الطريق أمام شن هجوم على مدينة الرقة عاصمة التنظيم من الناحية الفعلية، تحت غطاء جوي أميركي.

في السياق، أعلن المتحدث العسكري الأميركي باسم قوات التحالف الدولي، الكولونيل ستيف وارن، أن الجيش الأميركي يعمل حالياً مع «عشرات» من مقاتلي المعارضة السورية، في إطار برنامج تدريب وتجهيز مجدد.

وتعرضت وزارة الدفاع الأميركية لهجوم حاد في أكتوبر الماضي، إذ إن البرنامج الذي بدأته، مطلع عام 2015، بكلفة 500 مليون دولار، كان يتضمن تدريب نحو 5000 معارض سوري «معتدل» سنوياً لقتال «داعش»، لكن الفشل كان ذريعاً حيث إنه لم يسمح سوى بتدريب عشرات المقاتلين. كما أن بعض هؤلاء المقاتلين سلموا أسلحتهم إلى «جبهة النصرة»، التابعة لـ«القاعدة» في سورية.

إلى ذلك، أكد وارن أن زعيم تنظيم «داعش»، أبوبكر البغدادي، سيلقى مصيره «العادل» في نهاية المطاف. وأضاف «نحن نطارده وسنجده، مثلما وجدنا مرشده (أبومصعب) الزرقاوي وقتلناه، ومثلما وجدنا سيد الإرهاب أسامة بن لادن وقتلناه، سنجد البغدادي، وسيلقى مصيره العادل».

وقال وارن عن البغدادي «لا أعرف إن كانت العدالة ستتخذ شكل صاروخ هيلفاير، أو زنزانة مظلمة في مكان ما، لكنه سيلقى مصيره العادل يوماً ما».

من ناحية أخرى، قال مصدر عسكري، لـ«فرانس برس»، أمس، إن القوات السورية عثرت، صباح أول من أمس، في مدينة تدمر على مقبرة جماعية، لضباط وجنود وعناصر لجان شعبية وأفراد من عائلاتهم. وأوضح أن الجثث تعود إلى «42 شخصاً، هم 18 عسكرياً، و24 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال، وجميعهم من عائلات العسكريين».

وبحسب المصدر العسكري، فقد «تم إعدامهم إما بقطع الرأس، أو بإطلاق النار»، مشيراً إلا أن الجثث «نقلت إلى مستشفى حمص العسكري، وتم التعرف إلى بعضها».

وأشار إلى أن العسكريين المقتولين، ليسوا الذين ظهروا في شريط فيديو للتنظيم المتطرف، يوثق عملية إعدام جماعية على المسرح الروماني في المنطقة الأثرية.

من ناحية أخرى، حذرت قطر من أن الغارات الجوية للنظام السوري، التي أسفرت، الخميس، عن مقتل أكثر من 30 شخصاً، بينهم 12 طفلاً في مدينة دير العصافير، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف دمشق، قد «تنسف» اتفاق وقف الأعمال القتالية الهش في البلاد.

وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، إن قطر تعرب «عن إدانتها وقلقها الشديدين للمجزرة التي نتجت عن القصف الجوي، من قبل قوات النظام السوري، الذي استهدف مرافق مدنية في منطقة دير العصافير، في انتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية، ولقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».

وأضافت أن «هذا القصف الإجرامي يعكس السياسة التي ينتهجها النظام في قتل المدنيين، ويهدد بنسف» الهدنة، و«المساعي الدولية الرامية للوصول إلى حل سياسي»، لإنهاء الحرب التي دخلت عامها السادس في سورية.

وأعربت وزارة الخارجية الأميركية عن «صدمتها» بالغارات التي شنها الطيران السوري، فيما اتهمت فرنسا النظام السوري بانتهاك الهدنة، وتقويض الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لإيجاد حل سياسي.

ودعت قطر مجلس الأمن إلى «القيام بمسؤولياته لوقف هذه الجرائم، وضمان حماية الشعب السوري، والحيلولة دون تقويض فرص التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية».

 

 

تويتر