أنقرة تؤيد عملية برية بالتنسيق مع الحلفاء.. وتقصف مواقع للأكراد شمال حلب

روسيا تحذر من اشتباكــــات مباشرة بيــن دول المنطقـة بسبـــب سورية

مسعفون أتراك يحملون طفلاً سورياً جريحاً إلى مستشفى في كليس بعد إصابته بضربة جوية روسية في شمال سورية. أ.ب

أعلنت تركيا، أمس، تأييدها لتدخل عسكري بري في سورية بالتنسيق مع الحلفاء، تزامناً مع استمرارها في قصف مواقع الأكراد، لليوم الرابع على التوالي، في شمال حلب، بينما حذرت منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا، من أن القصف التركي لأهداف في سورية، والحديث في أنقرة والسعودية عن عمليات برية، يهددان بأن يقودا إلى اشتباكات عسكرية مباشرة بين دول المنطقة. وفيما دان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، بشدة، الضربات الروسية «الهمجية» في سورية، نفت موسكو «بشكل قاطع» الاتهامات المتعلقة بقصف الطيران الروسي مستشفيات في شمال سورية.

 

وقالت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تقودها روسيا، أمس، إن قصف تركيا بالمدفعية الثقيلة لأهداف في سورية، والحديث في أنقرة والسعودية عن عمليات برية، يهددان بأن يقودا إلى اشتباكات عسكرية مباشرة بين دول المنطقة.

 

وقال أمين عام المنظمة، نيكولاي بورديوجا، في بيان «انتشار الصراع الدائر في سورية بدرجة أكبر في مناطق قريبة من نطاق مسؤولية منظمة معاهدة الأمن الجماعي يشكل خطراً على أمن أعضائها».

والدول الأعضاء في المنظمة هي روسيا وأرمينيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان.

في السياق، أعلنت أنقرة تأييدها لتدخل عسكري بري في سورية، بعدما شهدت الأيام الماضية تصعيداً في اللهجة بين موسكو، الداعمة لنظام الرئيس بشار الأسد، وتكثف غاراتها الجوية على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، وأنقرة الداعمة للمعارضة والرافضة لأي توسع كردي على مقربة من حدودها.

وقال مسؤول تركي كبير، أمس، رافضاً الكشف عن اسمه «نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين، ومن دون عملية على الأرض، من المستحيل وقف المعارك في سورية»، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه «لن تكون هناك عملية عسكرية تركية أحادية الجانب في سورية»، مضيفاً «لن نقوم بأي شيء يكون ضد إرادة التحالف».

وقال «لكن بالتأكيد من الصعب التكهن بما قد يحصل خلال 10 أيام، في حال تغيرت الشروط يمكن درس خيارات أخرى، لكن ليس لدينا مثل هذه النيات حالياً».

وحول الأهداف التي قد تطالها عملية برية، أجاب المسؤول التركي «كل المجموعات الإرهابية في سورية».

وأضاف أن هذه المجموعات تشمل «داعش»، ونظام دمشق، وأكراد سورية الذين تقصف المدفعية التركية مواقعهم يومياً منذ الاثنين الماضي.

 

ويأتي ذلك بعد ثلاثة أيام على إعلان داود أوغلو استعداد بلاده المشاركة في عملية برية، إلى جانب السعودية، ضد تنظيم «داعش» في سورية. وأكدت أنقرة والرياض أن السعودية أرسلت طائرات حربية إلى قاعدة أنجرليك العسكرية في تركيا.

 

وتصف حكومة أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي و«وحدات حماية الشعب» الكردية بالمنظمتين «الإرهابيتين» لأنهما مرتبطتان بحزب العمال الكردستاني الذي يبدي منذ 1984 تمرداً دامياً على الأراضي التركية.

 

واستفاد حزب الاتحاد الديمقراطي في الأيام الأخيرة من الهجوم الذي شنه الجيش السوري المدعوم من الطيران الروسي على حلب، لاستعادة السيطرة على قطاعات عدة كانت سابقاً في أيدي مقاتلي المعارضة.

وتخشى تركيا من أن تبسط القوات الكردية نفوذها على كامل حدودها، وتعلن حكماً ذاتياً في المناطق التي تسيطر عليها.

ودانت الولايات المتحدة وفرنسا، حليفا تركيا في حلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي الغارات التركية. لكن رئيس الوزراء التركي أكد، أمس، أنها ستستمر طالما أن الأمن القومي التركي مهدد.

وقال أمام نواب حزبه «إن تركيا ستواصل عمليات الرد عندما وحيثما تراه مناسباً لحماية حدودها، لمنع أي مأساة إنسانية جديدة وتدفق اللاجئين ولمنع إضعاف المعارضة، الأمل الوحيد لسورية». ومن داخل أراضيها المتاخمة للشمال السوري، واصلت أنقرة، أمس، قصف مواقع تحت سيطرة الأكراد في ريف حلب الشمالي من دون أن تتمكن من منعهم من التقدم شرقاً.

وقصفت المدفعية التركية مدينة تل رفعت، التي وقعت تحت سيطرة «قوات سورية الديمقراطية»، وهي تحالف كردي ـ عربي أبرز مكوناته «وحدات حماية الشعب» الكردية.

وبذلك، تكون الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام خسرت أحد معاقلها الثلاثة في ريف حلب الشمالي. ولاتزال الفصائل تسيطر على إعزاز شمالاً، الأقرب إلى الحدود التركية، ومارع شرقاً.

وأعلنت تركيا أنها لن تسمح بسقوط إعزاز في أيدي الأكراد.

ومنذ بدء القصف التركي، تدور حرب تصريحات بين تركيا وروسيا، ووصف داود أوغلو القصف الروسي بـ«الوحشي» و«الجبان» و«اللاإنساني».

وقال «منذ سبتمبر تقصف هذه الطائرات (الروسية) الهمجية والغاشمة والجبانة سورية من دون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين»، غداة اتهامه موسكو بأنها تتصرف كـ«منظمة إرهابية».، وتوعد برد حاسم إذا استمر القصف.

وأعلنت الأمم المتحدة، أول من أمس، أن إطلاق صواريخ أدى إلى «مقتل نحو 50 مدنياً، بينهم أطفال إضافة إلى العديد من الجرحى»، في خمس مؤسسات طبية «على الأقل»، ومدرستين في حلب وإدلب (شمال غرب). ولم تحدد الأمم المتحدة الجهة المسؤولة، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رجح أن تكون غارات روسية.

ونفت روسيا، أمس، «بشكل قاطع» الاتهامات بقصفها مستشفيات في شمال سورية.

وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: «مرة جديدة ننفي بشكل قاطع مثل هذه الادعاءات، خصوصاً أن الذين يدلون بهذه التصريحات لا يتمكنون أبداً من إثباتها».

وأكد أنه «يجب العودة للمصدر الأساسي، وفي هذه الحالة بالنسبة إلينا المصدر الأولي للمعلومات هو الممثلون الرسميون السوريون»، وأضاف أن هؤلاء أدلوا بعدد من التصريحات حول هذا الموضوع، وكرروا مواقفهم حول من يمكن أن يكون وراء هذا القصف. واتهم السفير السوري في موسكو الطيران الأميركي بـ«تدمير» مستشفى مدعوم من منظمة «أطباء بلا حدود» في معرة النعمان بمحافظة إدلب، مؤكداً أن المعلومات التي جمعت تثبت أن «الطيران الروسي ليس له أي علاقة بهذا الأمر».

 

 

تويتر