كيري يطالب روسيا بـ «تغيير الأهداف» العسكرية.. وموسكو ترى أن العالم دخل «حرباً باردة جديدة»

تركيا تتحدث عن عملية برية مشتركة مع السعودية في سورية

صورة

كشفت تركيا، أمس، أن أنقرة والرياض يمكن أن تطلقا عملية برية ضد تنظيم «داعش» في سورية، مؤكدة إرسال السعودية طائرات حربية إلى قاعدة تركية. في وقت طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا بـ«تغيير الأهداف» العسكرية في سورية، محذراً من أن الأزمة السورية بلغت «مرحلة مفصلية» مع إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال أسبوع، فيما رأت موسكو أن العالم دخل «حرباً باردة جديدة» مع تزايد التوتر بين الشرق والغرب.

وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لصحيفتي «يني شفق» و«خبر ترك»، أمس، بعد مشاركته في مؤتمر ميونيخ، أنه «إذا كانت هناك استراتيجية (ضد داعش) فسيكون من الممكن حينها أن تطلق السعودية وتركيا عملية برية» في سورية.

وقال «يقول البعض إن تركيا مترددة في المشاركة في مكافحة (داعش) لكن تركيا هي من يقدم مقترحات ملموسة».

وأضاف أن السعودية «ترسل طائرات الى تركيا (قاعدة انجرليك)» التي تعتبر نقطة رئيسة لعمليات قوات التحالف بقيادة أميركية ضد التنظيم المتطرف مع طائرات بريطانية وفرنسية وأميركية تشن غارات داخل سورية انطلاقاً من هذه القاعدة.

وأشار إلى وصول مسؤولين سعوديين للاطلاع على القاعدة، موضحاً أنه «حتى الآن ليس واضحاً كم عدد الطائرات التي ستصل».

وعما اذا كانت السعودية سترسل قوات الى الحدود التركية للتدخل في سورية، قال جاويش أوغلو «هذا أمر يمكن أن يكون مرغوباً، لكن ليس هناك خطة، فالسعودية ترسل طائرات وقالت عندما يحين الوقت اللازم للقيام بعملية برية، يمكننا أن نرسل جنوداً».

وتأتي تصريحاته غداة إعلان الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع «فرانس برس» تصميمه على استعادة جميع المناطق السورية والاستمرار في «مكافحة الإرهاب».

وأكد الأسد انه لا يستبعد تدخل تركيا والسعودية عسكرياً في سورية.

وأعلنت السعودية في وقت سابق الشهر الجاري استعدادها للمشاركة في عملية برية ضد «داعش»، لكنها المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول تركي علناً عن عملية برية مشتركة مع السعودية، على الرغم من التكهنات بشأنها.

وتعتبر السعودية وتركيا أن الإطاحة بالأسد أمر ضروري لإنهاء الحرب الأهلية في سورية وتنتقدان بشدة دعم إيران وروسيا للنظام.

في غضون ذلك، صرح رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، أمس، أن العلاقات الروسية الغربية دخلت في «حرب باردة جديدة»، بعد ان هيمنت التوترات المتزايدة بين الغرب والشرق بشأن سورية وأوكرانيا على اجتماع قادة العالم في ألمانيا.

وقال في مؤتمر الأمن في ميونيخ «يمكن قول الأمور بشكل أوضح: انزلقنا الى مرحلة حرب باردة جديدة». وأضاف أن «ما تبقى هو سياسة غير ودية ومغلقة برأينا، لحلف شمال الأطلسي حيال روسيا».

وأكد أن «السياسيين الأوروبيين اعتقدوا أن إقامة حزام مزعوم من الأصدقاء على حدود الاتحاد الأوروبي سيشكل ضمانة امنية»، وتساءل «ما النتيجة؟ ليس هناك حزام من الأصدقاء بل حزام إقصاء».

وقال إن «بناء الثقة صعب، لكن علينا أن نبدأ، ومواقفنا مختلفة لكنها ليست بدرجة الاختلاف التي كانت عليها قبل 40 عاماً عندما كان هناك جدار في اوروبا»

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، أمس، إن على روسيا «تغيير الأهداف» العسكرية في سورية.

وأضاف في مؤتمر ميونيخ «اليوم الأغلبية العظمى من الهجمات الروسية تتركز على مجموعات المعارضة المشروعة، وللانضمام الى اتفاق (وقف اطلاق النار)، من الضروري ان تغير روسيا الأهداف» في سورية.

وينتقد الغرب روسيا لقصفها خصوصاً المعارضة المعتدلة وليس المتطرفين الأكثر تشدداً لدعم نظام الأسد. ويؤكد الروس من جانبهم انهم يستهدفون المجموعات «الإرهابية».

وأضاف كيري «وصلنا الى مرحلة مفصلية» بين الحرب والسلم. وحذر من أن «القرارات التي ستتخذ في الأيام المقبلة او الأسابيع او الأشهر قادرة على انهاء الحرب، أو فتح الباب أمام نزاع أوسع». واتفقت الولايات المتحدة وروسيا على «وقف المعارك» في سورية خلال اسبوع باستثناء الهجوم على المتطرفين لتحريك عملية السلام ووقف نزوح المدنيين.

وأكد كيري أن واشنطن مستعدة للجلوس الى الطاولة نفسها مع الروس لتحديد أي مجموعات يمكن قصفها أو لا في حين تطلب موسكو تعاوناً بين عسكريين روس وأميركيين حول هذه المسائل.

وقال «ما من حل آخر لوقف المعارك سوى الجلوس الى الطاولة والعمل معاً حول جميع أوجه هذه المسألة ان كانت سياسية أو انسانية أو عسكرية».

وسارع عدد من زعماء دول أوروبا الشرقية الى انتقاد السياسة الخارجية الروسية.

وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو «في كل يوم يتسلل الجنود الروس وتدخل الأسلحة والذخيرة الروسية إلى بلادي».

وخاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لم يكن حاضراً بقوله «هذه ليست حرباً أهلية في أوكرانيا، إنها عدوانكم. هذه ليست حرباً أهلية في القرم، إنها جنودكم الذين يحتلون بلادي».

ورد كيري بالتأكيد على أن العقوبات المفروضة على روسيا ستبقى الى حين تطبيق جميع بنود اتفاق السلام الخاص بأوكرانيا، الذي تم التوصل اليه في مينسك عاصمة بيلاورسيا العام الماضي.

وألقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ كذلك كلمة أمام المنتدى، تعهد فيها الجمع بين الموقف الحاسم ضد روسيا وإجراء مزيد من الحوار.

وقال «لقد شاهدنا روسيا اكثر حزماً تعمل على زعزعة النظام الأمني في أوروبا».

ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بانتقاد «تقليعة الخوف من روسيا في بعض العواصم»، و «إخفاق الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي في التعاون بشكل تام مع روسيا».

تويتر