لافروف وكيري يتفقان على الحاجة إلى وقف إطلاق النار.. و506 قتلى منذ بدء الهجوم على حلب

المعارضة السورية لن تعود إلى جنيف قبل وقف القصف ورفع الحــصار

صورة

أعلنت المعارضة السورية، أمس، أنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات مع النظام السوري إلا في حال فك الطوق عن البلدات المحاصرة وتوقّف القصف، ودعت الولايات المتحدة لاتخاذ موقف أكثر شدة لوقف القصف الروسي لمواقعها، في وقت اتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري، على ضرورة وقف إطلاق النار في سورية، وتوصيل المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة. في حين قتل 506 أشخاص، بينهم 89 مدنياً منذ بدء قوات النظام السوري هجوماً في ريف حلب الشمالي بغطاء جوي روسي.

وأعلن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية، رياض حجاب، أمس، في لندن، أن المعارضة لن تعود الى طاولة المفاوضات إلا في حال فك الطوق عن البلدات المحاصرة وتوقف القصف.

وقال خلال مؤتمر صحافي: «قبل الذهاب الى جنيف في 25 فبراير، يجب أن تطبق سلسلة اجراءات»، مشيراً إلى رفع الحصار، وضرورة السماح بوصول المساعدات الانسانية، ووقف قصف المدنيين.

وأضاف أنه يتحدث عن رفع الحصار حول المدن والبلدات وإطلاق سراح المعتقلين، والسماح بوصول المساعدات للمحتاجين، والتوقف عن ضرب المناطق المدنية.

وقال إن حلب التي تسعى قوات موالية للحكومة لتطويقها «لن تسقط أبداً في أيدي الحكومة». وأكد أنه يجب على الولايات المتحدة إجبار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على وقف قصف المواقع المدنية في سورية.

وكان حجاب يتحدث إثر لقائه وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، الذي «كرر دعمه» للمعارضة السورية.

وقال هاموند، كما نقل عنه بيان للخارجية البريطانية: «توافقنا على ضرورة انهاء معاناة السوريين في شكل عاجل، وعلى وجوب ان يوقف النظام وروسيا فوراً الهجمات على المدنيين، مع السماح بوصول تام الى المناطق المحاصرة».

وشدد على أن «روسيا والنظام (السوري) يتعمدان استهداف المعارضة، ويعززان تالياً (داعش)».

وفي محاولة للحيلولة دون انهيار المساعي الدبلوماسية، يسعى وزير الخارجية الأميركي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتيسير وصول المساعدات الانسانية، قبل اجتماع مجموعة الدعم الدولي لسورية في ميونيخ.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن لافروف وكيري ناقشا، أمس، في مكالمة هاتفية، محادثات السلام السورية المرتقبة في ميونيخ. وأضافت أنهما اتفقا على ضرورة وقف إطلاق النار في سورية، وتوصيل المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.

لكن مصدراً دبلوماسياً في الأمم المتحدة قال إن روسيا «تُجاري كيري» من أجل توفير غطاء دبلوماسي لهدف موسكو الحقيقي، وهو مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على تحقيق النصر في ساحة القتال، بدلاً من تقديم التنازلات على مائدة التفاوض.

وقال مشترطاً عدم نشر اسمه: «من الواضح للجميع الآن أن روسيا لا تريد فعلاً حلاً من خلال التفاوض، بل انتصار الأسد».

وقالت بثينة شعبان، وهي من كبار مستشاري الأسد، لـ«رويترز» في دمشق، أول من أمس، إنه لا تهاون في حملة الجيش الرامية لاستعادة مدينة حلب من المعارضة، وتأمين حدود سورية مع تركيا.

في السياق، اتهم وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أمس، الولايات المتحدة، العضو الاساس في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»، بأنها لا تبذل جهوداً كافية في سورية.

وقال: «ثمة غموض، بما في ذلك في اطار أعضاء التحالف، ولا أريد أن أكرر قول ما قلته مراراً، خصوصاً حول المحرك الأبرز للتحالف، والآخرين أيضاً، لكن ليس لدينا شعور بأنه تدخل قوي جداً».

وأكد أنه «ثمة أقوال، لكن الأفعال مسألة أخرى».

وأضاف «بالتأكيد، على غرار الروس، شعر الإيرانيون بذلك، لقد فهموا، وأعاد بشار الأسد تشكيل قوته». ورأى ان الحل السياسي في سورية يتطلب استقالة الرئيس السوري، المسؤول عن «260 ألف قتيل في بلاده».

واتهم فابيوس روسيا وإيران بأنهما «متواطئتان» في «الوحشية المخيفة» للنظام السوري.

من ناحية أخرى، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس: «قتل 506 أشخاص على الاقل منذ بدء قوات النظام هجومها بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي»، موضحاً أن بينهم «89 مدنياً، ضمنهم 23 طفلاً، قتلوا جراء الغارات الروسية».

وبحسب عبدالرحمن، «قتل 143 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومقاتلين شيعة غير سوريين، بينهم 14 مقاتلاً إيرانياً، وثلاثة من عناصر حزب الله اللبناني على الاقل، في حين قتل 274 عنصراً من الفصائل المقاتلة، وبينها جبهة النصرة».

وتمكنت قوات النظام، بعد اكثر من أسبوع على بدء هجوم واسع في ريف حلب الشمالي بدعم من الغارات الجوية الروسية، من استعادة السيطرة على بلدات عدة في المنطقة، وقطع طريق امداد رئيس للفصائل يربط مدينة حلب بالريف الشمالي نحو تركيا، ما مكنها من تضييق الخناق على مقاتلي الفصائل في مدينة حلب.

وأفاد المرصد، أمس، عن اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في بلدة الطامورة الواقعة جنوب بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين تمكنت قوات النظام من فك حصارهما الأسبوع الماضي.

وقال عبدالرحمن إن «قوات النظام تحاول السيطرة على البلدة التي تطلق منها الفصائل المقاتلة صواريخ تستهدف نبل والزهراء».

وتعرضت بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، أبرزها حريتان وحيان وبيانون، لضربات روسية كثيفة، وفق المرصد.

وفي غرب البلاد، أفاد المرصد عن مقتل 15 عنصراً من «جبهة النصرة» جراء غارات روسية استهدفت، الليلة قبل الماضية، مناطق في ريف اللاذقية الشمالي. وتمكنت قوات النظام بدعم جوي روسي من السيطرة نهاية الشهر الماضي على أبرز معاقل الفصائل في ريف اللاذقية الشمالي.

تويتر