غارات روسية على حلب والنظام يستعد لاقتحام داريا.. وتركيا لن تتحمل وحدها «كامل عبء» استقبال اللاجئين

الأمم المتحدة تتهــم النظــام السوري بـ «إبادة» المعتقلين

صورة

اتهم محققو الأمم المتحدة حول سورية، أمس، دمشق بـ«إبادة» معتقلين، وأكدوا أن وفاة محتجزين في السجون على نطاق واسع، وأن هذا يصل إلى حد تطبيق الدولة سياسة «إبادة» للسكان المدنيين، وهو ما يعد جريمة ضد الإنسانية، وفيما أكدت تركيا أن نحو 30 ألف مدني سوري يحتشدون على حدودها، بعدما هربوا من الهجوم الذي تشنه قوات النظام منذ أسبوع في محيط مدينة حلب، قالت إنها لن تتحمل وحدها «كامل عبء» استقبال اللاجئين السوريين.

وتفصيلاً، كتب الخبراء المكلفون من قبل مجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة في تقريرهم الأخير، أن معتقلين تعرضوا للضرب حتى الموت، أو قضوا متأثرين بإصاباتهم، أو بسبب التعذيب داخل سجون النظام السوري، وقالوا هناك أسباب معقولة تدعو إلى الاعتقاد بأن السلوك الموصوف يصل إلى حد الإبادة كجريمة ضد الإنسانية.

وجاء في التقرير يبدو واضحاً أن السلطات الحكومية التي تدير السجون ومراكـز الاحتجاز كانـت علـى دراية بحدوث وفيات على نطاق واسع.

وأضاف «وقد حدثت الوفيات المتراكمة أثناء الاحتجاز، بسبب فرض ظروف معيشية مع وجود إدراك متعمد لدى هذه السلطات، بأن هــذه الظروف ستفضي طبيعياً إلى وفاة المحتجــزين على نطاق واسع».

وتابع المحققون في تقريرهم أن هذه الأعمال مثلت تطبيقاً لسياسة الدولة بالتعدي على السكان المدنيين.

ولم يحصل الأعضاء الأربعة في لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سورية على موافقة من دمشق لدخول البلاد أبداً، لكنهم جمعوا آلاف الإفادات من الضحايا، ووثائق أو صوراً بالأقمار الاصطناعية.

وفي أنقرة أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، ان نحو 30 ألف مدني سوري يحتشدون على الحدود التركية التي لاتزال مغلقة، بعدما هربوا من الهجوم الذي تشنّه قوات النظام السوري منذ أسبوع في محيط مدينة حلب.

وقال داود أوغلو أمام الصحافيين في ختام لقائه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، «يحتشد نحو 30 ألف سوري حالياً في منطقة قريبة من الحدود التركية».

وأضاف بالتأكيد وكعادتنا دوماً سنلبي حاجات أشقائنا السوريين، ونقبلهم عندما سيكون ذلك ضرورياً، مكرراً بذلك ما وعد به الرئيس رجب طيب أردوغان، السبت الماضي.

لكن داود أوغلو حذّر بوضوح من أن بلاده التي تؤوي أصلاً 2.7 مليون سوري، لن تتحمل وحدها كامل العبء، المترتب على استقبال لاجئين.

وقال أوغلو إن بلاده ستسمح بدخول نحو 30 ألف شخص يحتشدون على الحدود التركية السورية، عندما تقتضي الضرورة، مضيفاً أنه يجب عدم التهاون مع الهجوم الجوي الروسي، على أساس أن تركيا سترحب باللاجئين.

وأضاف أوغلو، أن التطورات الأخيرة في سورية محاولة للضغط على تركيا وأوروبا في قضية الهجرة.

في الأثناء واصلت الطائرات الروسية قصفها ريف حلب الشمالي، ما تسبب في سقوط ضحايا وساعد القوات الكردية على التقدم بمناطق المعارضة، بينما تستعد قوات النظام السوري لشن هجوم واسع على بلدة داريا المحاصرة.

وأفاد مصدر بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف شنّته طائرات روسية على مدينة كفرحمرة، التابعة للمعارضة المسلحة شمال حلب، بينما استعادت قوات المعارضة قرية كفين، بعد ساعات من سيطرة قوات النظام عليها، كما شنت قصفاً مدفعياً على مواقع قوات النظام والميليشيات الموالية لها في قرية رتيان.

ولفت المصدر إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية تستغل تغير المشهد وتراجع المعارضة أمام القصف الروسي العنيف، لتوسع سيطرتها على محيط بلدة عفرين، التي تعد معقلاً للأكراد في شمال حلب، حيث سيطرت على قرية دير جمال، ما يجعلها على مقربة من أكبر معاقل المعارضة بالريف الشمالي، وهي مدينة إعزاز المحاذية للحدود مع تركيا.

وفي ريف دمشق، قال مدير المكتب الإعلامي لبلدة داريا، حسام الأحمد، إن النظام حشد نحو 1500 مقاتل، بينهم المئات من الميليشيات لاقتحام البلدة «التي استعصت على قوات النظام على مدار ثلاث سنوات».

وأوضح الأحمد لوكالة الأناضول، أن 12 ضابطاً روسياً يشرفون على التحضير للعملية، وأنهم مزودون بكاميرات حرارية وطائرات استطلاع حديثة، بينما بدأت قوات النظام باستخدام دبابات روسية حديثة، والتي لم تستطع قوات المعارضة تدميرها بقذائف آر بي جي المتوافرة لديها.

وحذّر الناشط من مجزرة تلحق بنحو 12 ألف مدني ــ نصفهم أطفال ــ مازالوا محاصرين في البلدة المحاذية لدمشق من جهة الغرب.

من جهة ثانية، أفاد مصدر في درعا بأن ثلاثة أشخاص ــ بينهم طفلة ــ قتلوا وجرح آخرون في حصيلة أولية لقصف صاروخي شنته قوات النظام على حي العباسية بدرعا.

تويتر