تركيا ترسل مساعدات عبر الحدود وتعلن استعدادها لدخول آلاف السوريين الفارين من المعارك

جيش النظام يتقدم في ريف حــــلب بغطاء روسي.. والمعارضـة تـصـد هــجــــومـاً بالغوطة

صورة

تقدمت قوات النظام السوري، بغطاء جوي روسي، باتجاه مدينة تل رفعت، أحد أهم معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، القريبة من الحدود التركية، وفيما دخلت شاحنات مساعدات تركية لتوصيل الإمدادات لعشرات الآلاف من الأشخاص الفارين من الهجوم، الذي تشنه الحكومة السورية في حلب، أحبطت المعارضة هجوماً لقوات النظام السوري بريف دمشق، وقتلت ما لا يقل عن 20 من عناصرها.

وتفصيلاً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لوكالة «فرانس برس» «توجد قوات النظام السوري حالياً على بعد سبعة كلم من تل رفعت، أحد أهم ثلاثة معاقل للفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي»، والمعقلان الآخران هما مدينة أعزاز إلى الشمال منها، ومارع شرقاً، وتسيطر الفصائل المقاتلة على تل رفعت منذ عام 2012.

وأوضح عبدالرحمن أن «قوات النظام تتقدم باتجاه الشمال للسيطرة على تل رفعت، ومن بعدها أعزاز، وهدفها الوصول إلى الحدود التركية لمنع أي تسلل للمقاتلين أو دخول للسلاح من تركيا».

كما ذكرت صحيفة الوطن، المقربة من النظام السوري، أن «الجيش أحرز تقدماً جديداً نحو بلدة تل رفعت، واقترب من قرية كفين الوحيدة، التي تفصله عنها، وأسقطها نارياً، على أن يتابع زحفه باتجاه تل رفعت».

وبحسب الصحيفة، فإن السيطرة على تل رفعت تعني أنه سيكون «بمقدور الجيش التقدم نحو قرى وبلدت جديدة ترجح كفته» في ريف حلب الشمالي.

وتترافق الاشتباكات جنوب كفين مع قصف كثير للطيران الحربي الروسي، بحسب المرصد.

ويأتي تقدم قوات النظام باتجاه تل رفعت، في إطار عملية عسكرية واسعة بدأها، منذ أسبوع، في ريف حلب الشمالي، واستعاد خلالها السيطرة على قرى وبلدات عدة من الفصائل المقاتلة، كما كسر الحصار المفروض على بلدتي نبل والزهراء.

وتمكنت قوات النظام أيضاً من قطع طريق إمدادات رئيسة للفصائل المقاتلة بين الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا.

وفي ضوء ذلك، ضيقت قوات النظام الخناق أكثر على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، حيث يعيش نحو 350 ألف مدني، وفق المرصد السوري.

في الأثناء، دخلت شاحنات مساعدات وعربات إسعاف إلى سورية قادمة من تركيا، أمس، لتوصيل الطعام والإمدادات لعشرات الآلاف من الأشخاص الفارين من الهجوم الذي تشنه الحكومة السورية على حلب.

وكثفت القوات الروسية والسورية الهجوم على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حول حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات الجوية، التي يعتقد أنها روسية، ضربت المناطق المحيطة بقرى باشكوي وحريتان وكفر حمرة شمالي حلب.

ونقلت صحيفة «حريت» عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قوله للصحافيين، على متن طائرته في طريق العودة من زيارة إلى أميركا اللاتينية: «في بعض أجزاء حلب قطع نظام الأسد ممراً بين الشمال والجنوب.. تركيا تتعرض للتهديد».

وقال أردوغان إن القوات المسلحة التركية لديها السلطة الكاملة للتصدي لأي تهديدات للأمن القومي، على الرغم من أن مسؤولاً حكومياً كبيراً قال إن تركيا لا تعتزم القيام بأي توغل من جانب واحد في سورية.

وأعربت أنقرة عن استعدادها لاستقبال آلاف السوريين الذين يعيشون أوضاعاً يائسة، إثر فرارهم من معارك الجيش السوري بغطاء روسي في ريف حلب الشمالي.

وقال نائب رئيس الوزراء، نعمان كورتولموس، إن «تركيا بلغت أقصى إمكاناتها في استقبال اللاجئين، لكن في نهاية المطاف ليس لهؤلاء الأشخاص أي مكان آخر يلجأون إليه، إما سيموتون تحت القنابل أو سيقتحمون حدودنا».

ومنذ الاثنين، غادر عشرات آلاف المدنيين معظمهم من النساء والأطفال مدينة حلب، بسبب المعارك العنيفة الدائرة بين الجيش السوري، المدعوم من الروس، وبين المعارضة.

ومنذ الخميس، وصل 30 إلى 35 ألف شخص إلى ضواحي مدينة أعزاز، على بعد خمسة كيلومترات من الحدود التركية، وفقاً لآخر تقديرات حاكم ولاية كيليس، سليمان تبيز.

وقالت وكالة الأناضول إن تدفق آلاف اللاجئين السوريين باتجاه الحدود التركية مستمر، مع تصاعد هجوم النظام العنيف، المدعوم بغطاء جوي روسي، على المدن والبلدات الواقعة شمال حلب، الذي بدأ قبل خمسة أيام.

وطبقاً لمصادر محلية، فإن مدينة حلب تتعرض لغارات جوية كثيفة من المقاتلات السورية والروسية، بالتزامن مع اشتداد الهجمات التي ينفذها عناصر تنظيمي «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردية التابعة للاتحاد الديمقراطي الكردي، اللذين يستهدفان العديد من القرى والبلدات بريف المدينة.

وبحسب المصادر الرسمية التركية، فإن عدد الموجودين في معبر باب السلامة الحدودي يتجاوز 20 ألف شخص، وفي منطقة إكدة على الحدود السورية ـ التركية هناك نحو 30 ألف نازح.

أما في محافظة هاتاي التركية، قبالة محافظة إدلب السورية، فدخل أكثر من 12 ألف سوري من منطقة خربة الجوز في ريف إدلب، وأقامت السلطات التركية لهم مخيماً جديداً في بلدة جواتشي يتسع لـ8000 شخص.

وفي سياق الوضع الإنساني المتفاقم، أفاد مصدر في سورية بأن أكثر من 1000 عائلة اضطرت لترك مخيماتها إثر قصف شنته قوات النظام على منطقة أوبين في ريف اللاذقية.

وأضاف المصدر أن سكان تلك المخيمات توجهوا إلى معبر خربة الجوز الحدودي مع تركيا، في ريف إدلب الشمالي، حيث سمحت السلطات التركية لبعضهم بالدخول.

وقال المصدر إن 4000 عائلة لاتزال عالقة في خربة الجوز، بعضها نام بين الأشجار في ظروف مناخية صعبة تصل درجة الحرارة فيها إلى ما دون الصفر. ويعيش معظم النازحين أوضاعاً صعبة نتيجة الظروف الجوية القاسية، وفي ظل غياب شبه تام للمنظمات الإنسانية.

على صعيد الغارات، أفاد مصدر في ريف حلب بأن طائرات روسية شنت غارات عدة على بلدة كفر حمرة، التي تسيطر عليها المعارضة شمال حلب. وقال ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن طفلين قتلا في الغارات على كفر حمرة.

وأفاد المصدر نفسه بأن الطائرات الروسية استهدفت أيضاً بلدة حريتان ومحيط قرية باشكوي، كما قالت لجان التنسيق المحلية إن الغارات شملت بلدة عندان شمال حلب أيضاً. وفي الوقت نفسه، أغار الطيران الروسي على مناطق تخضع لتنظيم «داعش» بريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي، وبينها مدينة الباب وبلدتا بزاعة وقباسين.

كما شن الطيران الروسي، فجر أمس، غارات مكثفة على مدينة تلبيسة، وبلدات قريبة منها، في ريف حمص الشمالي، ما أسفر عن عدد من الجرحى، وفقاً للمرصد السوري.

ميدانياً، قالت فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق إنها صدت هجوماً واسعاً لقوات النظام.

وقال المرصد السوري إن 20 جندياً نظامياً قتلوا عندما صد «جيش الإسلام» وفصائل أخرى محاولة قوات النظام التقدم من «اللواء 39» (فوج الكيمياء) باتجاه منطقة تل صوان بين بلدتي عدرا ودوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وأضاف أن «جيش الإسلام» نصب كميناً للقوات المهاجمة، كما تمكن من إعطاب آليتين، مشيراً إلى مقتل ثلاثة من مقاتلي «جيش الإسلام» الذي يعد من أقوى الفصائل في دمشق وريفها خصوصاً وفي سورية عموماً، وذكر ناشطون أن حصيلة قتلى قوات النظام خلال صد الهجوم بلغت 50 قتيلاً.

تويتر