60 قتيلاً بتفجيرات في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق.. و«داعش» يتبناها

المعارضة السورية تتمسك بمطالبها.. وتهدد بمغادرة جنيف

مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية دي ميستورا يتحدث في مؤتمر صحافي بفيينا. إي.بي.إيه

التقى وفد المعارضة السورية مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية ستافان دي ميستورا للمرة الأولى، في أحد فنادق جنيف أمس، وطالب بجهود لتحسين الأوضاع الإنسانية على الأرض وإلا فإنه لن يشارك في مفاوضات سياسية. تزامن ذلك مع مقتل ٦٠ شخصاً جراء ثلاثة تفجيرات، نفذ اثنين منها انتحاريان، استهدفت منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، حيث تبناها تنظيم «داعش».

وتفصيلاً قالت العضو في فريق التفاوض التابع للمعارضة السورية بسمة قضماني، في مؤتمر صحافي، إن الوفد جاء إلى جنيف بعد أن تلقى ضمانات والتزامات، وإن لديه التزامات محددة بأن يتحقق تقدم جدي بشأن الوضع الإنساني.

وأضافت أنه لا يمكن للمعارضة بدء المفاوضات السياسية قبل أن تتحقق هذه الأمور.

وأوضحت مصادر أن الاجتماع عقد خارج الإطار الرسمي لمبنى الأمم المتحدة، حيث يفترض أن تجري محادثات غير مباشرة مع نظام دمشق ضمن مساعي إنهاء ما يقارب خمس سنوات من الحرب.

ويسعى الوفد الذي يمثل اللجنة العليا للمفاوضات إلى وقف الهجمات على المناطق المدنية وإطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة.

وقالت قضماني إن المعارضة حصلت على تطمينات من دي ميستورا، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري. لكنها قالت إنه وسط زخم بدء المحادثات صمت القوات الحكومية السورية وحليفتها روسيا آذانها عن المطالب وتزايدت الأعمال العسكرية.

وقال المتحدث باسم اللجنة العليا للمفاوضات سالم المسلط، إن اللجنة مستعدة للتحرك 10 خطوات إذا ما تحرك وفد الحكومة خطوة واحدة فقط، لكنه يعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يعتزم تقديم أي تنازلات.

وقال إن النظام لم يأتِ للتوصل إلى حلول بل لكسب الوقت لقتل المزيد من أفراد الشعب السوري.

وقالت فرح الأتاسي وهي عضو آخر في وفد المعارضة، إن من السابق لأوانه الحديث عن مدة بقاء الوفد في جنيف.

من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس، أن توجه وفد المعارضة إلى جنيف جاء بعد اتصالات مكثفة مع الأطراف الدولية، تم الإجماع فيها على تفهم شرعية مطالب المعارضة. ونفى في الوقت ذاته أن تكون تلك المطالب التي وضعتها المعارضة هي شروط مسبقة للدخول في المفاوضات.

وأضاف ماخوس أن جميع الأطراف الدولية متفقة على ضرورة فرض ضغوط جدية على النظام وحلفائه لتنفيذ مطالب المعارضة المتمثلة في فتح الممرات الإنسانية ورفع الحصار، إضافة إلى وقف استهداف المدنيين وإطلاق سراح المعتقلين. وتابع ماخوس أن المعارضة جاءت إلى المباحثات لاختبار جدية النظام.

وهدد الوفد في بيان صدر لدى وصوله إلى جنيف، بالانسحاب من المفاوضات إذا «استمر النظام في ارتكاب الجرائم».

وقال منسق المعارضة رياض حجاب، الذي لم يكن ضمن المجموعة التي وصلت إلى جنيف، في بيان نُشر على الإنترنت، إنه لابد أن يكون هناك تحسن في الوضع الإنساني لتبرير استمرار وجود الوفد في المحادثات.

أما رئيس وفد النظام السوري، السفير لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، فقد صرّح في محادثات جنيف بأنه أبلغ دي ميستورا بما «فعلته الحكومة لإنهاء معاناة الشعب السوري، وأن معظم اللاجئين لم يغادروا بسبب الحكومة بل من أجل حياة أفضل». كما طلب الجعفري من دي ميستورا إنهاء العقوبات، وبلغه باستعداد دمشق للتوصل إلى حل للأزمة.

من ناحية أخرى، جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تأييد المملكة لموقف المعارضة بالمشاركة في مفاوضات جنيف 3.

وأشار إلى استمرار الدعم العسكري لها في حال فشل المفاوضات.

من جهة أخرى، قالت نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف، إنه لا شروط مسبقة بشأن محادثات جنيف، ونقلت وكالة إنترفاكس نقلاً عن نائب وزير الخارجية الروسي، أنه لا خطط لمحادثات مباشرة بشأن سورية في جنيف، والمتوقع إجراء محادثات غير مباشرة.

وبموازاة لقاء جنيف، قتل 60 شخصاً وأصيب 110 آخرون بجروح على الأقل جراء ثلاثة تفجيرات، نفذ اثنين منها انتحاريان، استهدفت أمس منطقة السيدة زينب جنوب دمشق. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية بارتفاع حصيلة التفجيرات الثلاثة، بعد حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل 30 شخصاً. ونقلت الوكالة عن وزارة الداخلية السورية «أن ارهابيين فجروا سيارة مفخخة عند أحد مواقف حافلات نقل الركاب في منطقة كوع سودان في بلدة السيدة زينب، تبعها تفجير انتحاريين نفسيهما بحزامين ناسفين».

وقال مصور لوكالة فرانس برس في المكان إن التفجير ادى الى تضرر بناء مكون من ستة طوابق بشكل كبير وتحطم نوافذه، كما تهشمت واجهة البناء المقابل له.

وأحدث التفجير حفرة كبيرة يزيد قطرها عن متر ونصف المتر، وأدى إلى تضرر اكثر من 15 سيارة وحافلة كانت مركونة بالقرب من المكان المستهدف. وأورد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن حصيلة في وقت لاحق أفادت بمقتل 47 شخصاً، مشيراً إلى ان «20 منهم من المدنيين بالإضافة إلى 16 من المقاتلين غير السوريين».

وبحسب المرصد، انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من نقطة امنية، تلاها إقدام انتحاري واحد على الأقل على تفجير نفسه بحزام ناسف بعد تجمع المارة والمقاتلين.

لكن التلفزيون السوري الرسمي أفاد بأن التفجيرات وقعت قرب مبنى سكني وتزامن الأول مع مرور حافلة ركاب. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجيرات الثلاثة.

تويتر