روسيا تقترح عقد اجتماع دولي حول سورية في ميونيخ 11 فبراير المقبل

المعارضة السورية: قصف المـدنيين وتجويعهم يعيق بدء مفاوضـات «جنيف 3»

آثار الدمار في دوما نتيجة غارات النظام. إي.بي.إيه

حمّلت المعارضة السورية، أمس، «من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم» مسؤولية عرقلة بدء مفاوضات «جنيف 3»، التي تسعى الأمم المتحدة لعقدها اليوم، في حين اقترحت روسيا عقد اجتماع دولي حول الأزمة السورية، بحضور مسؤولين غربيين وعرب وإيرانيين في ميونيخ في 11 فبراير المقبل.

وتفصيلاً، كتبت الهيئة العليا للمفاوضات، التابعة للمعارضة السورية، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «تطالب أعضاء مجلس الأمن، وخصوصاً الدول الخمس دائمة العضوية، بالقيام بمسؤولياتها والتزامها في تطبيق القرار 2254، وننتظر الرد منه». وينص القرار 2254 على خطوات من بينها وقف قصف المناطق المدنية، ورفع الحصار عن مناطق محاصرة.

وقال بيان أصدره المتحدث باسم الهيئة المستمرة منذ الثلاثاء في الرياض، سالم المسلط، «نحن جادون في المشاركة، وبدء المفاوضات، لكن ما يعيق بدء المفاوضات هو من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم».

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، قد أبلغ المعارضة السورية بأن التعهد بتلبية هذه المطالب يفوق صلاحياته.

وقالت المعارضة السورية إنها تريد تطبيق هذه الخطوات قبل بدء المحادثات غير المباشرة، التي تهدف الأمم المتحدة إلى إجرائها في جنيف اليوم، ولم تعلن المعارضة السورية بعد ما إذا كانت ستشارك أم لا.

والمطالب هي كذلك نقاط تضمنها قرار صدّق عليه مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي. وكانت متحدثة باسم الأمم المتحدة رفضت التعليق في وقت سابق على الدعوات، ومن الذي سيحضر محادثات جنيف.

وقال مصدر، إن المعارضة تلقت رد دي ميستورا في وقت متأخر من مساء الأربعاء، وإنه كان «إيجابياً إلى حد ما». ونقل المصدر عن دي ميستورا قوله إن تنفيذ القرار أمر لا يرجع إليه، بل إلى الدول الموقعة عليه.

وكشفت مصادر في المعارضة السورية، أمس، عن إمكانية تأجيل انطلاق المباحثات إلى الأول من فبراير المقبل. ورجحت مصادر من المعارضة لـ«سكاي نيوز عربية» انطلاق محادثات «جنيف 3» بين المعارضة والحكومة الاثنين المقبل، وذلك بعد أن كان من المقرر أن تبدأ اليوم، حسب موعد المبعوث الدولي لسورية.

من جهته، قال الرئيس المشترك لمجلس سورية الديمقراطية المعارض، هيثم مناع، الذي يضم أعضاء أكراداً لم توجه لهم الدعوة لحضور محادثات جنيف، إن المجلس أرسل قائمة «بمشاركين أساسيين» للأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة.

وقال مناع للصحافيين في لوزان بسويسرا، «أنهينا قائمتنا، ولدينا ما يمكن أن نسميه قائمة ديمقراطية سورية، تضم 15 اسماً أساسياً، و15 (عضواً بديلاً)، وننتظر، لأن مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا تلقى هذه القائمة هو والأميركيون والروس». وكان سفير الائتلاف السوري في باريس وعضو الهيئة العليا، منذر ماخوس، قال إن وفد المعارضة لن يذهب إلى جنيف، إذا كان رد دي ميستورا على المعارضة «غير متناسب مع مشروع الانتقال السياسي، والطموحات التي انتفض لأجلها الشعب السوري». وأوضح ماخوس أن المعارضة تشترط مقدمات بناء الثقة، من أجل خلق بيئة مناسبة للوصول إلى حل سياسي، وهي تقوم على ثلاثة ملفات: أولها إنهاء حصار المدن والبلدات، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وثانيها التوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة كالبراميل المتفجرة والصواريخ، خصوصاً في المناطق المدنية، وأخيراً بدء إطلاق سراح المعتقلين، خصوصاً النساء والأطفال. وقال رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري هيثم المالح، إن روسيا وإيران هما من تديران المفاوضات، وليس نظام الأسد. وأضاف المالح أنه يستغرب موقف المجتمع الدولي الذي لا يرى وجود جرائم حرب ترتكب بسورية. ومن جهتها، دعت الولايات المتحدة المعارضة السورية إلى التعامل بشكل إيجابي مع دعوة المبعوث الدولي إلى سورية للمشاركة في مفاوضات جنيف.

ودعت الخارجية الأميركية المعارضة السورية إلى انتهاز ما وصفتها بالفرصة التاريخية التي تمثلها المفاوضات، والمشاركة دون شروط مسبقة، لكشف الجهة الجادة أو غير الجادة في تحقيق الانتقال السلمي بسورية.

وفي موازاة ترجيحات تأجيل موعد «جنيف 3»، لأسباب وصفت بالتقنية واللوجستية، اقترح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، عقد اجتماع دولي حول الأزمة السورية بحضور مسؤولين غربيين وعرب وإيرانيين في ميونيخ في 11 فبراير المقبل. وقال بوغدانوف، في بيان، «هناك اتفاق مبدئي في هذا الشأن بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري، والآن نعرض الاقتراح على مجموعة الدعم الدولية لسورية». وسيكون هذا الاجتماع قبل مؤتمر ميونيخ حول الأمن الذي سيبدأ في 12 فبراير. وتشمل مجموعة الدعم الدولية لسورية ممثلين من 17 دولة بينها خصوصاً روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران والاتحاد الأوروبي. واتفقت هذه المجموعة خلال اجتماع في فيينا في 14 نوفمبر الماضي على خارطة طريق حول سورية، تنص بين أمور أخرى على بدء مفاوضات في يناير بين ممثلين من المعارضة والنظام، وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال مهلة 18 شهراً. من جهتها، أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن أملها في أن يفضي مؤتمر «جنيف 3» إلى نتائج بناءة وإيجابية، تسهم في تسوية الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن، والتي ما انفكت تداعياتها الخطرة تلقي بظلالها على سورية وعلى المنطقة بأسرها. على صعيد الغارات أعلنت قوة المهام المشتركة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في بيان أمس، أن التحالف شن غارة على أهداف للتنظيم في العراق وسورية، في أحدث جولة من الهجمات اليومية.

تويتر