المعارضة تحسم اليوم موقفها من المشاركة.. وضغوط أميركية كبيرة عليها

محادثات جنيف حول سورية تبدأ الجمعة وتستمر 6 أشهر

دي ميستورا: الدعوات لمحادثات جنيف ستوجه اليوم. إي.بي.إيه

أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، أمس، أن الجولة الجديدة من محادثات جنيف الهادفة لحل النزاع السوري ستبدأ الجمعة في جنيف على أن تستمر لستة أشهر، فيما تحسم المعارضة السورية موقفها من المشاركة في المحادثات خلال اجتماع تعقده اليوم، في الرياض تحت وطأة ضغوط أميركية كبيرة تتعرض لها.

وقال دي ميستورا، إن الجولة الجديدة من محادثات السلام الهادفة لحل النزاع السوري ستبدأ الجمعة في جنيف على ان تستمر لستة اشهر. وأضاف خلال مؤتمر صحافي، أن الدعوات ستوجه اليوم، وستبدأ المحادثات في 29 يناير.

في السياق، قال ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وعضو الوفد المفاوض المنبثق عن الهيئة العليا للمفاوضات، فؤاد عليكو، لـ«فرانس برس»، أمس، إن الهيئة العليا للتفاوض تعقد اجتماعاً اليوم في الرياض وسوف نتخذ القرار النهائي «إما بالمشاركة في جنيف أو عدمها».

وأشار إلى أن اللقاء الأخير الذي جمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مع منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، وعدد من اعضاء الهيئة في الرياض «لم يكن مريحاً ولا إيجابياً»، مضيفاً أن كيري قال لمحدثيه «ستخسرون أصدقاءكم، في حال لم تذهبوا الى جنيف وأصررتم على الموقف الرافض».

وأوضح أن «هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة».

الا ان عليكو رفض وصف كلام كيري بـ«التهديدات»، مشيراً إلى أنها «ضغوط».

وقال «حاول (كيري) بكل جهده تأكيد لزوم حضورنا على أن ندلي بكل ما نريده هناك، لكنه لم يطمئنا بأننا ذاهبون الى مفاوضات بل الى حوار ليس أكثر، في حين أننا نريد أن تتمحور المفاوضات حول الانتقال السياسي وليس أن تبقى في إطار جدل ميتافيزيقي».

وتصر قوى المعارضة السورية على أن تستند المفاوضات الى بيان «جنيف 1» الصادر في يونيو 2012، الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة. ويعني هذا البند وفق المعارضة تجريد الرئيس السوري بشار الأسد من صلاحياته، رافضة أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية.

وقال عليكو إن «الأجواء المتوافرة حالياً غير مريحة للمفاوضات والمشكلة الأساس التي نواجهها، هي هل نحن أمام انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة ام تشكيل حكومة وحدة وطنية؟».

وأضاف أن «ما يتسرب من أحاديث مسؤولين يشير الى اننا أمام حكومة وحدة وطنية وليس هيئة حكم انتقالي وفق جنيف-1».

وتحدثت وسائل إعلام أن حجاب تبلغ من كيري «الذهاب إلى مفاوضات جنيف بعد أيام لتشكيل حكومة وحدة وطنية لتعديل الدستور وإجراء انتخابات يشارك فيها الأسد»، وهدد كيري بوقف دعم المعارضة إذا لم تذهب إلى جنيف.

من جهة أخرى، استمر الخلاف حول تشكيلة الوفد المعارض الى المفاوضات. اذ رفضت موسكو وجود من اسمتهم «إرهابيين» في اشارة الى مسؤولين في فصائل مقاتلة، في الوفد، بينما يطالب معارضون وقوى غربية بتوسيع التمثيل ليشمل اطيافاً أخرى من المعارضة بينها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتيار «قمح» برئاسة هيثم مناع.

وقال عليكو حول هذا الموضوع «نحن مصرون على ان تكون الهيئة العليا هي من تشكل الوفد ولا نقبل إضافة اسماء جديدة».

وسمت الهيئة العليا للمفاوضات الأربعاء الماضي العميد المنشق اسعد الزعبي رئيساً لوفد التفاوض في جنيف، ورئيس المجلس الوطني السوري المعارض، جورج صبرة نائباً له، وممثل «جيش الإسلام»، احد ابرز الفصائل المقاتلة التي تحظى بنفوذ واسع في مناطق ريف دمشق، محمد علوش، كبير المفاوضين.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، عن أمله أن تصبح الأمور «واضحة» خلال يوم أو يومين.

وقال أمام الصحافيين المرافقين له خلال زيارة إلى فينتيان في لاوس، إنه يعتمد على اجتماع مقبل للدول والمنظمات الدولية الـ 20 في مجموعة الدعم الدولية لسورية في اطار عملية فيينا الدبلوماسية، مقرر «بشكل مؤقت في 11 فبراير».

وأضاف «سنعقد هذا الاجتماع (بين الأطراف السوريين)، يجب أن يبدأوا وستبدو الأمور واضحة وآمل ذلك خلال 24 ساعة أو ربما في غضون 48 ساعة».

تويتر