الفصائل تتقدم في ريف اللاذقية.. و«داعش» يسيطر على تلة استراتيجية بدير الزور

المعارضة السـورية تشكــل وفدها للتفاوض بمشاركة «جيش الإسلام»

وزراء دفاع الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا خلال اجتماع باريس. أ.ف.ب

شكلت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع أطياف المعارضة السورية في الرياض الشهر الماضي، أمس، وفدها لمباحثات محتملة مع نظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدة أن «جيش الإسلام» سيشارك في الاجتماعات. في حين حققت الفصائل المسلحة تقدمها في ريف اللاذقية وسيطرت على عدد من النقاط، بينما سيطر تنظيم «داعش» على تلة الحجيف الاستراتيجية بمحافظة دير الزور، واستولى على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر، فيما أفرج عن 270 مدنياً من 400 اعتقلهم خلال هجومه الأخير على مدينة دير الزور.

وأعلن المنسق العام للهيئة التفاوضية العليا، رياض حجاب، أمس، أن الهيئة المنبثقة عن اجتماع أطياف مختلفة سياسية وعسكرية من المعارضة السورية في الرياض، الشهر الماضي، شكلت وفدها لمباحثات محتملة مع النظام. وكررت الهيئة التأكيد على أن المفاوضات التي تأمل الأمم المتحدة عقدها خلال أيام، يجب أن تقترن برفع الحصار ووقف القصف، لاسيما الغارات الروسية، رافضة إدراج أطراف جديدة على طاولة المفاوضات.

وقال حجاب خلال مؤتمر صحافي في العاصمة السعودية الرياض «قمنا بتسمية الوفد المفاوض، وتم الاختيار وفق معايير دقيقة».

وأضاف أنه تمت تسمية العميد أسعد الزعبي رئيساً للوفد، و(رئيس المجلس الوطني السوري المعارض) جورج صبرة، نائباً له، ومحمد علوش ممثل «جيش الإسلام» (أحد أبرز الفصائل المقاتلة، التي تحظى بنفوذ واسع في مناطق ريف دمشق) كبير المفاوضين.

وأكد حجاب الذي شغل منصب رئيس الوزراء السوري قبل أن ينشق عن النظام، أن «المفاوضات تقتصر على من رأت الهيئة أنه يمثل وفدها فقط».

وأضاف «نسمع أن هناك تدخلات خارجية وتحديداً تدخلات روسية ومحاولاتها لزج أطراف أخرى في وفد الهيئة»، مؤكداً أن «موقفنا واضح، ولن نذهب للتفاوض إذا ما تمت إضافة وفد ثالث أو أشخاص».

ورفض وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، أول من أمس، أي ضغط خارجي على المعارضة، مؤكداً أنها «هي الوحيدة التي تستطيع تحديد من يمثلها في المباحثات»، وأن «اللجنة العليا المنبثقة من مؤتمر الرياض هي الجهة المعنية بتحديد من يمثلهم في المفاوضات، ولا يجوز لأي كان أن يفرض على المعارضة من سيمثلها في المباحثات».

وأتى كلام الجبير غداة إعلان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن المنظمة الدولية ستوجه الدعوات للمباحثات «عندما تتفق الدول التي تقود العملية حول من ستوجه إليهم الدعوة من المعارضة».

إلى ذلك، قال حجاب إنه «عند الدخول إلى مفاوضات نريد أولاً مناخاً ملائماً وأرضية ملائمة للمفاوضات، ولا يمكن أن نذهب إلى التفاوض وشعبنا يموت من الجوع وتحت القصف بالأسلحة المحرمة دولياً»، وانتقد «القصف الروسي على المدارس والمواقع المأهولة بالسكان»، حسب تعبيره.

من جهته، قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أمس، إن وفد النظام «جاهز للمفاوضات من دون مشاركة مطلوبين إرهابيين»، ويقصد التنظيمات العسكرية المعارضة.

و قال مصدر سياسي في وزارة الخارجية السورية إن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، سيترأس وفد المفاوضات.

على الصعيد الميداني، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تقدم فصائل المعارضة وفصائل مقاتلة في جبال اللاذقية، وسيطرتها على عدد من النقاط فيها، وسط معلومات عن تمكنها من أسر عدد من قوات النظام وقتل عدد آخر منهم.

وقال إن اشتباكات عنيفة اندلعت في محاور وادي الشيحان والغنيمية والحور وبيت ميرو بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، بين غرفة عمليات قوات النظام التي يشرف عليها ضباط روس، وتضم «حزب الله» اللبناني وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني، وكتائب البعث ومسلحين موالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، والفرقة الأولى الساحلية

وحركة «أحرار الشام» الإسلامية، و«أنصار الشام»، و«الفرقة الثانية الساحلية»، و«الحزب الإسلامي التركستاني»، و«جبهة النصرة» وفصائل مقاتلة أخرى من طرف آخر.

وأشار إلى أن ذلك يأتي إثر هجوم للفصائل، وسط تقدم لـ«النصرة» وفصائل مقاتلة في محاور الاشتباك، وسيطرتها على نقاط فيها، ومعلومات مؤكدة عن تمكنها من أسر عدد من قوات النظام وقتل عدد آخر منهم.

كما أفاد المرصد بأن تنظيم «داعش» سيطر على تلة الحجيف الاستراتيجية بمحافظة دير الزور، واستولى على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر.

وقال إن اشتباكات عنيفة اندلعت في أطراف منطقة البغيلية والقسم الشمالي الغربي من مدينة دير الزور ومحور بلدة عياش، بين قوات النظام مدعومة بمسلحين موالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، ترافقت مع استمرار القصف من قبل طائرات حربية «من المرجح أنها روسية» على المنطقة.

وأكد أن التنظيم أعدم ستة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في بلدتي عياش والشميطية بريف دير الزور الغربي، بعد أن أسرهم الليلة قبل الماضي، عقب سيطرته على تلة الحجيف الاستراتيجية في أطراف بلدة عياش، والتي قتل فيها ما لا يقل عن 11 عنصراً من قوات النظام، أحدهم تم تعليق جثته في المنطقة، وآخر تم فصل رأسه عن جسده.

ولفت إلى أن التنظيم استولى على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر والآليات، بعد سيطرته على مستودعات عياش، في حين دارت اشتباكات بين الطرفين في محور قرية الجفرة ومحيط مطار دير الزور العسكري، وسط قصف طائرات لمناطق الاشتباك.

في السياق، أفرج «داعش» عن 270 مدنياً من 400 اعتقلهم خلال هجومه الأخير على مدينة دير الزور.

وأوضح المرصد أن المفرج عنهم هم أطفال دون سن الـ14 ورجال فوق سن الـ55 ونساء. وكان التنظيم خطف 400 مدني على الأقل من سكان ضاحية البغيلية ومناطق أخرى محاذية لها في شمال غرب مدينة دير الزور، سيطر عليها السبت بعد هجوم شنه على قوات النظام.

وقال المرصد إن التنظيم «أبقى على نحو 130 رجلاً وفتى تراوح أعمارهم بين 15 و55 عاماً»، مشيراً إلى أنه سيعمد إلى التحقيق مع هؤلاء في شأن علاقتهم بالنظام السوري.

وبات التنظيم يسيطر على 60% من مدينة دير الزور، وفرض حصاراً على مواقع النظام المتبقية فيها. وفي باريس، بحث التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أمس، كيفية تكثيف حملته ضد «داعش» في العراق وسورية، من خلال حشد إمكانات عسكرية إضافية، ومشاركة عدد أكبر من الدول.

واجتمع وزراء دفاع الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا في مقر وزارة الدفاع الفرنسية. واستعرض الاجتماع الذي ترأسه وزيرا دفاع فرنسا جان ايف لودريان والولايات المتحدة آشتون كارتر، حصيلة تحركات التحالف، وسبل تكثيف الحملة العسكرية ضد التنظيم.

تويتر