مقتل امرأة بسقوط صاروخ من سورية على بلدة تركية

«داعش» يتقدم في دير الـــزور بعد معارك عنيفة مع قوات النـــظام

رجل يتفقد سيارة تضرّرت بسقوط صاروخ من سورية بساحة مدرسة في بلدة كيليس جنوب تركيا. أ.ب

حقّق تنظيم «داعش» تقدماً في مدينة دير الزور، أمس، بعد معارك مع القوات النظامية والموالين لها، في وقت قتلت امرأة بسقوط صاروخ من منطقة يسيطر عليها التنظيم في سورية على ساحة مدرسة في بلدة كيليس جنوب تركيا، في حين أكدت الأمم المتحدة أن خمسة أشخاص ماتوا من الجوع خلال الأسبوع الماضي في بلدة مضايا، على الرغم من وصول قافلتي مساعدات طارئتين تابعتين للمنظمة الدولية إلى البلدة المحاصرة.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إن تنظيم «داعش» سيطر على منطقة الإذاعة في الجهة الجنوبية من حي البغيلية ومبنى جامعة الجزيرة الخاصة في الجهة الغربية من الحي في مدينة دير الزور، كما سيطر على معسكر الصاعقة في بلدة عياش، وعلى أجزاء من مستودعات عياش، عقب معارك عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

 

وأشار إلى أن أطراف جمعية الرواد وحي البغيلية تشهد معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر التنظيم من طرف آخر، حيث قام الأخير باستهداف تل الحجيف بمنطقة عياش، في حين لاتزال قوات النظام تسيطر على اللواء 137 وجزء من مستودعات عياش.

وأوضح أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر قوات النظام، لافتاً إلى أن التنظيم عمد إلى نقل جثث عناصر قوات النظام التي تمكن من سحبها، إلى قرى ريف دير الزور الغربي، عقب تمكنه من فتح طريق إمداد جديد من ريف دير الزور إلى البغيلية عبر منطقة عياش.

من ناحية أخرى، قتلت عاملة نظافة، وأصيبت تلميذة بجروح تطلبت إجراء عملية جراحية، لدى سقوط صاروخ من منطقة يسيطر عليها «داعش» في سورية على ساحة مدرسة في بلدة كيليس جنوب تركيا.

وقال مكتب رئيس بلدية كيليس حسن كارا، إن ثلاثة صواريخ سقطت على المدينة، اثنان منها في منطقة خالية، بينما سقط الثالث على ساحة المدرسة. وأضاف أن إطلاق الصواريخ «مصدره سورية»، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وذكرت تقارير أن شخصين آخرين أصيبا بجروح طفيفة. وكانت تقارير سابقة قالت إن الصواريخ قذائف هاون، إلا أن الإعلام التركي قال لاحقاً إنها صواريخ من نوع كاتيوشا.

 

وذكرت صحيفة «حرييت»، أن الجيش أكد أن القذائف انطلقت من منطقة في سورية يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وأن الجيش رد على النار باستهداف مواقع يسيطر عليها التنظيم.

وبثت الشبكات التلفزيونية التركية مشاهد تظهر فيها سيارات إسعاف تنقل جرحى إلى مستشفى المدينة.

وظهرت نوافذ الطابق الأرضي من المدرسة وقد تهشمت بفعل الانفجار، كما لحقت أضرار جسيمة بسيارة.

ودعا كارا سكان «كيليس إلى الهدوء» بحسب تلفزيون «إن تي في».

وسبق أن استهدفت قذائف هاون أطلقت من سورية بلدات تركية حدودية منذ بدء النزاع في سورية في مارس 2011، ما أدي إلى سقوط ضحايا.

إلى ذلك، قال تقرير للأمم المتحدة إن خمسة أشخاص ماتوا من الجوع خلال الأسبوع الماضي في بلدة مضايا السورية، حيث يصل سعر قطعة البسكويت إلى 15 دولاراً، وكيلو حليب الأطفال إلى 313 دولاراً، على الرغم من وصول قافلتي مساعدات طارئتين تابعتين للمنظمة الدولية إلى البلدة المحاصرة.

وذكر عاملو إغاثة محليون أن 32 شخصاً ماتوا من الجوع خلال الشهر الماضي، ووصلت الأسبوع الماضي قافلتان من إمدادات الإغاثة إلى 42 ألف شخص يعيشون في البلدة المحاصرة منذ شهور.

وقال التقرير الذي نشر في وقت متأخر، أول من أمس، إن عشرات الأشخاص يحتاجون إلى رعاية طبية متخصصة على الفور خارج مضايا، حتى لا يموتون، لكن عاملين في مجال المساعدات تابعين للمنظمة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري لم يتمكنوا سوى من إجلاء 10 أشخاص فقط.

وأضاف أنه «منذ 11 يناير، وعلى الرغم من تقديم المساعدة أفادت تقارير بموت خمسة أشخاص، بسبب سوء تغذية حاد وشديد».

وذكر أن الأمم المتحدة قدمت سبعة طلبات في 2015 لتوصيل قافلة مساعدات لبلدة مضايا، وحصلت على تصريح بتوصيل المساعدات إلى 20 ألف شخص في أكتوبر. وبعد طلبات أخرى سمحت الحكومة السورية بدخول شحنة مساعدات يومي 11 و14 يناير.

وأضاف أن نحو 50 شخصاً غادروا البلدة يوم 11 يناير. وطلبت الأمم المتحدة من سورية السماح بإجلاء عدد آخر بحاجة إلى رعاية فورية. وتحاصر قوات الحكومة السورية وحلفاؤها مضايا وبقين المجاورة منذ يوليو تموز 2015، وتفرض شروطاً صارمة بشكل متزايد على حرية الحركة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال الخميس الماضي، إن الأطراف المتحاربة في سورية، لاسيما حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ترتكب «أفعالاً فظيعة»، ودان استخدام التجويع كسلاح في الحرب التي أوشكت على دخول عامها السادس.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 450 ألف شخص محاصرون في نحو 15 منطقة بسورية، من بينها مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة و«داعش» وجماعات مقاتلة أخرى. وقالت الأمم المتحدة إن العاملين في المجال الإنساني الذين دخلوا البلدة الأسبوع الماضي سمعوا أن ألغاماً أرضية زرعت منذ أواخر سبتمبر، لمنع الناس من الرحيل، وان مدنيين كثيرين استمروا في محاولة البحث عن طعام على مشارف البلدة، وإن بعضهم فقدوا أطرافهم بانفجار الألغام الأرضية.

تويتر