ممثلة «يونيسيف» تروي معاينتها وفاة فتى من الجوع في مضايا

هناء سنجر. أرشيفية

روت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، في سورية، هناء سنجر، بتأثر بالغ كيف شهدت، أول من أمس، وفاة الفتى علي، البالغ من العمر 16 عاماً، داخل مستشفى ميداني في بلدة مضايا المحاصرة منذ ستة أشهر، جراء معاناته سوء التغذية. وقالت سنجر، التي كانت في عداد بعثة الأمم المتحدة إلى مضايا لـ«فرانس برس»، أمس، «أخذونا إلى الطابق السفلي من مستشفى ميداني، حيث كان طفلان، جسداهما أشبه بهيكلين عظميين، يتشاركان سريراً واحداً».

وأوضحت أن طبيبة من المنظمة اقتربت «لمعاينة» علي، ووجدت أنه «ما من نبض فبدأت بانعاشه، مرة مرتين ثلاثاً، ثم نظرت إليّ وقالت لقد رحل، قبل أن تقدم على إغماض عينيه».

وأضافت سنجر أن الطفل الذي كان يشارك علي السرير ذاته بدأ يكرر سؤالاً بإلحاح «هل مات؟ هل مات؟»، قبل أن تحاول الطبيبة طمأنته بأن عليه الاهتمام بنفسه، وسيكون بخير. ولم يقوَ أفراد عائلة علي الجالسين في الغرفة ذاتها على التعبير عن حزنهم، وفق سنجر، جراء الإرهاق الذي يعانونه. وقالت «إنهم لم يكونوا قادرين على الحزن أكثر، كانوا يبكون بصمت، عاجزين».

وعلي، هو واحد من نحو 30 شخصاً توفوا جراء سوء التغذية منذ مطلع ديسمبر الماضي، نتيجة الحصار المحكم على البلدة التي تؤوي نحو 42 ألف شخص، بينهم 20 ألف طفل، وفق منظمة «يونيسيف».

وقالت سنجر «ما يمكن لمسه بوضوح هو حجم الجوع، كل من تسأله يجيب أنه يعيش على تناول الحساء مع الماء والبهارات، ويقتات من أوراق الشجر والعشب». وأكدت أن «قوافل المساعدات لا يمكنها الإيفاء بالغرض في وضع مماثل»، مكررة الدعوة إلى رفع الحصار بالكامل عن جميع المناطق في سورية.

وأضافت «يتسول الأطفال للحصول على قطعة من الخبز، بعضهم يأتي ويعتذر منك بعد السؤال لمرات عدة (عن الخبز)، وإجابتك بأنه ليس بحوزتك شيء». وقالت «يقولون عذراً خالتي، فقط لسؤالهم عن قطعة خبز».


 

تويتر